السلفي عبدالمقصود : الدولة المدنية في مصر على جثثنا

القاهرة صعّد القيادي السلفي الشيخ محمد عبدالمقصود من لهجة التيار السلفي بإعلانه عدم قبول دولة مدنية “غير دينية” في مصر، مشيراً إلى أن التيار لن يقبل قيام مثل هذه الدولة إلا على جثث السلفيين. وأقرّ عبدالمقصود في حوار مع “الجريدة” الكويتية أن التيار يحلم بالوصول إلى الحكم، من دون أن ينفي استخدام منابر المساجد للتصويت بنعم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس الماضي.

وفي سياق السطور التالية تفاصيل الحوار:

• من تحريم الثورة إلى ميدان التحرير؟ ماذا حدث للسلفيين؟

- ظنَّ السلفيون في بداية الثورة أنها مجرد مظاهرة مثل سابقاتها، واعتقدوا أن مشاركتهم سوف تعرضهم لبطش الأمن، وحين أدركوا أنها ثورة قرروا المشاركة، وقد أصدرت فتوى بنزول الميدان فاندفع السلفيون إلى التحرير وقد دفعت ثمن هذه الفتوى إذ نالتني سهام بعض السلفيين ممن تربوا في أحضان أمن الدولة والحزب “الوطني” واتهموني بأنني من الخوارج لأنهم شتامون ويعملون لحساب الطواغيت.

• هل ثمة مراجعات فكرية فقهية دفعت بكم إلى المشهد السياسي؟

- نعم حدثت مراجعات، إذ كنا نرى في كل المظاهرات السابقة على الثورة أن البلطجية واللصوص بدعم وبرعاية أجهزة الأمن تندس في المظاهرات يعيثون فساداً ونهباً وحرقاً للممتلكات العامة والخاصة لتشويه صورة المعارضة، وبعد قمع هذه المظاهرات بفعل الآلة الأمنية الباطشة لا يترتب على المظاهرات سوى التخريب وهو أمر مُحَّرم شرعاً ولكن حين أدركنا أنها ثورة حقيقية قمنا بمراجعات ومن ثم شارك قطاع كبير من السلفيين فيها وإن كانوا متأخرين كغيرهم من جميع الائتلافات السياسية الأخرى.

مليونية السلف

• إذاً كنتم شاركتم الشعب ثورته فلماذا دعوتم لمليونية خاصة بالسلفيين في يوم 29 يوليو؟

- نزلنا لأهداف محددة في هذه المليونية منها الإسراع في محاكمة القتلة والمفسدين ورفض المبادئ فوق الدستورية، لأن الليبراليين والعلمانيين هم الذين وضعوا هذه المبادئ الحاكمة للدستور، وما هي صلاحياتهم كي يلزموا الشعب بها ومن أهدافنا أيضاً دعم الجيش والمجلس العسكري، لأنه كان بحاجة لهذا الدعم في مواجهة مطالب الليبراليين بتكوين مجلس رئاسي لإدارة البلاد بديلاً عن المجلس العسكري، ومن ثم سعوا للوقيعة بين الجيش والشعب، وقد دعونا إليها دفاعاً عن هوية مصر الإسلامية ولأن الليبراليين لم يتوقعوا أن يكون التيار السلفي بهذا الحجم، لدرجة أن مذيعة وصفتنا بأننا همج أفغانستان وباكستان والسعودية، مما يؤكد مسؤولية الإعلام عن تشويه صورتنا.

• في معركة “الاستفتاء على التعديلات” هل تم حشد الناس في المساجد للتصويت بنعم؟

- حتى ولو كان حدث، ماذا كنا سنفعل حيال الإعلانات المدفوعة الأجر الممولة من الملياردير الشهير الذي حشد الشخصيات العامة من الفنانين والنخب والمثقفين ليوجهوا الناس إلى التصويت بـ”لا” فضلاً عن دور الكنيسة والقساوسة الذين دعوا النصارى للخروج إلى الاستفتاء بـ”لا”، وقد رأينا أناساً “مُقعدين” ذهبوا استجابة لدعوة الكنيسة للتصويت بـ”لا” بعد أن أقنعوهم بأن التصويت بـ”نعم” هو لصالح “الإخوان المسلمين”، وأن “لا” تعني إلغاء المادة الثانية من الدستور.

الأوغاد

• لماذا نقضتم العهد مع الليبراليين في جمعة “لم الشمل” ورفعتم شعارات دينية؟

- الليبراليون الذين يقولون إن اتفاقاً خالفه السلفيون أوغاد وليسوا مسلمين والدولة المدنية ستقوم على جثثنا، فإذا كانت الدولة بنص الدستور إسلامية وإذا كنا نمثل التيار الإسلامي السلفي وإذا كنا دعونا للمليونية لتأكيد الهوية الإسلامية لمصر فكيف إذن نتفق كما يزعمون على عدم رفع شعارات إسلامية؟ وللعلم الليبراليون دائما يحاولون تشويه صورتنا لأننا لم نتفق على شيء.

• هل لدى السلفيين طموح للسلطة؟

- استنكر السؤال، أو ليس من حقهم كفصيل في المجتمع المصري وكقوة سياسية من القوى الفاعلة في المجتمع؟ فلماذا نحجر عليهم؟ إذا كان للفنانين والعلمانيين والليبراليين طموح في السلطة أرى أن السلفيين لهم كل الحق في الطموح إلى السلطة، وغير صحيح أن تتحول مصر إلى “خومينية”. هذا من قبيل “الفزاعات” لاستقطاب دعم الغرب العلماني للمعارضين لتيارنا، نحن لا نقبل النموذج الإيراني، ولا أتصور أن يكون الرئيس المصري شيخاً.