الزهار لـ«جريدة السفير»: عباس يعيق تنفيذ المصالحة

أثار التراخي وعدم التقدم في ملفات المصالحة الفلسطينية بعد أربعة أشهر على توقيعها برعاية مصرية وعربية في القاهرة قلق الفلسطينيين على مصيرها، وسط إقرار طرفيها الرئيسيين بأن غياب الإرادة والذهاب لأوهام الحلول السلمية هي التي تعيقها.
وبينما تقول حركة حماس إن عدم توفر الإرادة عند الرئيس محمود عباس (أبو مازن) هو العائق لتنفيذ الاتفاق على الأرض، ترد حركة فتح بالتأكيد على أولوية المصالحة لديها وعدم التضارب بينها وبين الذهاب لاستحقاق ألامم المتحدة.
وقال القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار إن «المصالحة ستطبق حينما يعقد أبو مازن العزم على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ومع الأسف ليس هناك الآن أدنى إشارة منه تقول إنه راغب في تطبيق الاتفاق».
وشدد الزهار في تصريح خاص لـ«السفير» على أن «تطبيق اتفاق المصالحة متوقف تماما، فلم يتم حتى الآن تقديم أي خطوة من المتفق عليها، منها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة وحل قضية جوازات السفر».
وأضاف الزهار أن «عباس يعلق آماله على ما سماه استحقاق أيلول، وأخذ العالم العربي وجزء من الشعب الفلسطيني معه إلى فقاعة سياسية بغير معنى وجدوى، وان يستخدمها لإعادة التفاوض فهذا يتناقض مع برنامج المصالحة».
وبيّن الزهار أن إظهار العزم لدى أبو مازن ووضوح نواياه باتجاه المصالحة يعني إيجاد وسيلة عملية لتنفيذ بنود الاتفاق الخمسة، معتقداً أن الأولويات تغيرت لدى فتح وعباس.
وذكر القيادي البارز في «حماس» أن الوسيط المصري أدى دوره، وأخذنا في اتجاه التوقيع على الاتفاقية، والتطبيق يحتاج إلى إرادة من السلطة وإلى موافقة الطرفين، لتطبيق ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع.
من جهته، قال القيادي البارز في فتح النائب في المجلس التشريعي فيصل أبو شهلا إن المصالحة، وما تم التوقيع والاتفاق عليه، مستمر، لكن الإشكالية الحالية ناتجة من آلية التنفيذ، فهناك تعطل نتيجة استحقاق أيلول، وهناك تأكيد على أن الذهاب للأمم المتحدة غير متعارض مع المصالحة.
وسرد أبو شهلا في تصريح لـ«السفير» عوامل قال إنها أثرت في البطء والتراخي في تطبيق الاتفاق، أهمها أن الانقسام له سنوات، والخروج منه بحاجة إلى عمل وجهد مكثف في المرحلة المقبلة، وبسبب هذا الأمر يظهر أنه لم يُنجز شيء على الأرض.
وانتقد أبو شهلا غياب الحراك الشعبي الداعم والضاغط باتجاه إتمام المصالحة الوطنية، مؤكداً كذلك أن هناك فهما خاصا لدى كل طرف للاتفاق الموقع، وهو ما يعيق أيضاً تطبيقه.
وأشار القيادي في فتح إلى أن أولويات حركته لم تتغير، موضحا «نحن نسير في كل الاتجاهات، راغبين في المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام وإنجاز الدولة الفلسطينية، نحن الآن في معركة مع الاحتلال ووحدتنا الداخلية تقوي من صمودنا وتدعمنا في هذه المعركة».
وطالب أبو شهلا «حماس» أن تغلب المصلحة الوطنية العليا على النظرة الفصائلية، وكذلك الشعب الفلسطيني أن يتحرك وأن يكون داعما وضاغطا لجهة إنجاح تنفيذ اتفاق المصالحة وتحقيق المصلحة الوطنية العليا.
وفي الأثناء، يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أن لا آمال مفتوحة لتنفيذ اتفاق المصالحة، على الرغم من الإشارات التي يصدرها الطرفان بأن لا رجعة عن الاتفاق، مؤكداً أن كلامهما يدل على أن لا رجعة عن اقتسام الوضع الفلسطيني، بدلا من إنهاء الانقسام.
وأضاف حبيب لـ«السفير»، «ليس هناك تراخ، هناك عدم توفر إرادة. التراخي الذي تقول عنه من أشكال الاقتسام بين الجانبين، مثل هذا الأمر هو مجرد خداع للجمهور باعتبار أن هناك مساعي لتنفيذ الاتفاق من دون وجود الإرادة».
وعن غياب الحراك الشعبي والشبابي الضاغط، قال حبيب إن «الأطراف المعنية بعملية الاقتسام معنية كذلك بتغييب الجمهور الفلسطيني من خلال إشغاله بالوضع الاقتصادي والمعيشي، وهو ما يؤدي إلى عدم وجود أي حراك لمتابعة المصالحة والضغط لتنفيذ بنودها على الأرض». وبيّن أن كل المبادرات والتحركات والاتصالات، في ظل عدم وجود الإرادة لدى فتح وحماس، تبقى من دون قيمة فعلية، موضحا «أولا يجب توفر الإرادة لإنجاح المصالحة وليس لإنجاح الاقتسام».