ماذا بعد يا فتح وحماس؟؟
بقلم/ محمود مصطفى البربار
يكثر الحديث في الشوارع والمقاهي, في البيوت والسيارات, بين الأصدقاء والأقارب, في أي مكان في غزة بين النساء, بين الرجال, بين الشباب, وخاصة بعد مرور ثلاث سنوات على حدث أسود في تاريخنا الفلسطيني, حول تساؤل لا يجد أحد إجابة عليه, أو يحاول البعض الإجابة بناءا على تحليلاته الشخصية أو كما يسمع في وسائل الإعلام, ماذا بعد في حالة الانقسام بين أشطار الوطن؟ ماذا بعد يا فتح وحماس؟؟ إلى متى سيبقى هذا الحال؟؟ إلى متى سيبقى طريق المصالحة مسدود, متى ستزال العقبات ويفتح الطريق لنسير فيه جميعا يداً بيد؟؟
أسئلة لا يعرف احد الإجابة عليها حتى صناع القرار من الساسة والمحللين السياسيين ولا حتى قادة فتح وحماس يستطيعون الإجابة على هذه الأسئلة, طريق المصالحة مسدود وإنهاء حالة الانقسام أصبحت حلم من أحلام الناس بل طموح يتمنى الجميع الوصول إليه وتحقيقه, واقع فرض أو فرضته الظروف على الجميع غزة ورام الله, هنا حياة وهناك حياة مختلفة,
معاناة غزة والحصار المفروض عليها واستحالة السفر وصعوبة الحصول على لقمة العيش وحالة من الضيق والضجر لا تُحتمل, ومعاناة الضفة الغربية مع الاحتلال ومصادرة الأراضي والاعتقالات بسبب أو بدون سبب, ومدينة القدس التي تستغيث بكل من هو فلسطيني وعربي من اجل الدفاع عنها, وها نحن نسمع ما يفعله الاحتلال في القدس من مصادرة أراضى ومحاولات لاقتحام الأقصى وبناء الكنيس اليهودي مقابل بوابات الأقصى, وفى النهاية معاناة للجميع وصناع القرار في كلا الاتجاهين مازالوا متخاصمين ومازالوا يضعوا العقبات في طريق مسدود أصلا.
في بدايات الحديث عن حوارات القاهرة والمصالحة الوطنية ورعاية مصر لهذه الحوارات واجتماع الإخوة المتخاصمين لأول مرة بعد الانقسام, لا اعلم شعورهم الحقيقي في تلك الفترة ولكنى اعلم شعور الناس في غزة من أمل وفرحة لا توصف لاجتماع حركتي فتح وحماس سويا وكلكم شاهد ما حدث في غزة, خروج المواطنين في الشوارع ورفع أعلام فلسطين بجانب رايات فتح وحماس سويا, أمل في استعادة اللحمة الوطنية, أمل بتحقيق المصالحة, ولكن لا يخفى على احد بعد توزيع الحلويات في الشوارع وفرحة الناس بهذا اللقاء سرعان ما تحول إلى حلم حلمه الجميع واستيقظوا منه وبقى من هنا هنا ومن هناك هناك, ومازلنا حتى هذا اليوم بين الحين والأخر نسمع ونرى وفد فتح إلى القاهرة ووفد حماس إلى القاهرة ولكن دون نتائج حقيقية وملموسة حتى أصبح الجميع يعرف النهاية قبل البداية.
سؤال يراودني دائما واسمعه من الكثير, يا قادة فتح وقادة حماس ألا تعلمون بمعاناة الناس هنا في غزة وهناك في الضفة والقدس؟؟ ألا تعلمون أنكم قتلتم كل أمال الشعب الفلسطيني ودمرتم طموحاته بالعيش الكريم؟ لماذا نقلتم الصراع إلى الشعب وتحول من صراع مع الاحتلال إلى صراع بين فتح وحماس؟ أين قضية القدس وهى بحاجة لكم وخاصة في هذه الأيام؟؟ أين قضية اللاجئين أين قضية إعادة اعمار غزة؟ والكثير الكثير من القضايا التي تحتاج إلى وحدتكم, احتلال هناك وحصار خانق هنا وتصريح مفتوح وهبتموه للاحتلال لفعل ما يشاء, وانتم منشغلين في الحوارات والمصالحة المزيفة وبالنهاية نسمع شجب واستنكار لما يفعله الاحتلال, في الحقيقة فرصة لم يكن يحلم الاحتلال بها ولم تكن يوما ضمن خططه أو خياراته.
من جانب أخر يقتلني صمتكم يا قوى اليسار وحتى أكون منصف يقتلني صوتكم الصامت الذي لا يحرك ساكنا فبعضكم استغل الفرصة ووقف بجانب فتح والأخر بجانب حماس وأصبحتم شركاء في الانقسام وتناسيتم معاناة العمال والبسطاء تناسيتم دوركم الحقيقي الذي وضعتم من اجله.
يا شعب فلسطين العظيم لا تسألوا ماذا بعد يا فتح وحماس؟؟ لا تسألوا إلى متى سيبقى هذا الحال؟؟ اسألوا ماذا فعلنا لإنهاء حالة الانقسام؟؟ ماذا فعلنا من اجل استعادة الوحدة الوطنية؟؟ لماذا إلى هذه اللحظة نقود ثورة الصمت ثورة في داخلنا فقط, لا أنكر المبادرات التي حصلت من اجل استعادة الوحدة الوطنية ومن اجل إنهاء حالة الانقسام ولكنها بقيت دون التأثير الحقيقي المطلوب أو أنها كانت بداية ولم يتبعها سوى بداية أخرى ولم يكن هناك أدوات ضغط وتحشيد حقيقة, ولكن إلى متى ستبقى كل المبادرات بداية فقط, أين حملات الضغط والمناصرة في كل مكان في البيوت في الشوارع في المؤسسات بين الشباب والرجال لتخطى خطوة البداية نحو خطوة أخرى نحو هدف حقيقي ووطني إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لان فلسطين ليست حكرا لفتح أو لحماس.
الأيام تمر بلا عودة والتاريخ يسجل كل ما يحدث والمعاناة تزداد والفرصة ما زلت موجودة ويبقى السؤال لكم يا قادة فتح وحماس ماذا بعد؟؟ إلى أين تقودوا الشعب الفلسطيني؟؟ هل سنشهد يوما عرسا فلسطينيا حقيقيا؟؟
الإجابة معكم وفى الأيام القادمة سيعرف الشعب الفلسطيني الإجابة...