مذكرة من لبنان إلى أبو مازن

فخامة الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين حفظه الله

تحية العودة

باسم جماهير شعبنا الفلسطيني في منطقة الشمال وخاصة أهلنا المشردين جراء نكبة نهر البارد ، نحييكم ، ونثمن جهودكم ، ونؤكد حرصكم واهتمامكم بمختلف القضايا التي تهم شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات ، إلاَّ اننا ومن موقع مسؤوليتنا كفصائل م.ت.ف في منطقة شمال لبنان نرفع هذه المذكرة الى سيادتكم للتذكير ببعض القضايا الجوهرية التي تشغل بالنا باستمرار ، واليوم نحن بأمس الحاجة إلى دعمكم ، ودعم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لمعالجة الامور المستعصية التي تشكل هماً يومياً لمخيماتنا وأهلنا ، والتي أصبحت تحتاج إلى تدخُّل مركزي وعلى أعلى مستوى فلسطيني لوضع النقاط على الحروف ، ومحاورة الدولة اللبنانية بما يتعلق بمخيم نهر البارد وأهله ، وإعادة إعماره ، والاجراءات الامنية القائمة .

وهنا نذكر سيادتكم ببعض القضايا الأساسية التي نتمنى توجيهاتكم لكيفية معالجتها لإنهاء المأساة ، والمحافظة على كرامة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان .

أولاً : رغم أنَّ كمية من الاسمنت قد وُضعت منذ أسبوع وبعد مرور سنتين ونصف على نكبة نهر البارد ، إلاَّ أننا غير مطمئنين بالكامل على استمرارية عملية إعادة الاعمار ، ونخشى ومن خلال التجربة السابقة على أن تُثار إشكاليات جديدة تعرقل هذه العملية على خلفيات سياسية أو أمنية ، كما نخشى عملية البطء في إنجاز إعادة الاعمار التي ستؤدي إلى تشتيت الاهالي ، ودفعهم للهجرة ، وبالتي تمزيق الوحدة الاجتماعية للأهالي فنأمل أن يكون هناك تثبيت لهذا المبدأ الذي أقرته الحكومة اللبنانية السابقة .

ثانياً : إنَّ المخيم الجديد وهو ملك خاص لأصحاب البيوت والذي تسميه الدولة (البقعة المحيطة بمخيم نهر البارد) لم يتلق من المنح المالية الدولية ما هو مطلوب لإعادة إعمار ما تهدم من الابنية ، كما أنه لم يتم التعويض على أهله . فاللبنانيون الذين يسكنون في المخيم أو في جواره أخذوا التعويضات على ما فقدوا وهذا كان ملفتاً للنظر، بينما الفلسطيني لم يحصل على ذلك .

ثالثاً : إن الخسارة الاقتصادية للمخيم كانت كبيرة جداً ، والتجار الذين فقدوا كل ما يملكون من مؤسسات ، ومستودعات ومحال تجارية لم يتم التعويض عليهم بشيء وهذه أزمة حقيقية لشريحة مهمة في المخيم تصرخ وتطالب بحقوقها ولا أحد يستمع إليها .

رابعاً : رغم الوعود التي نتلقاها باستمرار من الدولة اللبنانية بتخفيف الإجراءات الأمنية على مداخل المخيم ، إلاّ أنَّ المعاناة قائمة دون مبرِّر خاصة أن مخيم البارد هو كباقي المخيمات خاصة ان الاحداث التي حصلت قد انتهت ، ولا يحتاج الامر إلى إجراءات مشددة على أهله الذين دفعوا الثمن اكثر من مرة . وقد برزت مشكلة التصاريح التي تصر الدولة عليها ولا تكتفي بالبطاقة فقط ، والفلسطيني الذي يريد زيارة المخيم وهو ليس من سكان مخيم نهر البارد يحتاج أيضاً إلى تقديم طلب للحصول على تصريح ، والتصريح يُعطى فقط لثلاثة ايام ، وأحياناً يصل التصريح إلى صاحب وقد انتهت مدته قبل استلامه بسبب الروتين الاداري .
هذا التركيز الامني على المخيم ، وفي المخيم ، يثير المخاوف لدى الأهالي ، ويشعرون بعدم الاطمئنان ، وعدم الارتياح للسكن في المخيم القديم اذا تم إعادة إعماره اذا ما استخدمت فيه الاجراءات الامنية نفسها . وهذا الموضوع يحتاج الى معالجة شاملة بما يتعلق بمخيمات لبنان .

خامساً : إنَّ الانروا التي أقامت البيوت المؤقتة لأهالي المخيم القديم أخذت في حسابها أن هذه التجمعات تصلح لمدة ثلاث سنوات ، ولذلك هذه البيوت ستفقد صلاحيتها قريباً لأنه قد مضى عليها حوالي سنتين ، وهذا الأمر يتطلب المعالجة السريعة مع الجهات المعنية والا فإن المخاطر تهدد الأهالي وحياتهم .

سادساً : هناك إصرار من الجهات الأمنية والعسكرية على تجاهل المرجعيات الفلسطينية الرسمية في معالجة القضايا المتعلقة بواقع المخيم ومشاكله الاجتماعية ، ومتابعة القضايا المتعلقة به ، وخاصة اللجنة الشعبية للمخيم فنأمل أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار حتى تكون هناك إمكانية للتعاون الميداني وبصفة رسمية وليس حسب الحاجة والمصلحة ، لأن واقع المخيم يحتاج إلى جهد يومي مكثف ومبرمج .

سابعاً : تعلمنا من التجارب السابقة ضرورة أن نكون نحن كطرف فلسطيني مشرفين على أية عملية بناء تتعلق بالمخيم حتى لا نُخدع من جديد ويدفع شعبنا الثمن ، ونأمل الوصول إلى اتفاق بأن تكون هناك لجنة من مهندسين فلسطينيين تتابع عملية البناء وإعادة الاعمار وتسجِّل ملاحظاتها ، وتبلغ الجهات المعنية بالأمر حفاظاً على حقوقنا كفلسطينيين .

ثامناً : نأمل أن تسرِّع السلطة الوطنية الفلسطينية في دفع ما التزمت به في مؤتمر فيينا لإعادة إعمار مخيم نهر البارد وهو مبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي، لأن هذا يؤكد التزام السلطة ودعمها قبل غيرها من الاطراف رغم تقديرنا للظروف الصعبة للسلطة .

تاسعاً : نأمل من سيادة الرئيس أبو مازن أن يبذل ما بوسعه لمعالجة الأوضاع الداخلية لحركة فتح، لأنّ أي خلل يؤثر على أوضاع منظمة التحرير ونشاطها في لبنان .

كلنا ثـقة بقيادتكم وحكمتكم للاهتمام بما تقدمنا به في هذه المذكرة .

قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية
لبنان – منطقة الشمال

» مذكرة «البارد» إلى أبو مازن: أنقذونا
» أبو مازن يكلّف عزام الأحمد بملف <فتح> في لبنان
» مذكرة من "أشد" تطالب بانشاء جامعة فلسطينية في لبنان
» اللواء السيد يعود الى لبنان بعد مذكرة جلب بحقه
» مذكرة «المنظمة» و«التحالف»: الاستقرار الفلسطيني يحمي أمن لبنان