مسئول سويدى: مصر تلعب دورا محوريا فى معالجة قضايا المنطقة وتحقيق الاستقرار فيها

مسئول سويدى: مصر تلعب دورا محوريا فى معالجة قضايا المنطقة وتحقيق الاستقرار فيها

2010-03-22 -


القاهرة فى 22 مارس /أ ش أ/ أكد نائب وزير خارجية السويد فرانك بيفراج أن مصر تلعب دورا محوريا فاعلا فى معالجة قضايا منطقة الشرق الأوسط وتحقيق الاستقرار بها ، واصفا الرئيس مبارك بأنه يتمتع بخبرة كبيرة ويحظى باحترام كبير .
وقال نائب وزير خارجية السويد ، الذى يقوم حاليا بزيارة إلى مصر فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن السويد تحرص دوما على التشاور مع مصر فى مختلف المجالات والقضايا وفى مقدمتها عملية السلام فى الشرق الأوسط نظرا لأن مصر تعد لاعبا رئيسيا ومحوريا فى المنطقة ترتبط بعلاقات مع مختلف الأطراف ولديها القدرة على المساعدة فى تحقيق أهدف السلام بالاضافة إلى مكانتها على صعيد الاتحاد الافريقى ورئاسة مصر الحالية لحركة عدم الانحياز .
وأشار فى هذا الصدد إلى أنه أجرى خلال زيارته لمصر مباحثات مع كبار المسئولين المصريين بالاضافة إلى السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية تناولت العديد من القضايا الدولية والاقليمية الهامة ومن بينها تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط والوضع فى السودان والصومال والقرن الافريقى فى ضوء الدور الهام لمصر على صعيد الاتحاد الافريقى وكذلك الاعداد للمؤتمر القادم لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووى مؤكدا أهمية تبادل وجهات النظر مع مصر ازاء هذه القضايا .
وأكد على الأهمية التى توليها بلاده لمصر ودورها فى تنمية التعاون الاقتصادى بين منطقة الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبى ولدينا وجهات نظر نأمل فى التشاور المستمر مع مصر.
ووصف نائب وزير خارجية السويد فرانك بيفراج العلاقات بين السويد ومصر بأنها علاقات متميزة وتاريخية سواء على المستوى السياسى من مشاورات واسعة النطاق أو على مستوى التعاون الاقتصادى والاستثمارى والتجارى .
وقال إن العلاقات والتنسيق بين الجانبين توطد خلال فترة رئاسة السويد للاتحاد الأوروبى فى الأشهر الستة الأخيرة من العام الماضى وشهدت العديد من الزيارات المتبادلة سواء بين وزيرى الخارجية أو المسئولين التجاريين والاقتصاديين ، مشيرا إلى أن السويد قررت أن يعقد سفراؤها بدول الشرق الأوسط اجتماعهم بالقاهرة لهذا العام نظرا للدور المركزى الذى تلعبه مصر فى المنطقة .
وأضاف أن مباحثاته فى القاهرة تركزت حول تطورات عملية السلام واستئناف المفاوضات والتنمية الاقتصادية وما يمكن القيام به لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية .
وأوضح أنه تم التباحث كذلك حول الاتحاد الأوروبى ، مشيرا إلى أن السويد كعضو فى الاتحاد مهتمة بالتنسيق مع الشركاء المتوسطيين خاصة مصر فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.
وأشار نائب وزير خارجية السويد إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين تشهد نموا مستمرا حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين فى الوقت الراهن 900 مليون دولار سنويا من بينها نسبة كبيرة من الصادرات المصرية للسويد .
ونوه إلى أن هناك نموا مطردا فى عدد السائحين السويديين الوافدين الى مصر حيث بلغ عددهم ربع مليون سائح سنويا وهو عدد كبير مقارنة بعدد سكان السويد ما جعل مصر من أهم المقاصد السياحية للمواطنين السويديين .
وفيما يخص الملف النووى ، قال نائب وزير خارجية السويد فرانك بيفراج إنه تم التشاور مع المسئولين المصريين حول مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى المقرر عقده شهر مايو القادم ، مشيرا إلى أنه كان ضروريا التنسيق مع مصر فى هذا الشأن قبل المؤتمر فى إطار عملية الاعداد له .
وأكد اتفاق الجانبين على الحاجة لاعداد عملية المراجعة بشكل جيد حتى يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية جيدة .
وشدد نائب وزير خارجية السويد على أهمية تحقيق السلام فى المنطقة من خلال اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب فى أمن وسلام ، مشيرا إلى أن السويد وخلال رئاستها الأخيرة للاتحاد الأوروبى اتخذت مبادرات وأصدرت بيانات هامة تحدد فيها مواقفها من عملية السلام وعرضت وأكدت على النقاط المهمة التى يجب التعامل معها من أجل التوصل الى حل سلمى يتحقق من خلال المفاوضات واجتماع الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى سويا لوضع الشروط اللازمة لاقامة الدولتين .
وأكد فى الوقت نفسه على ضرورة معالجة قضايا الحل النهائى وخاصة الحدود والقدس واللاجئين والترتيبات الامنية من أجل التوصل الى حل سلمى للصراع منوها فى هذا الصدد بأهمية مبادرة السلام العربية لتحقيق هذا الهدف .
وأشار الى أن هناك دوما مخاطر لكن الامر المهم هو استئناف المفاوضات وتجنب العودة لدوامة العنف فى المنطقة .
وبالنسبة للوضع فى السودان، قال نائب وزير خارجية السويد إن السودان سوف يشهد انتخابات هامة يعقبها استفتاء لتقرير المصير فى الجنوب وفقا لاتفاقية السلام ، مؤكدا أنه من المهم أن ينجح الشمال والجنوب فى الاسهام فى تحقيق الاستقرار وبناء السلام بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء القادم .. وأشار الى أن السويد حريصة على تبادل وجهات النظر مع مصر كدولة جارة للسودان وتربطهما علاقات وثيقة .
وفيما يتعلق بالملف النووى الايرانى، أكد نائب وزير خارجية السويد أهمية الحوار الدبلوماسى واستئنافه ، مشيرا الى أن الاتحاد الأوروبى وضع مقترحات للتعاون ولمواصلة الطريق السلمى للقضية مع عروض مختلفة لتطوير الاستخدام السلمى للطاقة النووية لكنه شدد فى الوقت نفسه على أهمية أن تكون هناك مراقبة فعالة وتعاون مستمر بين ايرانه والوكالة الدولية للطاقة الذرية .
وقال إن الحديث يدور فى مجلس الأمن حول هذا الملف ويجب أن يستمر ذلك خاصة وأن هناك قرارا جديدا يتم التشاور بشأنه فى هذا الموضوع .
وبالنسبة للعراق، أكد نائب وزير خارجية السويد أهمية العملية الانتخابية الجارية هناك والتى يشرف عليها مراقبون دوليون لضمان نزاهتها ، مضيفا أننا سنتعرف على وجهة نظر المراقبين الدوليين بعد ظهور النتائج النهائية .
وأشار الى أن السويد تفخر بأنها ترتبط بعلاقات تعاون جيدة مع العراق خاصة وأن هناك أعدادا كبيرة من العراقيين تلقوا تعليمهم فى السويد وعادوا مرة أخرى للعراق ويحتل الكثير منهم حاليا مناصب كبيرة .
ونوه إلى أن السويد استضافت مؤتمرا دوليا هاما شهر مايو عام 2008 وهو المؤتمر الذى أسهم فى اطلاق عملية الاستقرار والاصلاح بالعراق ، مشيرا إلى أن نتائج هذا المؤتمر تظهر حاليا مع الانتخابات الجارية هناك .