قوات القذافي تقاوم الهجمات في سرت وتقتل قائداً للثوار في بني وليد

استمر الجمود الميداني على حاله في بني وليد وسرت، برغم استمرار المعارك الضارية في هاتين المدينتين اللتين تعدان آخر معاقل القوات الموالية للرئيس المخلوع معمر القذافي، والتي تمكنت يوم أمس، من قتل أحد القادة الميدانيين البارزين للثوار، في وقت تضاربت المعلومات حول مكان تواجد معمر القذافي وابنيه سيف الإسلام والمعتصم، وهو ما دفع بالمجلس الانتقالي إلى وصف المكان الذي يمكن أن يكون العقيد الفار قد اختبأ فيه بـ«اللغز».
وقتل قائد الثوار الليبيين على الجبهة الشمالية لبني وليد، اضو الصالحين الجدك، أمس، اثر إصابة سيارته مساء بصاروخ حراري في المدينة. وقال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل إن «الجدك قتل خلال توجهه الى موقع المعارك في بني وليد».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع في المجلس الانتقالي احمد باني إن «الشهيد اضو كان احد ضباط الجيش في السابق، واستشهاده يؤكد اننا ندفع ثمن التحرر واننا نقدم شهداء من الجيش في سبيل حرية ليبيا».
وفي موازاة ذلك كانت القوات المتمركزة في محيط بني وليد على بعد 170 كيلومتراً جنوبي طرابلس، تستعد لشن هجوم جديد على قوات القذافي، بعد مواجهات أوقعت أربعة قتلى و11 جريحاً في صفوف القوات الموالية للمجلس الوطني.
أما في سرت فلم يحقق الثوار أي تقدم جديد، بعد الإنجاز الميداني الأخير الذي تمثل في السيطرة على ميناء المدينة، في وقت استمرّ تبادل القذائف المدفعية والصاروخية بين طرفي النزاع، ما أسفر عن مقتل عشرة مقاتلين تابعين للمجلس الانتقالي على الجبهة الشرقية للمدينة. وقال أحد الثوار إن «قوات القذافي تقاتل باللباس المدني وهناك مرتزقة أفارقة في سرت».
والأسبوع الماضي تقدّمت قوات النظام الليبي الجديد بسرعة باتجاه سبها، وهو معقل آخر للقذافي في الصحراء على بعد 700 كيلومتر جنوبي العاصمة. ومن طرابلس قالت قوات المجلس الانتقالي إن هذا النصر تحقق بفضل مقاتلي المنطقة وخدمة «غوغل إيرث». وقال سالم دغيد، وهو قائد وحدة امازيغية، إن «غوغل ارث» يقدم صوراً وخرائط ملتقطة بالأقمار الاصطناعية «ساعدتنا في تحديد مواقع مزارع كنا نعلم ان مرتزقة القذافي يختبئون فيها، ونشر مقاتلينا في مواقع لا يمكن لصواريخهم استهدافها».
وبعدما حققوا انتصارات على الجبهة يستعد الامازيغ للمطالبة بحقوق جديدة، خصوصاً الاعتراف الرسمي بلغتهم، وقد نظموا مؤتمراً كبيراً خاصاً بهم في طرابلس تحت شعار «ترسيم اللغة الامازيغية ودعم الوحدة الوطنية».
في هذا الوقت، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع في المجلس الانتقالي احمد باني إن ابن معمر القذافي، سيف الإسلام، موجود في بني وليد، فيما شقيقه معتصم في سرت.
وأضاف إن الحديث عن مكان تواجد والدهما العقيد الفار معمر القذافي الذي أطاحت به ثورة مسلحة بعد أكثر من أربعة عقود من حكمه البلاد بيد من حديد «أصبح يشبه الألغاز التي لا تشغلنا في الوقت الحالي». وتابع «سنسعى وراء هذا الميت الفار بعد ان تتحرر كل المدن الليبية».
وفي هذا الإطار، نفى موسى الكوني عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبى ما تردد من أنباء بشأن وجود العقيد معمر القذافي في مدينة غدامس جنوب غرب العاصمة طرابلس تحت حماية قبائل الطوارق. وقال الكوني إن خبر وجود القذافي عند الطوارق لا أساس له من الصحة لأن هذه المنطقة مكشوفة ولا يمكن أن يتحصّن فيها القذافي».
وعلى الصعيد السياسي، أعلن ناشطون في بنغازي تشكيل «التجمع الوطني للعدالة والديموقراطية» وهو حزب سياسي يرمي الى إقامة دولة تستند الى القانون واللامركزية. ومع سقوط نظام القذافي يعتزم الليبيون تشكيل أحزاب سياسية قبل موعد الانتخابات المقبلة. وشكل أول حزب، وهو حزب ليبيا الجديدة في بنغازي في 27 تموز الماضي.
من جهة ثانية، دعا رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لعقد مؤتمر عربي عاجل يحضره مستثمرون ورجال أعمال عرب مع المسؤولين الليبيين، بهدف الوقوف على احتياجات ليبيا وإعادة ما دمّره حكم العقيد الهارب معمر القذافي من بنية أساسية وغير ذلك من المرافق الحيوية.
وقال الدقباسي، في بيان، «علينا كأمة عربية مسؤولية قومية وواجب تجاه أشقائنا في ليبيا بأن نحث رجال الأعمال والمستثمرين العرب على توجيه كل طاقاتهم وإمكانياتهم لإعادة إعمار ليبيا لتكون نموذجاً ديموقراطياً يحتذى به كما علينا تفويت الفرصة على القوى الأجنبية، التي تسعى لاستغلال الفرصة بالتسلل إلى أي بقعة غالية من وطننا العربي يتمّ تحريرها من الحكام الطغاة، سواء في تونس أم في مصر أم في ليبيا أم في اليمن».