طالب حضور بضرورة الحفاظ علي التراث ونقلة وتعليمة إلي الأجيال القادمة , وخاصة أن الحفاظ علي تراثنا الفلسطيني ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلي مشاركة جميع فئات المجتمع لحفظة من سرقة المحتل الإسرائيلي له مثلما سرق الأرض, وأوصوا بضرورة زيادة الدعم للحفاظ علي التراث والنهوض به وضرورة المساعدة في تسويق المنتجات التراثية إلي العالم لتأكد بان للشعب الفلسطيني تراث يعتز به.
جاء ذلك في حفل افتتاح اليوم الأول لمهرجان الجذور الثامن عشر ،تحت شعار 'باقون ما بقى الزعتر والزيتون '،بالمقر الرئيس لمؤسسة الثقافة والفكر الحر بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة , بحضور فئات وشرائح مجتمعية مختلفة من كل محافظات القطاع إلى جانب بعض الشخصيات الاعتبارية من القوى الوطنية والإسلامية والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام .
وافتتح المهرجان بكلمات افتتاحية ,ومن ثم بعدة فعاليات فنية من التراث الفلسطيني والتي اشتملت علي الدبكة الفلكلورية والشعر المختلف ,فقدمت فرقة أطفال جمعية الثقافة والفكر الحر لوحة فنية ,وكذلك مثلها الفرقة الوطنية للفنون الشعبية ممزوجة بكلمات شعرية تتناسب مع أجواء التراث , وتحدثت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت وكذلك مدير البرنامج الإنمائي في قطاع غزة .
زوايا تراثية
وعند الإعلان عن افتتاح فعاليات المهرجان تداخلت المشاعر فيما بينها في كل الزاويةاوالتي تزينت بتراثنا القديم وتاريخنا الحافل بالعديد من الحرف المختلفة والألوان المتدخلة والمتناسقة التي تربعت علي أجزاء مختلفة من الأثواب والمنتجات العصرية الحديثة ,ولا ننسي رائحة الزعتر والزيتون وخبز الطابون الذي صنع بأيدي نساء عشقن هذا الخبز .
ولا ينسي الجمهور طعم القهوة المعبقة بالهيل والتي يقدمها الحاج ياسين ببكراج القهوة كتحية للزائرين علي باب الخيمة البدوية والتي ضمت كل مكوناتها من موقد النار إلي الطاحونة وغيرها ,ومن بين الزوايا نستذكر حرفة صناعة الفخار وما دخل عليها من تطور ,كما تزيت أيادي الزائرات بنقاش الحناء التي أثبتت حب جميع الأجيال لما تناقلوه السابقين من تراث أجدادنا .
الثقافة تنقل التراث
وتحدثت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت ' أن الجمعية حريصة علي إحياء التراث في كل عام وهذا يتمثل في المهرجان الذي يقام للمرة الثامنة عشر علي التوالي وهذا تأكيد علي تجذرنا بتراثنا الفلسطيني ,وتمسكنا بهويتنا وتاريخنا ,واهتمامنا بنقلة إلي الأجيال القادمة وهذا للوقوف في وجه سياسات الاحتلال الذي يسعي إلي نهب وسرقة التراث الفلسطيني دائما '.
وبينت زقوت أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات لتعزيز الانتماء بالوطن والاهتمام بالهوية الفلسطينية، داعية الجميع إلى الحفاظ على هذا التراث فالشعب الذي يفقد تاريخه يفقد بوصلته وسرعان ما يندثر وينسي ,ويكون ذلك من خلال التوحد ونبذ الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية .
وأكدت مديرة عام جمعية الثقافة والفكر الحر علي ضرورة الحفاظ علي التراث وهي مسئولية جماعية وليس فردية ولا يتم فقط من خلال أقامت مثل هذه المهرجانات والاحتفاليات وإنما تعليمها ودمجها في المناهج الدراسية وكذلك بكل أمور حياتنا اليومية مع الحفاظ علي متطلبات التطور والحداثة والتقدم .
تطوير قدرات المرأة
وفي نفس السياق عبر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP وهو الراعي الرسمي للمهرجان عن فرحته بهذا المهرجان والذي يهدف إلي تطوير الشعوب عن طريق الحفاظ علي تراثه وهويته ونقله إلي العالم.
ويضيف 'أن مثل هذه المهرجانات تقوي وتعزز دور المرأة في تقوية وتدعم واقعها وكذلك تساعدها علي زيادة دخلها بالاستفادة من المشغولات اليدوية, كما أن المهرجان زاد واظهر مواهب للأطفال من خلال العرض الذي قدم '
وعبرت رولا حمدان عن سعادتها لمشاركتها الأولي في المهرجان الذي أضاف لها الكثير من خلال ما شاهدته من منتجات مطرزة ومنقوشة فتحت لها الأفاق لتطبيقها وتضيف 'التطريز يعتبر من أجمل الفنون وهو ذات آصاله راسخة , بحيث نحافظ عليه ونتفنن في إنتاجه مما يزيد من قدراتنا الإبداعية بالإضافة إلي توفير عائد مادي جيد '.
ضرورة نقل التراث
ومن جهة الحرفي مصطفي عطا لله يعتبر أن هذا المهرجان له دور كبير في الحفاظ علي الهوية الفلسطينية من خلال نقل الحرف القديمة وتعريفها إلي الأجيال الجديدة ,فهو يرى الاستغراب من عيون الأطفال المتواجدين بجانبه علي طريقته في تشكيل الطيين وإنتاج الإشكال المختلفة .
ويتابع 'أحاول أن انقل هذه الحرفة إلي أبناء كما تعلمتها من أجدادي حتى لا تنتثر هذه الحرفة رغم قلة استخدام منتجاتها في غزة حيث أن التطور قلل من وجود الفخار في المنازل ولكن بقي بكل بيت 'الهون ' حيث لا يستغني عنه رغم كل التطور '.
وشكرت هدي عايد جمعية الثقافة وأفكر الحر علي مجهودها في إدارة وتنظيم هذا المهرجان منذ 18 عام الذي يحافظ علي التراث ومنه علي الهوية الوطنية , وأشارت إلي أنها تتابع التطورات والتغيرات التي تحدثها الجمعية للنهوض بهذا المهرجان وللحفاظ علي التراث .
إما الطفلة إيمان حسونة 12 ربيعا وهي زائرة مع والدتها فقالت ' شعرت وكأنني في الماضي مع أجدادي حيث كنت اسأل والدتي عن كثير من الأمور التي لم أكن اعلمها وتعرفت عليها في هذا المهرجان , فهي رحلة قصيرة ولكنها ممتعة ومفيدة جدا لي '.
والجدير بالذكر أن المهرجان عبارة عن ثلاثة أيام متتالية حيث سيقام في اليوم الثاني جلسة شعرية بين عدد من الشعراء بالإضافة إلي عرض حي للأثواب الفلسطينية لتعريف الجمهور بما كان يميز كل ثوب عن الآخر ,أما في اليوم الثالث سيتحدث مجموعة من المصلحين عن الصلح العشائري في القديم والقوانين التي كانت ملزمة ,بالإضافة إلي مجموعة من الفعاليات المختلفة.