3 ملايين حاج نفروا من عرفات إلى مزدلفة

في مشهد إيماني مهيب وروحانية وحدت بين قلوب ملايين المسلمين الذين أتوا من كل فج عميق مصداقاً لقول الخالق العظيم «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق»، وقف أكثر من 3 ملايين حاج على جبل عرفات أمس ليشهدوا الوقفة الكبرى ويتموا الركن الأساسي لفريضة الحج المقدسة.

تصعيد آمن
وشهدت الحركة المرورية لتصعيد ضيوف الرحمن من منى الى عرفات انسيابية ومرونة، كما شهدت استخدام قطار المشاعر الذي صعد 270 ألف حاج بكل يُسر رغم الكثافة الكبيرة في اعداد الحافلات والمشاة.
ولوحظ انتشار سيارات الاسعاف في أرجاء المشعر بشكل متقارب ومنظم تأهبا لتقديم خدماتها للحجاج اضافة الى توافر مواد التموين والغذاء والمياه.
ونفر الحجاج بعد مغيب شمس امس السبت الى مزدلفة ليقضوا بها الليل في العراء ويجمعوا الجمرات استعدادا لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر وهو أول أيام عيد الاضحى اليوم الاحد.

التحلل الأصغر
وبعد رمي جمرة العقبة الكبرى والحلق أو التقصير يتحلل الحجاج بذلك «التحلل الأصغر» وينحرون هديهم وبالطواف ببيت الله العتيق طواف الافاضة وهو من أركان الحج يتحلل بذلك الحاج التحلل الأكبر.
ويقضي الحجاج يومين من أيام التشريق للمتعجل وثلاثة لغير المتعجل بمنى لتنتهي بذلك مناسك الحج في رابع أيام العيد ليبدأ الحجاج بعدها رحلة العودة الى ديارهم او زيارة الأماكن المقدسة في المدينة المنورة.

الحجاج الكويتيون
وقال رئيس بعثة الحج الكويتية، الدكتور عادل الفلاح، ان جميع الحجاج الكويتيين بحالة طيبة، بعد ان استقروا بسلام على صعيد عرفات الطاهر مع باقي الحجاج.
وأضاف الدكتور الفلاح في تصريح لـ«كونا» ان الحجاج الكويتيين اتموا صعودهم الى عرفات في زمن قياسي من دون اي معوقات، في ظل الخدمات التي توفرها الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لضيوف الرحمن.
وعدّ خطة تصعيد الحجاج الى منى يوم امس الاول، والى عرفات امس، من انجح خطط التصعيد، مرجعا ذلك الى الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية لتمكين الحجاج من اداء مناسكهم بيسر وسهولة وامان وطمأنينة.
وأفاد بأن بعثة الحج الكويتية، التي تضم وفودا من وزارات الاوقاف والشؤون الاسلامية والخارجية والصحة والداخلية وغيرها، انشأت مقرا لها في عرفة، لتقوم بتقديم كل الرعاية لحجاجها.
وذكر ان الحجيج الكويتيين يستعدون مع سائر الحجيج في النفرة من عرفات الى مزدلفة بعد مغيب الشمس، بعد ان منّ الله تعالى عليهم بالوقوف في يوم الحج الاعظم.
وأعلن الفلاح عن خطة متكاملة وتنسيق مكثف مع السلطات السعودية المختصة لعودة الحجاج الكويتيين بسرعة وتفادي التأخير.

إجراءات أمنية
وعلى الصعيد الامني، اكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، عدم وجود اي معلومات تشير بأي صورة الى وجود اضرار تهدد سلامة الحجاج في موسم هذا العام.
وقال التركي، في تصريحات لصحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية في عددها الصادر امس: «لا توجد اي معلومات تشير الى وجود اي امر قد يهدد سلامة الحجاج او يتسبب في الاضرار بالامن بأي صورة كانت».
وتابع: «وزارة الداخلية لا تنتظر المفاجأة لحين وقوع اي حوادث امنية، وعليه يجري العمل بمنطلق الاستعداد التام، بما يجعلنا قادرين بتوفيق الله على تحقيق الهدف الاسمى لأمن وسلامة الحجاج».
الى ذلك، بثت وكالات انباء تفاصيل خطة امنية لمراقبة المشاعر المقدسة بالطائرات، فضلا عن الاستعدادات لأي طارئ.