إعتصام أمام السفارة المصرية إحتجاجاً على إقامة الجدار الفولاذي

على بعد أمتار من السفارة المصرية، ووسط تدابير أمنية مشددة، يطالعك ذلك العجوز على كرسيه المتحرك صامتاً، وذلك ليس لقلة الكلمات، فالشعارات حوله تعلو مطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة، ولكنه لا يستطيع الكلام لأن فمه محاصر <بكمّامة> الأوكسيجين الموصولة بالأنبوب الخاص بها الي جانبه·
فهذا العجوز أتى أيضاً للمشاركة على طريقته بالاعتصام الرمزي الذي نظمته مؤسسة <شاهد> لحقوق الإنسان واللجان الأهلية الفلسطينية أمس أمام السفارة المصرية احتجاجاً على إقامة الجدار الفولاذي والاستمرار في إغلاق معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية وأمام المدنيين في قطاع غزة·

وتحت العلم الفلسطيني ويافطات تقول <إغلاق معبر رفح إنتهاك صارخ للقانون>، و<الجدار الفولاذي جدار الخزي والعار>، بنى المعتصمون جدارهم الرمزي الذي كُتب عليه <لا لجدار الحقد> ووقف أمامه ثلاثة شبان مكبلين بالحديد كرمز للبطش والظلم اللاحق بأهلهم في الأراضي المحتلة·

وخلال الاعتصام الذي شارك فيه مدير مؤسسة <شاهد> محمد حنفي ووفود من اللجان الأهلية والأندية الطالبية وحشد من أهالي المخيمات الفلسطينية، سلّم وفد من المعتصمين الى القنصل في السفارة المصرية مذكرة نصت على أن <ماتقوم به السلطات المصرية من إغلاق شبه دائم لمعبر رفح باعتباره المعبر البري الوحيد مع العالم الخارجي، دون المعابر مع دولة الاحتلال، ومن ثم جعله ممراً للأفراد فقط، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وقد يصنّف على أنه جريمة ضد الإنسانية، بسبب إمكانية توفر العناصر المكوّنة للجريمة الإنسانية>·

وحمّلت المذكرة الحكومة المصرية المسؤولية <لجهة مساهمتها الفعّالة في حصار قطاع غزة عبر إغلاقها معبر رفح بشكل شبه دائم>، معتبره أن مصر تنقض أحكام <إتفاقية جنيف> الرابعة التي وقّعت عليها، ولافتة الى أن <الموقف المصري هو موقف سياسي لا يتطابق مع القانون الدولي، وأساء الى سمعة مصر كثيراً، وقرنه في بعض الأحيان وبشكل أو بآخر مع ممارسات الاحتلال الاسرائيلي>·

وطالبت المذكرة السلطات المصرية بأن تتحمّل مسؤولياتها تجاه الحصار الاسرائيلي الخانق على قطاع غزة قانونياً وسياسياً كونها الدولة الوحيدة التي تجاور قطاع غزة المحتل وأن تفتح معبر رفح بشكل فوري وبانتظام لتمكين السكان المدنيين من التنقل للطبابة والتعلّم ولإدخال المواد الغذائية والطبية اللازمة، داعية مصر الى أن تسهّل مرور قوافل الإغاثة الى القطاع وأن توقف القادة الاسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية