اليمن: قوات النظام تودي بحياة 58 شخصا خلال يومين وصالح يلقي 'خطاب حرب' ينذر بانفجار الوضع عسكريا

أودت القوات العسكرية الموالية لنظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بحياة 58 شخصا خلال يومي السبت والأحد، أغلبهم من المتظاهرين والمدنيين في العاصمة صنعاء وغيرها، في حين ألقى الرئيس علي عبد الله صالح خطابا شديد اللهجة وصف بـ(خطاب حرب).
وعلمت 'القدس العربي' من مصادر طبية أن حصيلة القتلى من المتظاهرين بصنعاء لوحدها خلال يومي السبت والأحد وصلت إلى 19 متظاهرا ومتظاهرة في تعز وهي أول متظاهرة تقتلها قوات النظام منذ بداية الثورة اليمنية.
وأشارت المصادر إلى إصابة العشرات من المتظاهرين بجروح، إصابة بعضهم خطيرة جدا، وهو ما يجعل عدد القتلى مرشحا للزيادة خلال الأيام القادمة مع وفاة العديد من الجرحى.
وأكدت أن جميع القتلى من المتظاهرين قضوا نحبهم بالرصاص الحي المباشر والرشاشات الثقيلة وبعضهم بقذائف آر بي جي، من قبل القوات الموالية للرئيس صالح، التي تشمل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري وقوات البلاطجة، فيما أصيب العشرات من المتظاهرين بالرصاص الحي والحجارة.
وأكد مصدر عسكري مقتل 7 عسكريين على الأقل بينهم ضابطان برتب عليا من قوات الجيش المؤيد للثورة أثناء المواجهات المسلحة التي دارت بينهم وبين القوات الموالية للنظام التي فتحت النيران الحية على المتظاهرين السلميين بصنعاء أثناء مرورها في شارعي الزبيري والزراعة بالعاصمة صنعاء أمس.
إلى ذلك لقي 8 مدنيين مصرعهم في العديد من أحياء العاصمة صنعاء بالقصف المدفعي الثقيل من قبل النظام على حي الحصبة وحي صوفان وحي النهضة يوم السبت، خمسة منهم في حي الحصبة وثلاثة في حي النهضة، في حين قتل 24 مدنيا في منطقة عزّان بمحافظة شبوة في ضربات جوية قامت بها طائرات عسكرية يعتقد أنها أمريكية بذريعة ملاحقة عناصر يعتقد أنها على علاقة بتنظيم القاعدة.
في غضون ذلك ألقى الرئيس علي صالح خطابا أمس في اجتماع ضم كبار القادة العسكريين والأمنيين الموالين له، وصفه البعض بأنه 'خطاب حرب' لتضمنه لهجة شديدة للمعارضين له وللمعتصمين من شباب الثورة، ووجه اتهامات للمبادرة الخليجية وللدبلوماسيين الأجانب في بلاده. وقال صالح في خطابه ان 'العالم الخارجي يتعامل معنا بأنها ثورة ضد النظام السياسي ولا يرى المؤيدين للشرعية والذين صوّتوا لصالح الشرعية عام 2006 ولكن ينظر إلى العشرات المتجمعين في الساحات ويقول يجب أن يحمي المتظاهرين والمعتصمين'.
واتهم المعارضين له بـ(الإرهاب) ودعاهم في نفس الوقت إلى (الحوار) وقال 'هذا هو الإرهاب بعينه وهذا هو الإرهاب بذاته'، مشيرا إلى أنه إذا كان لديهم (شبق للسلطة) فإن ذلك لن يكون إلا عبر الحوار وإجراء انتخابات مبكرة.
وقال 'تعالوا للحوار، إذا كان عندكم نزوة وعندكم شبق للسلطة، تعالوا للحوار وتعالوا نعمل انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة'.
واتهم صالح المبادرة الخليجية بتفخيخ الوضع في اليمن وأن الهدف منها خلق أزمة كبيرة في البلاد، وقال 'نحن حاضرون لتنفيذ المبادرة الخليجية ولكن غرضهم من المبادرة الخليجية محطة واحدة، ان نوقع على هذه المبادرة ثم يبدأ العد التنازلي لهذه المبادرة وهي الثلاثون يوما، يخلي بعدها الرئيس سلطاته وتنتقل لمدة ستين يوم الى نائبه ونعمل أزمة مستمرة خلال الستين يوما وإذا لم تتم الانتخابات الرئاسية خلال الستين اليوم تبدأ أزمة'.
وذكر أنه بعد مرور الستين يوما المحددة في المبادرة الخليجية ستبدأ الأزمة وسيتم تشكيل المجلس العسكري الذي وصفه بـ(الانقلابي) وقال 'هذا هو هدف مجلس عسكري انقلابي من نوعهم وفصيلتهم ومدرستهم، ممن ثقفوهم وربوهم وليس مجلسا عسكريا من هذه الوجوه القيادية المسؤولة والعسكرية والتي تدافع عن الوطن لكن مجلس عسكري من مدارسهم'.
وأضاف صالح 'هذا انقلاب عسكري للاخوان المسلمين بالتنسيق مع تنظيم القاعدة لان تنظيم القاعدة هو خرج من جلد حركة الاخوان المسلمين وهو من نفس الفصيلة ونحن لا نلفق تهما فلدينا وثائق كاملة تؤكد التنسيق فيما بينهم وما يحدث في أبين وشبوة ومأرب امداد ونقل المعلومات إلى تنظيم القاعدة في أبين'.
وقال 'أحب أطلعكم على التحرك السياسي مع الدول دائمة العضوية أعضاء مجلس الأمن الدولي دول مجلس التعاون الخليجي أصحاب المبادرة الخليجية وما هي آراؤهم وما هي معلوماتهم، المعلومات تأتي إلى الدول الدائمة العضوية من سفرائهم.... وسفراؤهم فقط يذهبون من معارض إلى معارض ويأخذون معلوماتهم على هذا الأساس ويعتبرون معلومات الطرف المعارض انه هو المظلوم والذي يجب ان يناصروه'.