إصدار جديد في جامعة الازهر للأستاذ الدكتور أبو سليمان بعنوان نحو حوسبة اللغة العربية وعلومها-علم القافية مثالاً

أصدر الأستاذ الدكتور صادق أبو سليمان أستاذ العلوم اللغوية وموسيقا الشعر في جامعة الأزهر بغزة، عضو مجمع اللغة العربية المراسل بالقاهرة، وعضو اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، كتابه الجديد والذي يحمل اسم ( نحو حوسبة اللغة العربية وعلومها-علم القافية مثالاً).

يأتي هذا الكتاب تجديداً لدعوة أطلقها مصنفه من قبل، وهي الالتفات إلى أهمية الحوسبة، وما ارتبط بها من ثورة في الاتصالات، ولاسيما عبر الإنترنت في خدمة اللغة العربية في قواعد أنظمتها الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية والدلالية والإملائية والإيقاعية، ومجالات التنمية والتعريب وتوحيد المصطلح وما إلى ذلك.

في لقاء خاص أجرته دائرة العلاقات العامة والإعلام بالجامعة أوضح أ.د. أبو سليمان أن عماد هذا الكتاب هو تعزيز الدعوة السابقة، وتقديم ما يمكن أن يوجه الدارسين والتقنيين إلى تطبيقها، مشيراً إلى أن الكتاب خرج في مقدمة وبابين، جاءت المقدمة بعنوان: هذا الكتاب: مُقَدِّمة ومنهج، حيث تحدث عن دوافع الكتاب وأصله ومنهجه، أما الباب الأول فجاء بعنوان:" حوسبة اللغة العربية وعلومها، وقد تصدر بـ" مدخل وفصلين، كان عنوان الأول "التثقيف الحَوْسَبيّ في عالمَنِا العَرَبِيّ- مُعوِّقاتٌ ورأي"، والآخر "من فوائدِ الحوسبة"، أما الباب الآخَر جاء بعنوان "علم القافية الأصالة والحَوْسَبة"، حيث افتتح كسابقه بمدخل وَثلاثة فصول، الأول "علمِ القافِيةِ وقوانينِهِ في القصيدةِ العَموديةِ"، والثاني "نحو حوسبة علم القافية"، والثالث " عيوب القافية.

ورأى أ.د أبو سليمان أن الفصل الأول قد شَكل دراسة أكاديمية موسعة لقوانين القافية في الشعر العربي كما جاءت في كتب التراث ليكون صالحاً للدراسة النظرية في أقسام اللغة العربية، كما أنه صالح لاستنباط قوانين القافية وأحكامها التي يمكن للآلة الحاسوبية التعامل معها، وتحليلها والوصول إلى نتائج دقيقة في التطبيق والتصحيح، أما الفصل الثاني فجاء ليقدم صور القافية في وحدات إيقاعية مجردة صالحة للحوسبة، وليشكل وسابقَه ميداناً من ميادين حوسبة العربية وعلومها، وهو بلا ريب طريق آمن للوصول إلى حقائق ونتائج سليمة، وتحقيقِ الفائدة المرجوة لعربيتنا، وباب جديد في الدراسات اللغوية العربية.

وأشار أ.د. أبو سليمان إلى أنه حرص خلال الفصل الثالث على دراسة آراء القدماء في عيوب القافية، وعرض نصوصهم ليقف القارئ عليها، ويتفحص أسس اختلافهم، سواء في المصطلح أو المضمون، وليعرف أن مشكلة المصطلح واكبت الفكر اللغوي العربي منذ بدايته، وتكمن في اختلاف تعريف العلماء للمصطلح الواحد، أو في إطلاقهم أكثر من مصطلح على المضمون الواحد، فهناك ترادف أحياناً في دلالة أكثر من مصطلح على مضمون واحد، أو اشتراك في دلالة المصطلح، فترى أن المصطلح الواحد يدل على أكثر من معنى، أو تضاد فيدل بهِ عالم على معنى ويستعملُه آخر بدلالة مضادة، أو يتداخل في دلالته مع دلالة مصطلح واحد.

وناشد أ.د. أبو سليمان أصحاب الأمر والنهي في أقسامنا الأكاديمية في جامعاتنا إلى الالتفات لأهمية تأهيل طلبتهم في مجالات الحوسبة التي تفيد تخصص كل منها، بغية إيجاد جيل جديد يجمع أبناؤه بين التخصص في أحد مجالات المعرفة والعلوم، وإتقان مهارات الحوسبة والبرمجة، لما في ذلك من منافِع جليلة لتقدمنا، وتقديم أنفسنا للآخرين، ونحن نمتلك أدوات المعرفة الأكاديمية والتقنية، داعياً الخبراء في مجال الحوسبة ألا يبخلوا بتسخير ما علموا لخدمة لغتهم العربية ويعملوا على نَشرها فصيحة سليمة بين أبنائها، وأن يوجدوا من وسائلهم التقنية ما يعين الناشئة على إتقانها.

وفي نهاية اللقاء تمنى أ.د أبو سليمان أن يكون قد نجح في تقديم مادة علمية نافعة تَفي بمتطلبات هذا المصنف، وأن يجد فيه القارئ العربي الفائدةَ المرجوة، فيشحذ الهمم لتحقيق ما يدعو إليه، لافتاً إلى أن مثل هذه الدراسات التي يضمها متن الكتاب فيها ما يمكن أن يصلح بل يشجع إلى الشروع في إنشاء تخصص جامعي مزدوج يجمع أصحابه بين المعرفة المتعمقة في الحاسوب والدراية المتمكنة في أسرار اللغة العربية.