ليبيا: المجلس الانتقالي ينفي وجود خلافات بين الشرق والغرب... أو بين الثوار والجيش

واصلت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس، حصارها لمدينة سرت، مسقط رأس الرئيس المخلوع معمر القذافي، فيما حققت اختراقاً ميدانياً، بعد تمكنها من اقتحام المداخل الشرقية للمدينة، التي تتعرض منذ ثلاثة أيام لغارات حلف شمال الأطلسي، في وقت ما زال حكام ليبيا الجدد عاجزين عن تشكيل حكومتهم الجديدة، بالنظر إلى الخلافات القائمة في صفوفهم.
وضيّق مقاتلو المجلس الانتقالي الخناق على سرت، الواقعة على بعد 360 كيلومتراً إلى الشرق من طرابلس. واقتحمت قوات الحكومة الانتقالية، تدعمها الطائرات الحربية التابعة للأطلسي، الأطراف الشرقية لسرت، وخاضت معارك شوارع مع الموالين لمعمر القذافي. واستخدم مقاتلو المجلس الانتقالي الأسلحة الآلية في المعارك ونقلوا دبابات ومدفعية ثقيلة الى أطراف المدينة.
وأعلن الحلف الأطلسي أن طائراته قصفت مركز قيادة ومراقبة ومخازن ذخيرة ورادار وقاذفات صواريخ في سرت.
وتحدث المدنيون الذين فروا من المدينة التي تضمّ 70 ألف نسمة عن ظروف حياة شاقة للذين مكثوا فيها. وقال مفتاح محمد وهو وكيل اسماك غادر المدينة مع ستين شخصاً من عائلته وأقاربه وجيرانه في موكب من سبع سيارات ان «الوضع في المدينة صعب جدا»، مشيراً إلى انه «لم يعد هناك غذاء ومياه ونفط وكهرباء ولم يعد لدى الأطفال حليب. هذا الوضع على ما هو منذ شهرين فيما يمنع أنصار القذافي السكان من المغادرة».
وتبث إذاعة موالية للقذافي في سرت رسائل دعائية لتعبئة ما تبقى من أنصاره، بحسب السكان. وتقول الرسائل «يجب الموت من اجل الدفاع عن الدين والوطن والقذافي»، مشيدة بالعقيد الفار منذ أكثر من شهر.
وعلى الجبهة الغربية في سرت لم تقع معارك يوم أمس، باستثناء طلقات مدفعية أطلقها الثوار الليبيون على وسط المدينة.
وفي بني وليد، الواقعة على مسافة 170 كيلومتراً إلى الشرق من طرابلس، يتمركز المقاتلون على مدخل المدينة وما زالوا يتعرضون لإطلاق صواريخ قوات القذافي.
سياسياً، قال سياسيون في بنغازي إن تعثر تشكيل الحكومة الليبية الموقتة الذي كان مقرراً في 18 أيلول الحالي، يخفي صراعاً محموماً على السلطة بين خصوم معمر القذافي.
وكان مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، أكد السبت الماضي أن «الحكومة ستعلن خلال الأسبوع المقبل»، معترفاً بوجود خلافات وصراعات أخرت الإعلان عن تشكيلها.
لكن عبد الجليل نفى، أمس، وجود أي خلافات بين الثوار وأفراد الجيش، مشدداً على أن الجيش انخرط في القتال منذ البداية، ولافتاً إلى أن هناك كتائب للثوار يقودها ضباط من الجيش. كما نفى وجود أي خلاف بين ثوار الشرق و الغرب، مؤكداً أن الهدف واحد، وهو تحرير ليبيا من كتائب القذافي.
وفي نيويورك، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لين باسكو إن السلطات الانتقالية في ليبيا تواجه تحديات عديدة في سعيها لاستعادة الاستقرار، بما في ذلك المصالحة الوطنية وإرساء السيطرة على مخزونات كبيرة من الأسلحة. وأشار باسكو، خلال جلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، إلى أن ثمة أربعة تحديات رئيسية تواجه المجلس الوطني الانتقالي, ابتداء من معالجة ملفات المصالحة والوحدة الوطنية، وضمان مثول جميع المجموعات العسكرية تحت قيادة موحدة، وتشكيل السلطة السياسية للمجلس الوطني الانتقالي على وجه السرعة، وإرساء السيطرة على مخزونات كبيرة من الأسلحة.
من جهة ثانية، نفت مصادر أمنية في مطار القاهرة ما تردد في وسائل الإعلام الجزائرية حول سفر ثمانية من عائلة معمر القذافي إلى مصر للإقامة فيها. وقالت المصادر «لا صحة إطلاقاً لما رددته وسائل الإعلام الجزائرية حيث لم يستقبل المطار أياً من عائلة أو أسرة القذافي سواء من الجزائر أو غيرها منذ بدء الثورة الليبية وحتى اليوم، إذ توجد تعليمات مشددة لدى شركات الطيران بضرورة حصول الليبيين القادمين على تأشيرات دخول وموافقة أمنية مسبقة لكل الليبيين من السفارات المصرية بالخارج».