أردوغان يهاجم الأسد من ليبيا والثوار على مشارف سرت

وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور ليبيا اليوم، انتقادات حادة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن عصر القادة «الطغاة» قد ولّى.
وقال أردوغان، الذي أشاد بـ«انتصار الثورة في ليبيا»: «لقد أثبتم للعالم أنه لا يوجد نظام يمكن أن يسير ضد إرادة شعبه. وهذا ما يتعين أن يفهمه

أولئك الذين يقمعون الشعب في سوريا»، مضيفاً، من الإشارة إلى الرئيس السوري بالاسم: «على هذا النوع من القادة أن يفهم أن زمنه قد ولى؛ لأن عصر أنظمة الطغيان قد ولى».
كذلك، ذكرت الصحافة التركية أن أردوغان طلب من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقف دعمه للنظام السوري الذي يقمع الثورة بعنف.
من ناحية أخرى، دافع رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، عن تدخل حلف شماليّ الأطلسي في ليبيا، واصفاً إيّاه بـ«الواجب الأخلاقي»، وذلك رداً على الانتقادات التي تعرض لها خلال مؤتمر لمؤسسة نلسون مانديلا اليوم في جوهانسبورغ.
وأكد باروزو أن إقدام زعيم على قتل شعبه «أثار الاستنكار»، في إشارة إلى معمر القذافي، مضيفاً: «لدينا واجب أخلاقي».
وعن مسألة التدخل الغربي في البلاد، رأى باروزو أن «المصالح أملته»، مشيراً إلى أنه كان من الأسهل عدم التدخل في هذه الحالة؛ لأن «كثيراً من البلدان كانت تقيم علاقات ممتازة مع النظام السابق».

المتمردون دخلوا بني وليد ويستعدون للسيرطة على سرت (زهرة بن سمرة - رويترز)

وقد توجه باروزو إلى جنوب أفريقيا، التي لم تعترف بالسلطات الليبية الجديدة، للمشاركة في القمة الرابعة بين هذا البلد والاتحاد الأفريقي.
واستُقبل باروزو ببرودة من نديبيلي، الذي تحدث عن «الاستياء» الذي شعر به لدى مشاهدته مشاهد التلفزيون التي أظهرت الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي يصل وصول الأبطال إلى ليبيا مع ديفيد كاميرون» رئيس الوزراء البريطاني.
وقال نديبيلي: «إننا سرقنا من الليبيين تاريخهم»، داعياً الأوروبيين إلى إبداء مزيد من «التواضع»، وإلا فإن ذلك «سيزعج ويعقد العلاقات ويؤدي إلى الإرهاب غداً».
وأكد باروزو للحضور أن المجلس الانتقالي الليبي «يعمل لمصالحة حقيقية ويمثل الشعب الليبي الحقيقي أكثر» من النظام «الفاسد» السابق، مشدداً على أنه «إذا ما توصلوا إلى إقامة دولة ودولة ديموقراطية، أعتقد أننا نستطيع أن نساعد هذا البلد القريب».
وفي سياق منفصل، أعلن البيت الأبيض اليوم أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيلتقي رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، الثلاثاء المقبل على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسيأتي هذا اللقاء في الوقت الذي تعهدت فيه الدول الغربية الوقوف إلى جانب الثوار الليبيين في بناء حكومتهم بعد إطاحة الزعيم الليبي معمر القذافي.
ميدانياً، أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي لوكالة «فرانس برس» اليوم أن «الثوار دخلوا بني وليد»، معقل قوات معمر القذافي، بينما وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طرابلس بعيد الظهر في ختام جولة شملت دول «الربيع العربي».

أردوغان لدى وصوله إلى طرابلس اليوم (جوزف عيد - أ ف ب)

وأعلن المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود شمام، للوكالة اليوم أن «الثوار دخلوا بني وليد»، مضيفاً أن لا تفاصيل لديه عن المعارك، إلا أنه أوضح أن «الموقف سيحسم هذا المساء ».
وفي موازاة ذلك، تأمل قوات المجلس الوطني الانتقالي السيطرة اليوم أيضاً على سرت، غداة هجوم على هذا المعقل الموالي للقذافي في شرقي طرابلس.
وأكد أحد القادة العسكريين للثوار الليبيين عند نقطة التموين الساحلية في قصور حسن (60 كلم غربي سرت) أن «الهدف اليوم هو تحرير سرت (...) نحن نُعدّ أسلحتنا».
وتوقع صلاح العارق، أحد مقاتلي فرقة الوادي « المزيد من المعارك مع قوات القذافي، إلا أننا نأمل السيطرة على سرت بنحو كامل اليوم. وهناك قوات موالية للقذافي مختبئة أيضاً في وادي جرف (30 كلم عن سرت)».
وأشار فرح عبد الكافي، وهو مقاتل دخل سرت أمس، إلى وجود قناصة موالين للقذافي متمركزين على أسطح مباني المدينة، إلا أنه قلل من حجم المعارضة التي رأى أنها «ليست بالقوة المتوقعة».
وفي سياق متصل، أعلنت القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي في مصراتة اليوم أنها تكبدت خسائر فادحة بسقوط ما لا يقل عن 11 قتيلاً و 34 جريحاً في صفوفها خلال المعركة التي جرت للسيطرة على سرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي، على بعد 360 كلم شرقي طرابلس.
وأفاد المجلس العسكري لمصراتة في بيان عن حصيلة أولية تصل إلى «11 شهيداً و34 جريحاً»، مشيراً إلى اعتقال 40 شخصاً من أنصار القذافي.
سياسياً، وبعد الزيارة التي قام بها أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طرابلس اليوم، ضمن جولة شملت تونس ومصر.