خلال مؤتمر صحافي مشترك برام الله: فياض ومون يطالبان إسرائيل بتطبيق قرارات الرباعية ووقف كامل للاستيطان

طالب رئيس الوزراء د. سلام فياض وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل بتطبيق قرارات اللجنة الرباعية، ووقف كافة النشاطات الاستيطانية للوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة.

وقال د. فياض إن بيان اللجنة الرباعية يتطلب إجراءات وآليات كثيرة لترجمة مواقفها على الأرض خاصة فيما يتعلق بالاستيطان والنمو الطبيعي.

وأضاف د. فياض خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم، في مجلس الوزراء برام الله، أن إشادة اللجنة الرباعية بالجهد الفلسطيني، يتطلب إلزام إسرائيل بشكل فاعل لوقف كافة الأنشطة الاستيطانية، ووقف الاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة الوطنية، وتمكين السلطة وجود أمني رسمي في كافة التجمعات السكانية الفلسطينية.

وأوضح د. فياض أن اجتماعه مع مون، أتى في أعقاب اجتماع اللجنة الرباعية الذي عقد بالأمس في موسكو، الذي تناول قضايا جوهرية بطريقة تبعث على الثقة لما تضمنه بيانها، من حيث التأكيد على المرجعية للعملية السياسية بشكل واضح، ودعوته الصريحة والواضحة لوقف الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي بكافة الأماكن في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وما تضمنه بشكل واضح حول القدس والتأكيد على رفض دولي لقرار إسرائيل بضم القدس الشرقية، والتأكيد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، ودعم المجتمع الدولي لخطة السلطة الوطنية في مجال الإعداد والتهيئة لإقامة دولة فلسطينية على كامل الأرض المحتلة عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن عناصر بيان اللجنة الرباعية رئيسية وهامة، مقدرا إشادة اللجنة الرباعية بالتقدم الذي تمكنت السلطة الوطنية من إحرازه في تقوية مؤسساتها وتعزيز مجال الأمن.

ولفت إلى أنه وكي مون زاروا موقع بالقرب من رام الله يقع ضمن المناطق المسماة (ج)، حيث كانت فرصة ليطلع أمين عام الأمم المتحدة على الممارسات الإسرائيلية التي تمنعنا من التنمية والتطوير، وكانت عينة لما نواجهه من العمل والإعمار والتطوير في منطقة تمثل مساحتها الشاملة 60% من الضفة الغربية.

وأوضح أن كي مون رأى من المنطقة معتقلا يحتجز الكثير من المواطنين من جملة الآلاف من الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية؛ (سجن عوفر)، ورأى الجدار والاستيطان، والإعاقات الإسرائيلية على درب منع إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة.

وقال رئيس الوزراء 'كان هناك رغبة من كي مون أن يرى جزء من الواقع والمعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والصعوبات التي تواجه السلطة الوطنية في التطور والبناء والإعمار'.

ورحب د. فياض باسم السيد الرئيس محمود عباس، والسلطة الوطنية، بأمين عام الأمم المتحدة الذي يزور فلسطين للمرة الثالثة بهذه الصفة.

بدوره، أكد بان كي مون على ضرورة مساعدة المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، التي وصفها بأنها مكان مقدس للجميع.

وقال 'ملتزمون بالعمل سوية لإنجاح ذلك، وضرورة العمل على إنجاح مفاوضات التسوية في مختلف قضاياها الأساسية'.

وأضاف 'رحب بقرار السلطة الوطنية بإجراء محادثات غير مباشرة تمهد لمفاوضات مباشرة، تضمن حل مختلف القضايا العالقة من القدس، واللاجئين... وغيرها'، مشددا على ضرورة إطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأوضح انه لضمان نجاح عملية التسوية فانه يجب على إسرائيل أن تتصرف بشكل مسؤول، وان توقف جميع نشاطاتها الاستيطانية، قائلا 'العالم كله أدان الاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة، وانأ أقول إن الاستيطان الإسرائيلي هو غير شرعي، ويجب وقف هذه النشاطات'.

وشدد كي مون على ضرورة وقف ما اسماه بـ'العنف'، والعودة إلى المفاوضات، رغم إقراره بشعور الفلسطينيين بـ'الإحباط' بسبب وجود اتفاقات كثيرة لم تنفذها إسرائيل.

وتابع 'هذه لحظات حرجة، إلا أنها أيضا مهمة ونحن عازمون على الوصول إلى نهاية جيدة هذه المرة، وأمل أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة قريبا ليس بهدف المفاوضات وإنما بهدف الحل، فقد مضى وقت طويل، وآن الأوان للعيش بأمن وسلام، وهذا ما سنعمل جميعا على تحقيقه'.

ونوه إلى أن ذلك يتطلب التزام إسرائيل بقرارات المجتمع الدولي والرباعية، وعلى رأسها الاستيطان المخالف للقانون، بما فيه ما تسميه إسرائيل 'النمو الطبيعي للمستوطنات'.

وأكد على وجوب توقف إسرائيل عن اتخاذ قرارات 'أحادية' الجانب، وتوفير بيئة مواتية ومرنة تسهل عملية التسوية، مضيفا 'هذا يتطلب مرونة وإخلاص وهذا ما نضغط على إسرائيل بشأنه'.

وشن بان كي مون هجوما على حكومة نتنياهو، قائلا 'منذ عام ونصف ومنذ مجيء هذه الحكومة لم يحدث أي تقدم في العملية السلمية المدعومة من قبل المجتمع الدولي'.

وشدد كي مون على ضرورة دعم الوضع الإنساني وتوفير الحياة الكريمة للفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة المحاصر، قائلا 'جئت هنا لأعبر عن تضامني مع الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة المحاصر'.

وقال 'يجب إعادة إعمار القطاع'، مضيفا 'ن مشاكل قطاع غزة أعمق واكبر من ذلك وتطلب سياسة مختلفة'.

وأشاد مون بأداء السلطة الوطنية على مختلف الأصعدة، معربا عن إعجابه بإصرار السيد الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د.سلام فياض على بناء مؤسسات الدولة، لافتا إلى ضرورة تجاوز الفلسطينيين لخلافاتهم.