ويكيليكس : ميقاتي يكشف حقيقة تورط السعودية في تشكيل فتح الإسلام

اعتباراً من 20 أيار 2007، وبعد سلسلة اعتداءات على الجيش اللبناني تنقلت بين طرابلس والكورة، شهد مخيم نهر البارد معركة ضروس بينه وبين تنظيم فتح الإسلام. المواجهات التي انتهت في أيلول من العام عينه بسحق التنظيم المذكور، أدَّت إلى سقوط مئات الشهداء العسكريين، أمواتاً وأحياء... سرُّ تشكيل فتح الإسلام وتمويله ظلَّ لغزاً يحيِّر اللبنانيين، غير أن بعضاً من الحقيقة تكشفها وثيقة من ويكيليكس رقمها 07BEIRUT1485، تاريخ 26 أيلول 2007.
في اجتماع ثنائي بينه وبين السفير الأميركي جيفري فيلتمان في 25 أيلول 2007، نجيب ميقاتي سجَّل أنه كان يلتقي منذ مدة قريبة أكاديمياً فرنسياً اسمه Gil Capel.
ميقاتي تناول سيرة Gil Capel معتبراً أنه معلم Bernard Rougier ، مؤلف كتاب "الجهاد اليومي" Everyday Jihad عن صعود الأصوليين الفلسطينيين وسط مخيمات اللاجئين في لبنان.
وأضافت الوثيقة أن في إطار حديثه مع السفير الأميركي، ميقاتي زعم أن، في سياق أبحاثه التي شملت رجال دين مسلمين أصوليين في منطقة طرابلس، Capel كشف النقاب عن علاقات مثيرة بين السعوديين والسوريين في شأن فتح الإسلام.
وفق Capel، وعلى ذمة ميقاتي، الأمير السعودي بندر بن سلطان اجتمع مع السوريين لخلق ميليشيات سنية لقتال الشيعة العراقيين.
وأضاف ميقاتي أن اكتشاف الأمير تركي بن فيصل العمل السري لبندر بن سلطان لتشجيع الميليشيات السنية أدى إلى استقالة الأمير تركي من موقعه كسفير لبلاده إلى واشنطن.
وتابعت الوثيقة نقلاً عن ميقاتي أن في غضون ذلك، الاتصال بين بندر والسوريين امتد ليشمل لبنان.
وأوضح ميقاتي أن لتأسيس فتح الإسلام، بندر أمَّن التمويل، وسوريا قدمت التسهيلات، عبر فتح الحدود والأسلحة والمنشآت المملوكة سابقاً من فتح الإنتفاضة.
وأشار ميقاتي إلى أن بندر أراد قوى مسلحة قادرة على مواجهة حزب الله.
ولفت ميقاتي إلى أن بندر والمملكة العربية السعودية لم يقطعا العلاقة مع فتح الإسلام إلا في 20 أيار 2007، حين ارتكبت مجزرة في حق جنود سنَّة من الجيش اللبناني.
وفي تعليق على كلام ميقاتي، السفير أعرب عن شك كبير إزاء قصة ميقاتي، وتساءل هل أن Capel قابل للتأثر بنظريات المؤامرة، أو مزود بمعلومات مدفوعة سياسياً. غير أن السفير جيفري فيلتمان أضاف: ميقاتي، الذي- وبإنصاف- يُعتَبر ثابتاً في الواقعية، أصرَّ على أن أدلة Capel قوية جداً. وختم ميقاتي كلامه مع السفير بالقول: هذا الأمر سيتحول إلى فضيحة كبرى، تشمل الأمير بندر والسعوديين وفي السياق عينه الحريريين، جراء خلق فتح الإسلام.