الزق لصوت فتح الإخباري : تفعيل النضال الشعبي ضرورة وطنية لمواجهة الاحتلال

أكد محمود الزق المنسق العام للحملة الشعبية لمقاومة الجدار الأمني الإسرائيلي على ضرورة تفعيل المقاومة و النضال الشعبي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته و إجراءاته العدوانية ضد كل ما هو فلسطيني و دعا الزق إلى إنهاء حالة الإنقسام الداخلي و استعادة الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر و التحديات التي تهدد مستقبل شعبنا والمشروع الوطني برمته .

وقد أجرت مراسلة صوت فتح الإخباري مع المناضل الزق حواراً حول الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي و أهم نشاطاتها و فعالياتها في محافظات قطاع غزة . نص الحوار:
كيف نشأت فكرة تشكيل الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي ؟
نشأت فكرة تشكيل الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني على إثر قيام الاحتلال الإسرائيلي بفرض منطقة عسكرية أطلق عليها اسم ' الحزام الأمني ' على طول الحدود الشرقية و الشمالية لقطاع غزة بعمق يراوح ما بين(300 متر)إلي(500 متر) حيث دمر الاحتلال مئات المنازل و المنشئات المدنية و جرف آلاف الدونمات الزراعية و منع المزارعين الفلسطينيين من دخول أراضيهم و قام بإطلاق النيران باتجاه المزارعين الذين حاولوا زراعة أرضيهم ضمن هذا الشريط الحدودي مما أدي إلي استشهاد وإصابة العديد من المزارعين في تلك المناطق .وبناء علية فإننا كقوى وطنية بادرنا بالتحرك للتصدي لهذا الواقع الظالم الذي أضاف عنوانا مأساويا للوضع الكارثي الذي يعيشه أبناء شعبنا في قطاع غزة وقررنا تشكيل حملة شعبية تتحدي هذا القرار بان تخترق هذا الحزام الأمني وتنظيم الفعاليات الشعبية داخل هذا الحزام رغم كل التحديات .
ما الأهداف التي تسعى الحملة الشعبية لتحقيقها ؟
أن الهدف المباشر لهذه الحملة الشعبية هو تأمين حق مزارعينا بالدخول إلي أرضهم وزراعتها وهذا الأمر يتطلب جهدا ميدانيا حقيقيا من كافة القوي والمؤسسات الفلسطينية أما ما نبتغيه من تجسيد هذا الفعل الميداني هو إعادة الاعتبار لشكل المقاومة الشعبية الذي يجلب دوما لنا تأييد دوليا لقضايانا العادلة حيث يحظي بالمساندة من كافة المؤسسات والقوي الدولية كوننا نناضل من أجل قضية عادلة بالشكل الشعبي المشروع الذي يفضح عدونا ويعطيه صورة الجلاد الظالم أمام شعب مقهور سلبه عدوه أرضه ووطنه كما أننا نريد بفعلنا الميداني هذا في قطاع غزة تحديدا تصويب بوصلة النضال صوب الشرق حيث يوجد عدونا الذي طرد شعبنا ونهب أرضنا تلك البوصلة النضالية التي انحرفت كثيرا باتجاهات متعددة وغيبت التناقض الرئيس وانشغلت بخلافات تنهش الجسد الفلسطيني نفسه , و نريد أن نعيد التأكيد مجدداً لبديهية أننا شعب محتل ويجب أن نركز الفعل النضالي بهذا الاتجاه , كما إننا وفي قطاع غزة أيضا نريد إن نخرج جماهيرنا من حالة الإحباط واليأس الذي تعيشه في هذه اللحظة التاريخية وذلك بفعل نضالي ميداني حقيقي .
ما أبعاد و مخاطر الحزام الأمني الإسرائيلي ؟
إن الحزام الأمني الإسرائيلي يشكل خطر مباشرا علي حياة المواطن في المناطق المحاذية له حيث يتعرضون دوما لإطلاق النار عليهم هذا أولا أما ثانيا فان هذا الحزام يحرم ألاف الأسر الفلسطينية من مصدر رزقهم الوحيد مما يضيف معاناة لجمل معاناة شعبنا المنهك والمحاصر في قطاع غزة , كما إنني نخشى وهذه الخشية لها من الشواهد التاريخية ما يدعمها بان ترسخ إسرائيل هذا الواقع بشكل دائم بهذه الذريعة أو تلك فإسرائيل وباسم الأمن ابتلعت أرضنا قطعة اثر قطعة .
كيف تعاطت القوى السياسية و المواطنون مع فكرة تشكيل الحملة ؟
لقد تجاوبت القوي السياسية مع هذا الفعل الميداني وهذا الأمر يجب أن يكون بديهيا ولكن ما اثأر استغرابنا هو هذه الحماسة الفائقة من المواطنين وتحديد في المناطق المحاذية للشريط أولئك الذين يرون أرضهم بأم أعينهم مغتصبة وقاحلة وجرداء تنتظر من يعيدها إلى الحياة , لقد خططنا بالأساس لفعاليات نخبوية كبداية بحيث لا تتجاوز العشرات ولكننا وبصدق تفاجأنا بالإقبال الواسع لجماهير شعبنا الذين اندفعوا بحماس رائع يرفعون العلم الفلسطيني باتجاه أرضيهم وباتجاه حزام الموت غير عابئين بالخطر الفعلي الذي يمكن أن يحدث في أي لحظة حيث يتربص جنود الاحتلال لإطلاق النار على المدنيين و المواطنين العزل الذي جاءوا لحماية أرضهم و الدفاع عنها .
ما أهم انجازات الحملة الشعبية ؟
إن أهم انجازات هذه الحملة هي , تجسيد الفكرة وتحويلها إلي مبادرة فعلية تم تجسيدها علي أرض الواقع بفعل ميداني حقيقي , حيث أننا بادرنا بتشكيل خمس لجان لقيادة الحملة في محافظات قطاع غزة في الشمال وغزة والمنطقة الوسطي وخان يونس ورفح وحققنا نجاحا بتنظيم فعاليات و مسيرات باتجاه الحدود في كافة محافظات القطاع وسنصل إلي ذروة الفعل الميداني يوم الأرض 30 مارس حيث ستنطلق مسيرات باتجاه الحدود في كافه أنحاء قطاع غزة , في بيت لاهيا غربا – وبيت حانون شرقا – وشرق حي الشجاعين – وفي المنطقة الوسطي – إضافة إلى خانيونس ورفح .كيف يمكن أن تكون الحملة الشعبية عاملاً مساعداً على إنهاء الانقسام و استعادة الوحدة الوطنية ؟إننا في الحملة الشعبية من الجميع وللجميع , حيث ندعو كافة القوى السياسية دون استثناء لمشاركتنا هذا الجهد الوطني ، فالوحدة في الفعل الميداني و العمل الوطني تساعدنا علي رؤية أنفسنا لا نفسنا بمنظور وطني فلسطيني – نضالي ، مغاير لما هو سائد في عهد الانقسام الذي يخيم بظلاله علي واقعنا الفلسطيني ، حيث أن المشاركة الموحدة تجسد واقع حالنا بأننا شعب محتل نواجه عدوا واحد . فالمصلحة الوطنية لشعبنا الفلسطيني تتطلب وقف مهزلة الانقسام وان نسعى للتوحد الوطن تاركين خلفنا مخاوفنا وأوهامنا فالعدو يستهدفنا كشغب وليس كفصائل وتجربة الشعوب المحتلة تؤكد لنا بان الوحدة في مواجهة المحتل هي الشرط الأساسي والوحيد للانتصار و السبيل لتحقيق الأهداف الوطنية في العودة و الحرية و الاستقلال .
كلمة أخيرة للمناضل محمود الزق المنسق العام للحملة الشعبية لمقاومة الجدار الأمني
في الختام أتوجه بالتحية باسم شعب فلسطين لأولئك المناضلين أعضاء الحركة الدولية للتضامن الذين يشاركوننا وفي الصفوف الأولي في مسيراتنا التي تغطيها أعلام فلسطين تلك الإعلام التي يرفعها أولئك المناضلين في مشاركتهم لنا .