الضفة تنتصر لغزة والاحتلال يقمع المتظاهرين ويصيب العشرات

قمعت قوات الاحتلال، اليوم الجمعة، المسيرات المناهضة لجدار الضم والتوسع العنصري، والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمطالبة بوقفه وبالضغط على إسرائيل للجم اعتداءاتها، والتي عمت محافظات الضفة الغربية.
ففي قرية نعلين في محافظة رام الله، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق، في أعقاب قمع قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، والتي انطلقت بعد صلاة الجمعة.

وقالت مصادر في القرية: إن المتظاهرين توجهوا إلى الأراضي المصادرة لصالح جدار الفصل العنصري، قبل أن تهاجمهم قوات الاحتلال مستخدمة الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، في محاولة لتفريق المسيرة السلمية، ما أدى لوقوع مواجهات أسفرت عن إصابة العشرات بالاختناق.

وأضافت: إن الشبان انطلقوا بعد ذلك إلى الشارع الالتفافي الذي أقامته قوات الاحتلال، والذي يمر من منتصف القرية، والمعروف بشارع (446)، حيث رشقوا سيارات المستوطنين بالحجارة، ما أدى لتضرر عدد منها.

وردد المشاركون في المسيرة التي جاءت اليوم إحياء لذكرى إعلان الاستقلال وللتضامن مع قطاع غزة، شعارات منددة بالعدوان ومطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق أبناء شعبنا.

وفي قرية بلعين أصيب، اليوم الجمعة، مواطنان بجروح وعشرات المواطنين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع في مسيرة بلعين الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري في جمعة الغضب تنديدا على العدوان على غزة.

وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، ورش المتظاهرين بالمياه العادمة الممزوجة بالمواد الكيماوية باتجاه المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة 'محمية أبو ليمون' بالقرب من جدار الفصل العنصري، مما أدى إلى إصابة الطفل أحمد أديب أبو رحمة ( 12عاما) برصاصة مطاطية بالظهر، ووالده أديب أبو رحمه (41 عاما) بقنبلة غازية بالساق، وعشرات المواطنين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق وتقيؤ.

ورفع المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، الأعلام الفلسطينية، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين، ورفع الحصار عن غزة، وقام الشبان بحرق الإطارات المطاطية ما أدى إلى حدوث غيمة كبيرة جدا باتجاه الجنود والمستوطنة المقامة على أراضي القرية.

وناشدت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، في بيان لها، الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الشعب الفلسطيني، ومطالبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها وعدوانها المستمر على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ودعت اللجنة إلى إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية واستمرار وتوسيع فعاليات المقاومة الشعبية في جميع محافظات الوطن وبكافة أشكالها.

وفي قرية النبي صالح اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين وثلاثة متضامنين، بعد قمعها المسيرة الأسبوعية بالقرية المناهضة للجدار والاستيطان، والتي جاءت هذا اليوم تضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي واسع.

وقالت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية في القرية: إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب رأفت التميمي (25 عاما)، والشاب رمزي التميمي (35 عاما)، إلى جانب متضامنين إسرائيليين ومتضامنة أجنبية، وذلك في أعقاب قمع المسيرة باستخدام قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

كما اقتحمت قوات الاحتلال وسط القرية في أعقاب المواجهات، وقامت برش المنازل بالمياه العادمة، وسط إطلاق لقنابل الغاز والصوت الأمر الذي أدى لإصابة العشرات من أبناء القرية بالاختناق.

وفي مدينة رام الله شارك مئات المواطنون في مسيرة جابت دوار المنارة وسط مدينة رام الله، ظهر اليوم الجمعة، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والمطالبة بالعودة إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.

ورفع المواطنون الأعلام الفلسطينية، وعلت الهتافات الغاضبة والمنددة بالقصف الإسرائيلي لمنازل المواطنين، والذي أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.

وقال وكيل وزارة الأسرى زياد أبو عين، إن ما يجري من عدوان على قطاع غزة، هو حرب حقيقية، وهو يجري في كل الخاصرة الفلسطينية، حيث لا فرق بين مواطن وآخر في انتماءه، مشيرا إلى وجوب العمل على إنهاء الانقسام بالسرعة الممكنة، حتى يتمكن شعبنا من رد العدوان.

وقال: اجتماع القيادة الفلسطينية مساء اليوم يؤكد على وحدة الصف الفلسطيني، وعدم ترك أبناء شعبنا في قطاع غزة وحدهم في وجه العدوان الإسرائيلي.

من ناحيته، أشار عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، إلى أن الفصائل اليوم وقفت موقف موحد لتقول للعالم بأسره بأنه آن الأوان لوضع حد لسفك الدماء في قطاع غزة، مطالبا في الوقت ذاته كافة الأطياف السياسية بإنهاء الانقسام.

وطالب أبو ليلى المجتمع العربي والقيادات العربية والدولية بممارسة ضغط أكبر على إسرائيل لوقف عدوانها الذي تشنه بغطاء أمريكي واضح، مشيرا إلى أن الزيارات الرسمية للأرض الفلسطينية غير كافية، كون المطلوب هو وضع حد للانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أهالي قطاع غزة.

من ناحيتها، أشارت النائب في المجلس التشريعي خالدة جرار إلى إن إسرائيل في عدوانها هذا تحاول توظيف الدم الفلسطيني لتحقيق أهداف سياسية وتحقيق مكاسب في الانتخابات الإسرائيلية.

وبينت أن هناك طرق كثيرة لمواجهة ما يحدث، عبر المقاومة الشعبية ومقاومة اعتداءات المستوطنين اليومية والمتكررة، ومطالبة القيادة الفلسطينية بتوفير حماية دولية لأبناء شعبنا، وتعزيز صمودهم.

ودعت جرار إلى طرد السفراء الإسرائيليين من مختلف الدول التي تقيم علاقات معها، على غرار ما حد من طرد للسفير الإسرائيلي من مصر، واستدعاء السفير المصري من إسرائيل.

وفي مدينة جنين ومخيمها انطلقت بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الكبير في مدينة جنين مسيرة منددة بالعدوان على قطاع غزة المتواصل لليوم الثالث على التوالي، ومطالبة بإنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية، نظمتها حركة فتح في مدينة جنين ومخيمها.

ورفع المشاركون بالمسيرة، يافطات تندد بالعدوان الإسرائيلي، وتطالب بتوفير الحماية للمواطنين، وصور للرئيس محمود عباس والشهيد الراحل أبو عمار.

وانظم للمشاركين في هذه المسيرة، مسيرة أخرى للقوى الوطنية والإسلامية انطلقت من مخيم جنين، وتحولت المسيرتان اللتان استقرتا على دوار الشهيد أبو على مصطفى، إلى مهرجان خطابي ألقيت فيه عدة كلمات طالب المتحدثون فيها جماهير شعبنا للخروج والمشاركة في المسيرات تضامنا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة، الذين يتعرضون للجرائم الإسرائيلية، التي راح ضحيتها حتى اللحظة 23 شهيدا ومئات الجرحى منهم العشرات في حالة الخطر.

وأشاروا إلى أن هذا العدوان الإجرامي جاء في هذا الوقت للحيلولة دون نجاح القرار الفلسطيني بالتوجه للأمم المتحدة للحصول على صفة دولة غير عضو، والضغط على الرئيس محمود عباس بعدم التوجه للأمم المتحدة.

وأكد المتحدثون مبايعة والتفاف حركة فتح وشعبنا حول الرئيس محمود عباس وتحركاته السياسية من أجل نيل الحقوق المشروعة لشعبنا.

وأعلن الناطق الإعلامي لإقليم حركة فتح منصور السعدي، عن إطلاق سلسلة فعاليات ومسيرات تضامنا مع شعبنا في غزة، وتنديدا بالجرائم التي ترتكب بحقه في ظل الصمت العربي والدولي.

وفي محافظة القدس قمعت قوات الاحتلال بعد صلاة الجمعة اليوم مسيرة احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة في منطقة باب العامود (أحد أشهر بوابات القدس القديمة) وأصابت واعتقلت ستة مقدسيين من بينهم مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، وعرف منهم جهاد الخطيب، ومنصور السلايمة.

وذكر مراسلنا بأن إجراءات الاحتلال المشددة حالت دون دخول آلاف المواطنين إلى القدس القديمة وأداء صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك واضطر الآلاف منهم لأداء الصلاة في الشوارع الرئيسية المتاخمة لأسوار المدينة المقدسة.

ونظم المصلون بعد صلاة الجمعة مسيرة غاضبة في باحات المسجد الأقصى ردّدوا خلالها الشعارات المنددة بالعدوان على الأهل في غزة.

من جهة أخرى، اندلعت مواجهات عنيفة عقب صلاة الجمعة في معظم أحياء المدينة المقدسة، لاسيما في سلوان وحي الصوانة ومخيم شعفاط بالإضافة إلى الأحياء المقدسية خارج جدار الضم والتوسع العنصري وخاصة في بلدة الرام وقلنديا وعناتا.

وتستخدم قوات الاحتلال القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع فيما يرد الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة، ولم يبلغ عن إصابات واعتقالات إضافية.

وفي مدينة الخليل قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من المسيرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزه، التي انطلقت في الخليل وبلداتها ومخيماتها المحيطة، بعد صلاة الجمعة.

وقال مراسلنا: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص والقنابل الدخانية والصوتية لتفريق المسيرات التي نظمت في مدينة الخليل، بمشاركة واسعة من قبل مئات لمواطنين وكافة الأطر التنظيمية والحزبية.

وانطلقت المسيرات من مختلف مساجد مدينة الخليل، وتجمعت على دوار الصحة وسط المدينة، قبل ان تتوجه الى شارعي الشهداء والدبويا الواقعين تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل، اندلعت مواجهات مع جنود الاحتلال الذين فرقوا مسيرة سلمية منددة بجرائم الاحتلال على قطاع غزه، أطلق خلالها الجنود الأعيرة المطاطية والقنابل الدخانية والصوتية صوب المشاركين في هذه المسيرة.

ونظم أهالي بلدة إذنا غرب الخليل، ومخيم العروب شمال المحافظة، مسيرات مماثلة بعد صلاة الجمعة، بمشاركة كافة الفصائل والأطر الوطنية، نددوا خلالها بالهجمة الشرسة على المواطنين في قطاع غزه، وطالبوا بضرورة الوحدة الوطنية والتصدي لهذا العدوان الغاشم.

وطالب خطباء الجمعة في كافة المساجد بالعمل الجاد على إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، واستنكروا العدوان الذي يطال أرواح الأبرياء والأطفال، ودعوا الأمتين العربية والإسلامية لنصرة الشعب الفلسطيني، والمجتمع الدولي لتحمل مسئولياته اتجاه جرائم الاحتلال اللانسانية.

وفي بيت لحم اعتقلت قوات الاحتلال اليوم الجمعة، فتى وإصابة عددا آخر بالاختناق في مخيم عايدة شمالي بيت لحم.

وأفادت مصادر محلية في المخيم لـ 'وفا'، بان جنود الاحتلال واجهوا مسيرة انطلقت وسط المخيم تضامنا مع قطاع غزة بوابل من الرصاص الحي والمعدني القنابل الغازية والصوتية، مما أوقع عددا كبيرا من السكان بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز.

وأشارت المصادر إلى أن جنود الاحتلال اقتحموا أحياء وشوارع المخيم وقاموا بمطاردة الشبان، حيث تم اعتقال الفتى ليث نبهان (13 عاما)، ولا تزال المواجهات مستمرة حتى كتابة الخبر.

كما أصيب، اليوم الجمعة، عدد من المشاركين في مسيرة المعصرة الأسبوعية المنددة بجدار الضم، بحالات اختناق وإغماء، والتي جاءت هذا الأسبوع تضامنا مع قطاع غزة.

وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية لـــــــــــ'وفا'، بأن جنود الاحتلال قمعوا المسيرة ومنعوها من الوصول إلى مكان إقامة جدار العزل، مستخدمين الهراوات والقنابل الغازية والصوتية، ما أوقع عدة إصابات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز، عوجلت ميدانيا، وأشار إلى أن مواجهات عنيفة دارت بعد ظهر اليوم ما بين الشبان وجنود الاحتلال.

وكان المشاركون نظموا اعتصاما ألقيت فيها كلمات أكدت جميعها ضرورة توحيد الصف الوطني في مواجهة كل المخططات الاحتلالية.

وفي بلدة كفر قدوم في قلقيلية أصيب الشاب محمد ماهر جمعه (22 عاما) من كفر قدوم شرق قلقيلية، بجروح خطيرة جراء إطلاق جنود الاحتلال قنبلة غاز مباشرة على مؤخرة رأسه، نقل على إثرها إلى مستشفى رفيديا في نابلس جراء نزف الدماء منه بغزارة، وذلك خلال قمع جنود الاحتلال للمشاركين في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية.

وانطلق المسيرة التي تنظمها حركة فتح انطلقت بعد ظهر اليوم الجمعة، من وسط البلدة بمشاركة مئات المواطنين الغاضبين على جرائم الاحتلال التي ترتكب بحق أهلنا في غزة على يد المحتل، وحمل المشاركون فيها اليافطات المنددة بالجرائم بحق شعبنا بقطاع غزة، ورددوا الهتافات الوطنية الداعية لإنهاء الاحتلال، وطالبوا العالم أجمع بالتدخل وإنهاء العدوان.

كما دعا المشاركون الشعب الفلسطيني في شقي الوطن الى الوحدة ورص الصفوف لمواجهة العدوان وإنهاء الاحتلال.

وفي مدينة نابلس شارك نحو ثلاثة آلاف مواطن بعد ظهر اليوم الجمعة، في مسيرة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

وتجمع آلاف المواطنين وسط مدينة نابلس وهتفوا ضد إسرائيل، مطالبين المجتمع الدولي التدخل والوقوف عند مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لردع الاحتلال الإسرائيلي.

واعتبر المتظاهرون الذين ينتمون لكل الفصائل الوطنية، أن سكوت المجتمع الدولي بمثابة سكوت عن الجرائم، محملين إسرائيل مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة.

وانطلقت مسيرة من جامع النصر تجاه الدوار حيث ألقيت هناك كلمات لقيادات في الفصائل الوطنية دعت الى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.

وكانت نابلس شهدت منذ أمس مسيرات متواصلة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي.

وفي أراضي 1948 خرجت بعد صلاة الجمعة، مظاهرات في البلدات العربية احتجاجا على العدوان على غزة، وطالبت بوقفه.

ورفعت خلال المظاهرات، التي عمت عشرات المدن والبلدات والقرى بأراضي 1948، الأعلام الفلسطينية والشعرات المطالبة بوقف العدوان على غزة.