حول ظهور اسم "انصار الاسلام".. في التوقيت والمكان

مخيم عين الحلوة أكبر تجمعات لبنان الفلسطينية تتوجه الأنظار اليه كل فترة، وصورته تختصر تراكبيه متعددة تحمل تعقيدات بما يحويه من جماعات مختلفة اضافة الى الفصائل الفلسطينية جميعها.. لكن ظهور اسم تنظيم انصار الاسلام للمرة الاولى في لبنان بعد توزيع بيان باسمه واختيار توزيع البيان في مخيم عين الحلوة ترك في اذهان اهل المخيم والمتابعين والمراقبين اسئلة عديدة.

يعود الى الاذهان تشييع "امير فتح الاسلام" عبد الرحمن عوض في آب 2010 في المخيم بعد ان قتل عوض وذراعه اليمنى على يد الاجهزة اللبنانية ، وقالت حينها جماعة فتح الإسلام ان قتلهما جاء اثناء توجههما إلى العراق للانضمام إلى صفوف (دولة العراق الاسلامية) وهي تحالف يشرف عليه تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. الاتيان على ذكر العراق هنا يدعو الى الاشارة الى ان تواجد ونشاط جماعة انصار الاسلام هو في العراق وتحديدا في شماله.

تشويه وزرع شقاق

الباحث الاستراتيجي الدكتور عمار رزق يشير لموقع المنار الى ان "توقيت البيان في هذا الظرف الذي تتعرض فيه سورية لهجمة من قبل الغرب لاسقاط النظام يبدو انه للضغط على القوى الاسلامية داخل المخيم لتتخذ خيارا معاديا لخيار المقاومة الذي تتخذه سورية والدول الصديقة".

ويلفت الى ان "تسمية انصار الاسلام كانت ترتبط بالملا كريكار الذي ثبت انه كان يعمل للمخابرات الدانمركية.. واذا ربطنا اختراق اجهزة المخابرات الاوروبية والاميركية لبعض مجموعات القاعدة في العراق وافغانستان يظهر ان هناك عملية تشويه صورة المقاومات وبدأ المخطط ينتقل الى لبنان عبر محاولة تشويه الصورة لاستخدامها في وقت مستقبلي ضد سورية وقوى المواجهة للمشروع الاميركي".

ويضيف رزق "هذا البيان وزع بشكل فردي ووفقا للمعلومات الامنية الجهة وزعته في الليل وهدفت الى زرع الانشقاق بين القوى الاسلامية وعلى رأسها حماس مع الجبهة الشعبية- القيادة العامة خاصة بعد انتصار تبادل الاسرى".
ويعتبر رزق انه "كان هناك محاولة لتشويه النجاح وخلق ارباك على الساحة، وان استغلال مخيم عين الحلوة هو ضمن سياق تشويه صورة اللاجئ وصورة المقاومة لأنها موجودة بكل فصائلها في هذا المخيم وتعمل لمواجهة المشروع الصهيوني، فالهدف زرع الشقاق وتحويل مخيم عين الحلوة الى مخيم خارج عن القانون لتحضير ارضية لزعزعة الاستقرار في لبنان ومحاولة الضغط على المقاومة ".

ويؤكد رزق ان "هذا البيان يؤشر الى المخطط الصهيوني الاميركي الذي بدأ باتهامات لايران بتدبير اغتال السفير السعودي وادعاءات كاذبة في هذا المجال ومحاولة الحراك لضرب صورة المقاومة الفلسطينية وحماس وبعض الفصائل في لبنان وسورية وضرب معنويات المقاومة في العراق".

جماعة انصار الاسلام

تذييل البيان باسم "انصار الاسلام" دعانا للبحث حول هذا الاسم وتاريخ ومسار هذه الجماعة.. وظهر ان هذا الاسم يرتبط بالعراق بشكل اساسي ولم يرد نشاط له في اي بلد اخر. ويبدو بحسب بعض التحليلات ان هذا التنظيم يشتبه بارتباطه بتنظيم القاعدة. لهذه الجماعة بيانات حول مهاجمة الاميركيين والشرطة في كركوك والموصل وغيرها. وظهرت بيانات لها حول الهجمات منذ اذار 2003. كما لها بيان عام 2010 يتوعد باستهداف القمة العربية..

بحسب موسوعة "ويكيبيديا" أنصار الإسلام هي جماعة سلفية كردية من العراق تدعو إلى تطبيق الدين الإسلامي، كانت قبل غزو العراق في 2003 تسيطر على مجموعة من المدن الصغيرة والقرى في شمال العراق قرب سلسلة الجبال التي تفصل حدود العراق مع إيران وكان لهذه الجماعة خلافات عقائدية وصراعات مسلحة مع الأتحاد الوطني الكرستاني ألذي يتزعمه الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني. وتضيف الموسوعة: أنصار الإسلام جماعة محسوبة على التيار الإسلامي السلفي وتتبنى العمل المسلح الذي ينسب للإسلام والجهاد. وفي مطلع عام 2003، اتخذت الجماعة المنطقة الشمالية من العراق والمتاخمة للحدود الإيرانية معسكرات ومراكز تدريب. ورد اسمها ضمن تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن الإرهاب في 27 نيسان إبريل 2005.

تأسست الجماعة في كانون الثاني-ديسمبر 2001 بعد اندماج جماعة جند الإسلام بقيادة "ابوعبدالله الشافعي" والحركة الإسلامية في كردستان بقيادة ملا كريكار. ويُعتقد ان كريكار هو قائد جماعة أنصار الإسلام ويتمتع بحق اللجوء السياسي في النرويج منذ 1992. وقامت السلطات النرويجية بالقاء القبض على كريكار في 21 مارس 2003 لاتهامه باعمال ارهابية.

بيان "انصار الاسلام"

البيان تتوعد فيه الجماعة بمحاسبة المنحلين والمنحرفين وتجار المخدرات وشاربي الخمر علانية والمتجسسين لصالح الدول الصليبية على حد قول البيان.

وابدى البيان الاستياء الكبير من الوضع الذي وصل اليه المخيم قائلا "لا يخفى عليكم ما وصل اليه الحال في هذا المخيم من فساد وضلال وانحلال من اتجار بالمخدرات الى شرب الخمر علانية.. ومرورا بالتجسس الى صالح الدولة الصليبية واجهزة مخابراتها الكافرة ضد ابناء المخيم والدين".

واضاف البيان: ونحن عاهدنا الله تعالى ان نقتل كل معاند ومستكبر وكل عامل ضد الاسلام والمسلمين ولا نخشى في الله لومة لائم والله يشهد ان كلامنا جد وليس بالهزل وسوف ترون الاعمال المبشرة ان شاء الله تعالى. وننصح كل انسان ان يتوب الى الله توبة صادقة وان يبتعد لكي لا يرمى رمية الكلاب اعز الله المسلمين. ونعلمكم ان هناك لائحة كبيرة ومعروفة لدينا من تجار المخدرات واصحاب الدعارة ومموني الخمر والعملاء والجواسيس ولكن لا نريد ان نذكر الاسماء لغاية يعلمها الله، اللهم انا قد بلغنا، اللهم فاشهد".