كلمات كحد السيف ......
جميل الهشلمون – القدس.
قديما كانوا يصفون الشخص الذي يتقن ويحسن التعامل مع الحياة والبشر بمختلف الطرق بأنه متعلم وراق... لذلك يعرف الحياة وطرقها وخفاياها والتأقلم مع كل الطبائع والأجناس,,,, وفي هذه الأيام التي نعيش بها ظروف حياتية صعبة , ووجود كثير من العوامل الطبيعية والغير طبيعية ولا حصر لها من عدد وعدة، جاء وقت كثرة المتعلمين والمثقفين حتى أن لا يخلو بيت أو أسرة إلا وكان هناك المتعلم وحامل الشهادة العلمية,,,
وكيف يتعامل هؤلاء مع غيرهم بدءًا من أفراد أسرهم وأهلهم ومرورا بمعارفهم وزملاءهم بالعمل وحتى عامة الناس....
والسؤال الذي يراودني دائما كيف يستطيعون تسخير العلم الذي حفظوه ودرسوه في خدمة وطنهم وشعبهم وتواصلهم مع الآخرين؟ والسؤال التالي: هل بالضرورة في هذا الوقت والوضع والزمان الحاضر أن يكون كل متعلم وحامل شهادة وخاصة( من تقدم بهم العمر) واعيا سياسيا ودبلوماسيا ومدركا لطرق التعامل والسلوك مع الآخرين,,,, وعلى جميع الأصعدة المختلفة, التي تتسع لنا كثير أن نسخر مواهبنا الفكرية والعلمية والوجدانية لخدمة الوطن والشعب وحمايته للوصول إلى الأهداف المنشودة بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف,,, وليس أن يكون هناك أصحاب كفاءات يسخرون جهدهم بالإساءة إلى الآخرين والحقد عليهم ونضع من الكراهية سيوفا حادة نصوبها على هذا الشعب المناضل.
إن مثل هؤلاء قليلون جدا بالمقارنة مع الطيبين الخيريين من أبناء شعبنا الذين يرون بعيون قلوبهم,,, ونفوسهم,,, فيجدونها رائعة ومزهرة والناس فيها أخيار أتقياء,,,
أما هؤولاء القليلون فيروها من منظار الشر والخداع والذي يشكل مرآة صادقة تعكس نفوسهم المحتاجة إلى معالجة مستديمة وفترة نقاهة مدى الحياة,,,
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول " النظافة من الإيمان" ولم يقصد بكلامه نظافة الجسد فحسب بل قصد نظافة (النفس والقلب واللسان) وكذلك عليه الصلاة والسلام قال أيضا إن لم تستح فأصنع ما شئت أي أن الذي لا يخيفه عقاب ربه ولا يحسب حسابا لقانون الأخلاق والإنسانية والرحمة فليفعل ما يريد وليقل ما يشاء,,,
وما أملك من القول أخيرا وبصراحة أن الحياة فن وذوق، والفن الذي يعتمد على الإنسان الحق الذي يستطيع تغليب كفة الخير على الشر والحب على الكره، والنجاح على الفشل,,, والذوق يحتاج إلى متذوق سليم الإحساس والشعور ليميز أنواع المذاق المختلفة.