الجيش الإسرائيلي يحذر من تأثير تقليص الميزانية على مستوى الجهوزية

يخوض الجيش الإسرائيلي حملة إعلامية داخلية واسعة ضد قرار الحكومة تقليص ميزانية الأمن، حذر من خلالها من أنه سيواجه صعوبة في الحفاظ على جهوزية قواته، وسيوقف شراء منظومة «القبة الحديدية» ويجمد تطوير منظومة «حيتس 3»، لاعتراض الصواريخ الطويلة المدى.

وأفادت صحيفة «هآرتس»، اليوم، أن الاستنتاج الأولي الآخذ بالتبلور في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، في أعقاب قرار الحكومة الأحد الماضي بتقليص ميزانية الأمن بمبلغ 3 مليارات شيكل، (حوالى 820 مليون دولار)، هو أن الجيش سيواجه صعوبة في الحفاظ على مستوى استعداد قواته وجهوزيتها لمدة تزيد على السنة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صدّقت أو من أمس على توصيات تقرير «اللجنة من أجل التغيير الاجتماعي والاقتصادي»، برئاسة البروفيسور مانويل تراختنبرغ، التي ألفها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في أعقاب الاحتجاجات الاجتماعية في إسرائيل خلال الصيف الماضي.
وأوصى تقرير «لجنة تراختنبرغ» بإجراء تقليص في بنود الموازنة العامة وامتنع، بناءً على تعليمات نتنياهو، عن زيادة حجم الموازنة، ولذلك فإن القرار قضى بتقليص ميزانيات عدة وزارات، بينها ميزانية وزارة الدفاع.
ونقلت «هآرتس» عن ضباط في الجيش قولهم إن حجم ميزانية الأمن بعد التقليص سيتطلب من الحكومة اتخاذ قرار آخر بشأن تقليص حجم قوات الجيش الإسرائيلي ابتداءً من عام 2013.
وأكد وزير الدفاع، إيهود باراك، للإذاعة العامة الإسرائيلية، اليوم، أنه سيطرح في الحكومة زيادة حجم الموازنة العامة بمبلغ 7 مليارات شيكل، بهدف منع تقليص ميزانية الأمن، ورصد ميزانيات تنسجم مع مطالب الاحتجاجات الاجتماعية.
ويشار إلى أن حجم ميزانية الأمن الإسرائيلية تصل في موازنة عام 2012 إلى 50 مليون شيكل، (حوالى 13.5 مليار دولار)، تشمل المساعدات الأميركية بقيمة 3 مليارات دولار، بينما تبلغ ميزانية التدريبات العسكرية 2.2 مليار شيكل.
وقرر الجيش الإسرائيلي تجميد ميزانية لتمويل تطوير «قتال السايبر»، أي الحرب الإلكترونية، وميزانية تحصين مقارّ قيادة الجبهات وقواعد عسكرية، لحمايتها من هجمات صاروخية، كما سيجري تجميد استمرار بناء الجدار العازل، الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية، باستثناء مقاطع تعهد جهاز الأمن أمام المحكمة العليا تغيير مسارها.
ووفقاً لقيادة الجيش الإسرائيلي فإن تقليص ميزانية الأمن سيمس بشراء أسلحة جديدة، بينها منظومات «القبة الحديدية»، لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، وإبقاء أربع منظومات اشتراها الجيش حتى الآن بفضل تمويل خاص من الولايات المتحدة.
كذلك، قرر الجيش تجميد تمويل منظومة «العصا السحرية»، لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى، وتجميد تطوير منظومة «حيتس 3»، لاعتراض تلك الطويلة المدى.
ويخطط الجيش أيضاً لتجميد شراء مئات ناقلات الجند المدرعة وتقليص صنع دبابات من طراز «ميركافاه 4»، إضافة إلى تجميد شراء منظومة «معطف الريح، لحماية الدبابات من القذائف المضادة للمدرعات، فضلاً عن تجميد شراء أسلحة لسلاحي الجو وسلاح البر».
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل قرار الحكومة، قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، إجراء تقليص بنسبة 5% في تكلفة الأجور في الجيش خلال العامين المقبلين، وتجميد 3000 وظيفة.