الأسرى الفلسطنيون إلى الحرية

في إطار المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أفرجت إسرائيل اليوم عن 477 سجيناً فلسطينياً، توجه معظمهم الى غزة، حيث كان في استقبالهم قادة من حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، فيما عاد الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى إسرائيل.
وقد انتقل الأسرى الفلسطينيون المحررون إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله في الضفة الغربية، ظهر اليوم، عن طريق حاجز بيتونيا، وسط استقبال رسمي وشعبي حافل، كما استقبلت غزة 300 أسير فلسطينيّ بفرح شعبي كبير قل نظيره.

واستقبل الأسرى الفلسطينيون في غزة رسمياً عند معبر رفح الحدودي مع مصر، كما تجمع آلاف الفلسطينيين خارج المعبر للترحيب بهم.
يذكر أن حاجر بيتونيا، بالقرب من رام الله، شهد اشتباكات بين الفلسطينيين، المحتشدين لاستقابل الأسرى، وجنود العدو.
وفي السياق نفسه، أكد الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في مقابلة مع التلفزيون المصري فور إطلاق سراحه، أنه يأمل أن تسهم صفقة تبادل الأسرى في «تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين».
ورداً على سؤال عما إذا كانت تجربته في الأسر ستدفعه إلى المطالبة بإطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية قال شاليط «سأسعد كثيراً إذا جرى تحريرهم جميعاً، ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم وعائلاتهم وأراضيهم»، مضيفاً: «أشعر بأنني في صحة جيدة».
وأوضح شاليط أنه علم بنبأ إتمام صفقة إطلاق سراحه «قبل أسبوع»، معرباً عن شعوره بأنها «الفرصة الأخيرة لتحريري».
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد أعلن، اليوم، أن شاليط في حالة صحية «جيدة ومطمئنة»، وذلك بعد خضوعه لفحوص طبية أوّلية في قاعدة عسكرية عقب عودته إلى إسرائيل.
وقال البريغادر جنرال يواف مردخاي المتحدث باسم الجيش: «وفقاً لفحص طبي أوّلي نستطيع أن نقول إن جلعاد شاليط في حالة جيدة ومطمئنة»، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في معبر كرم أبو سالم الحدودي.
وفي هذا الإطار، رحَّبت الأمم المتحدة بصفقة التبادل، مؤكدة أنها تعد خطوة إيجابية نحو إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
وطالبت خولة مطر، مديرة المركز الإعلامي للأمم المتحدة في القاهرة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية اليوم، بأن تعقب خطوة تبادل الأسرى خطوات أكبر ترمي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، ما يسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عبَّر عن دعمه لأي انفراج في القضية الفلسطينية.
وأعربت مطر عن أملها في أن تستمر الخطوات الإيجابية ولا تتوقف عند تبادل الأسرى وعودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، من أجل خلق سلام حقيقي للطرفين، الذي سيعم المنطقة العربية.
ونوّهت مطر بالدور الذي أدته مصر في الصفقة، معربة عن سعادتها بعودة دور مصر، الذي أدته لسنوات طويلة قبل ذلك، مضيفةً إنها تؤدي ذلك الدور على نحو أفضل وأسرع منذ قيام ثورة 25 يناير /كانون الثاني، ما يؤكد وجود مؤشرات على أن الحكومة المصرية بعد الثورة تريد أن تؤدي دوراً إقليمياً أساسياً لإرساء السلام في المنطقة.
أما رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، فقد رحب اليوم أيضاً بإخلاء سبيل شاليط، وأمل أن يسهم ذلك في تقريب فرص السلام.
وهنّأ كاميرون رئيس الوزراء الإسرئيلي، بنيامين نتنياهو، وجميع المعنيين في حكومته بـ«عودة الرقيب شاليط سالماً إلى الوطن»، متمنياً أن يسهم اتفاق تبادل الأسرى بين اسرئيل و«حماس» في «تقريب السلام خطوة أكثر».
وشدد كاميرون على أن «بريطانيا ستواصل الوقوف إلى جانب إسرائيل في هزم الإرهاب، والالتزام بقوة بقضية السلام في الشرق الأوسط، وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب إسرائيل بأمان».
وقد أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، بولند ارينج، اليوم، ان بلاده «اسهمت بشكل كبير جدا» في الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، مضيفاً: «في هذه الصفقة (لتبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين) .. وحماية حياة شاليط حتى اليوم، قدمت تركيا اسهامات كبيرة جدا».
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المتوقع إطلاقهم هو 1027 أسيراً فلسطينياً، سيُطلَق سراح الـ 500 الباقين في غضون الشهرين القادمين.