«عيـون سـارة» ترسـخ جـذورها الفلسطينية على جدران الخليل

«عيون سارة» أبصرت النور أول من أمس عندما افتتحت وزيرة الثقافة سهام البرغوثي والفنان التشكيلي يوسف كتلو، أول جدارية حجرية في مدينة الخليل وذلك في شارع عين سارة.
وذكر كتلو ان الجدارية، التي يبلغ عرضها 10 أمتار وطولها 3 أمتار، أنه استوحى»عيون سارة» عنوانا لجداريته، التي نفذها في شارع عين سارة، وهو من أهم شوارع مدينة الخليل، «لتحاكي النكبة الفلسطينية، والأسطورة لزوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام سيدتنا سارة» الفلسطينية الخليلية الأصل، التي تحمل مفتاحها وتتطلع الى حيفا ويافا بانتظار العودة إلى هناك لترقص رقصتها الكبرى كما كانت قبل ستين عاما.
واستغرق تنفيذ هذا العمل الإبداعي أكثر من أربعة أشهر. واختار كتلو، لجداريته في عين سارة في الخليل، كون الاسم من رموز اللوحة ومن رموز الأسطورة نفسها، باعتبار سارة ليست امرأة إسرائيلية أو غريبة عن البلد، بل هي فلسطينية عربية، مرة تحمل الفأس وتزرع الأرض، ومرة تنظر إلى حيفا ويافا، ومرة تقاوم المحتل، ومرة تزرع العنب، ومرة تعزف الموسيقى، ومرة تتحول إلى عنقاء تحترق وتعود من جديد، لتؤكد أن سارة وعيونها ليست كعيون النساء.
ولأن سارة تحمل غدها، تفرح، ترقص، تحول العنب إلى شراب، تحمل في قلبها فلسطين وتحمل كذلك البندقية وتمضي للجبل، فهي فلسطينية حتى نخاع العظم، ستبقى متشحة باللون الأسود، ولن تلبس ثوبها الفلسطيني المطرز والمزركش، إلا بعد العودة لتتكحل عيونها برؤية حيفا ويافا وعكا والمجدل واللد والقدس وصفد والجليل وتل الربيع، وهناك ترقص رقصة الفرحة الكبرى كما كانت قبل 63 عاما.
وشارك أطفال الجمعية الفلسطينية لثقافة وفنون الطفل - المشاركين في الورشة الفنية لعام 2011 - في حفل افتتاح الجدارية. وقال المدير التنفيذي للجمعية الفلسطينية لثقافة وفنون الطفل سميح أبو زاكية ان الأطفال المئة الذين يشاركون في الورشة هم من أطفال الخليل المبدعين ويتلقون تدريبات متنوعة في الرسم ويشرف عليهم كبار الفنانين. وأضاف أبو زاكية ان معرضا فنيا كبيرا لفنون الأطفال سيقام بعد الانتهاء من الورشة سيكون الأول من نوعه في فلسطين حيث سيضم المئات من رسومات الأطفال المشاركين في الورشة.