قادة الفصائل: الأجواء مناسبة للمصالحة ولا مبرر لاستمرار الانقسام

أجمع عدد من قادة القوى والأحزاب الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني دون تأخير، وسحب هذه الورقة من يد إسرائيل المستفيدة الأساس من استمرار حالة التشرذم.

وشددت هذه الشخصيات في حوارات مع موفد وكالة 'وفا' للحوار الوطني في القاهرة، على أن مختلف الفصائل باتت أكثر اقترابا مع بعضها البعض بما يخص البرنامج السياسي، ما يعطي دفعة لملف المصالحة للأمام.

من جهته، قال أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: الاجتماعات التي جرت اليوم وستجري في الثاني والعشرين من الشهر الجاري غاية في الأهمية، وشعبنا يعول عليها كثيرا، وخاصة أن كل فصائل العمل الوطني الموقعة على اتفاق المصالحة، أمامها مهمة واحدة وهي إنهاء الانقسام، والتوحد في مجابهة التحديات القائمة.

وأضاف: الانتهاكات الإسرائيلية، والتوسع الاستيطاني، والحصار المتواصل، والانحياز الأميركي الصارخ، وتعثر عملية السلام، كلها عوامل يجب أن تكون دافعا لتعزيز الوحدة الوطنية.

وقال: 'نحن حريصون على التوافق على قاعدة سياسية واضحة تشكل الحد الأدنى بين جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي، وتنفيذ آليات اتفاق المصالحة الموقع في الرابع من أيار الماضي'.

وأكد أن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية يشكل حاليا إجماعا وطنيا لدى كل الفصائل الفلسطينية، لأن الكل متفق على حق تقرير المصير، وعودة اللاجئين على أساس القرار 194، وقيام الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وأضاف أبو يوسف: منظمة التحرير الفلسطينية تشكل الهوية والخيمة التي تجمع جميع الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ومن هنا الآمال معلقة على اجتماع الثاني والعشرين من الشهر الجاري الذي سيبحث ملف منظمة التحرير بما يكفل تطويرها، وانضواء الجميع تحت مظلتها.

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نائب أمين عام الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني'فدا' صالح رأفت، 'الجميع يتطلع لهذا الاجتماع ونتائجه، على أمل حل كل القضايا العالقة والتوافق على آليات لتنفيذ كل بنود المصالحة، بدءا من تشكيل حكومة المهنيين، وانتهاء بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني.

وأضاف: نأمل أن يتم الاتفاق على تشكيل لجنة الانتخابات، والبدء عمليا بعمل لجنة المصالحة المجتمعية، وتوحيد المؤسسات الأمنية والمدنية. مشددا على ضرورة الخروج بآليات لتنفيذ كل اتفاق المصالحة دون تأجيل أي موضوع.

وقال رأفت: بالوحدة سنعزز موقف شعبنا في المواجهة السياسية، ومجابهة الإجراءات الإسرائيلية على الأرض كحصار غزة، والاستيطان وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية بما فيها القدس.

وشدد على أنه باستعادة الوحدة يتم تعزيز الموقف الفلسطيني دوليا، بما يسهم في تعزيز الضغط الممارس على إسرائيل، والعمل على محاصرة السياسة العنصرية الإسرائيلية، ودعم الحقوق الثابتة لشعبنا.

وذّكر بان الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بحث موضوع المصالحة، وتم التأكيد خلاله على أهمية تنفيذ اتفاق المصالحة دون تأخير.

وأعرب أمين عام جبهة التحرير العربية ركاد سالم عن اعتقاده أن الخطوة الأساسية والأهم في هذه المرحلة تتمثل بتكليف رئيس وزراء مستقل ليشرف على إجراء انتخابات ديمقراطية في فلسطين، لأن هذه الانتخابات تشكل مدخلا لإنهاء الخلاف السياسي والجغرافي، مشيرا إلى أنه دون إنجاز هذه الخطوة تبقى الخطوات الأخرى تجميلية، وليست في صميم حل المشكلة.

وقال: بشأن البرنامج السياسي في المرحلة المقبلة يجب أن يركز على الاستمرار في التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية، بعد أن وصلت التسوية السياسية لطريق مسدود في ظل الانحياز الأميركي، وتصويت واشنطن منفردة في مجلس الأمن ضد مشروع القرار المدين للاستيطان.

وشدد على ضرورة تعزيز المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا بإنجاز برنامج وطني متكامل يخص العمل الخارجي، والوضع الداخلي، لأن ذلك سيشكل ضغطا على الإسرائيليين وعلى الولايات المتحدة، وهو الحل المنظور بهذه المرحلة.

وقال: تصورنا بهذه المرحلة يقوم على ضرورة إنهاء الخلاف السياسي، والخلاف على رئيس الوزراء، لنصل إلى تشكيلة مقبولة للحكومة المؤقتة التي ستشرف على إجراء الانتخابات المتزامنة، وإعمار ما دمره الاحتلال في غزة من كافة القوى والفصائل.

وأضاف: عدم إنجاز المصالحة أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية، وهذا اتضح من خلال مناقشات لجنة العضوية بمجلس الأمن الدولي، التي وضعت أربعة بنود متصلة بالانقسام، ما يتطلب إنهاء هذا الملف بأسرع وقت ممكن.

وأوضح أن الربيع العربي يصب لصالح القضية الفلسطينية، وأن الصورة العربية القادمة تصب في تقديم دعم أكبر للقضية الفلسطينية.

وبيّن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عضو وفدها للحوار محمود العالول أن الأجواء إيجابية في الحوار ويتم حاليا بحث بأسماء أعضاء لجنة الانتخابات المركزية، مذكرا بأنه في الجلسة الماضية بين حركتي فتح وحماس تم التداول بها في مختلف المجالات، وحدث اختراق في الأمور المتصلة بإجراءات بناء الثقة وملف المعتقلين، وجوازات السفر، وإيقاف منع السفر.

وأوضح أن الحوار يتناول القضايا المتعلقة بلجنة المصالحة المجتمعية التي تعالج تبعات الانقسام، ولجنة الانتخابات.

وحول أبرز المعيقات التي تواجه الحوار أجاب العالول: المشاكل تكمن في المفاهيم لدى البعض، وعدم رؤية الأولويات بالمنظار الصحيح، والتمسك بقضايا ثانوية على حساب الشيء الأساسي.

وأضاف: مطلوب البناء على ما تم إنجازه سابقا، وفي ضوء نتائج اللقاء بين الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بشكل يعيد الأمل لشعبنا.

واعتبر أمين عام حزب الشعب بسام الصالحي أن هناك أمورا يمكن تنفيذها بشكل فوري وتعتمد على إرادة داخلية وفي مقدمتها إنهاء كل أشكال التعديات على الحريات على خلفية الانقسام، وأن يتم تشكيل لجنة الانتخابات، وأن تستأنف عملها بشكل مباشر.

وأكد ضرورة العمل على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، وإنجاز ملف المصالحة المجتمعية خلال الفترة المتبقية لحين إجراء الانتخابات.

وقال: هناك قضايا تتعلق بالمحيط الخارجي، ولا تتعلق فقط بالرغبة الفلسطينية، ويجب الاتفاق على آلية للتعاطي مع المجتمع الخارجي، وبخاصة موضوع تشكيل الحكومة، التي يجب المضي فيه، وموضوع الانتخابات وتأمين طلبات إنجاز الانتخابات.

وأوضح أن الحراك السياسي يجب أن يتواصل على صعيد الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، والمطالبة بتطبيق اتفاقيات جنيف على الأرض الفلسطينية، مشددا على أن إنهاء الانقسام يعطي دفعة قوية للتحرك في هذا الموضوع