سرت: الثوار يتراجعون تحت نيران قوات القذافي

واجهت قوات المجلس الانتقالي الليبي أمس، مقاومة غير متوقعة من قبل قوات معمر القذافي في مدينة سرت، ما دفعها إلى التراجع مسافة كيلومترين، والإعداد لقصف جيوب مقاومة اتباع القذافي بالمدفعية الثقيلة، فيما تضاربت تصريحات مسؤولي السلطة الليبية الجديدة حول نبأ اعتقال نجل القذافي المعتصم.
وانسحبت قوات المجلس الوطني الانتقالي التي كانت تأمل في القضاء على آخر جيوب المقاومة في حيين سكنيين شمالي غرب مدينة سرت، لمسافة كيلومترين تقريباً الى مقر الشرطة الذي سيطروا عليه الثلاثاء الماضي. وقال المقاتل حميد ناجي من قوات المجلس «اضطررنا الى الانسحاب نحو المقر العام للشرطة (قرب الساحة الوسطى في المدينة) وسنستخدم المدفعية الثقيلة لضرب قوات القذافي». وقبل الانسحاب قال قائد ميداني إن قواته تحاول تجنب استخدام نيران المدفعية الثقيلة لقصف حي الدولار و«الحي رقم 2» السكنيين لتجنب ايقاع قتلى بين المدنيين.
وصرّح احد القياديين في قوات المجلس الوطني الانتقالي ويدعى يحيى المغصبي ان «المعارك تدور خصوصاً في هذين الحيين». واضاف «نتوقع ان امامنا ثلاثة ايام قبل القبض عليهم». واوضح «لا نهاجم بشراسة في هذين الحيين لأن عائلات لا تزال عالقة هناك». وتعتبر مدينة سرت هدفاً رئيسياً للقادة الليبيين الجدد الذين قالوا انهم لن يعلنوا تحرير البلاد ويبدأوا الفترة الانتقالية لانتخاب حكومة قبل سقوط المدينة.
ويسيطر مقاتلو النظام الجديد على الساحة الرئيسية والواجهة البحرية في المدينة وكذلك على مركز المؤتمرات وحرم الجامعة والمستشفى. إلا أنهم واجهوا مقاومة قوية غير متوقعة في غرب المدينة رغم أنهم يسيطرون على شرق المدينة بأكمله.
من جهته، قال مستشار رئيس المجلس الانتقالي عبد الكريم بيزامة «هناك اشتباه بأن المعتصم القذافي اعتقل ويتم التحري والتأكد من شخصيات عدة تم اعتقالها وأسرها وعند التأكد من ذلك سيتم الإعلان رسمياً عن اعتقال المعتصم». كما نفى قيادي كبير في مدينة سرت اعتقال المعتصم. وقال القائد على جبهة سرت وسام بن احمد «ليس صحيحاً أن المعتصم اعتقل». واضاف «لكن بعض الأسرى الذين قبضنا عليهم يقولون إن (معمر) القذافي موجود في سرت». وكان بيزامة أعلن أمس الأول، اعتقال المعتصم (36 سنة) وهو طبيب وعسكري كان يقود كتيبة من وحدات النخبة. وقال إن «المعتصم القذافي أسر في سرت ثم نقل الى بنغازي»، مؤكداً «لم نعلن عن هذا الاسر قبل ذلك تفادياً لأي محاولة (من اقربائه) لتحريره».
وفي هذه الأثناء أعلن مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي أنهم قبضوا في سرت على مفتي ليبيا في عهد نظام القذافي خالد تنتوش الذي ساند النظام طيلة الانتفاضة. وقال أحد المقاتلين الثوار ويُدعى عبد السلام «أسرناه صباح امس (الاربعاء) على الطريق الساحلية غرب سرت». وأضاف ان الرجل «غيّر هيأته تماماً وحلق ذقنه وكان يقود سيارته ويحاول الفرار الى طرابلس». وأكد انه اوقف هو شخصياً سيارته مع اربعة مقاتلين آخرين.
من ناحية أخرى صرّح وزير النفط والمالية الليبي علي الترهوني أن ليبيا لن تمنح أية عقود نفط جديدة الا بعد انتخاب حكومة جديدة. وقال إن الحكومة الوحيدة التي يمكن أن تمنح هذه العقود النفطية هي حكومة منتخبة بعد وضع دستور للبلاد.