أعترف جيش الاحتلال الاسرائيلي اليوم الجمعة بمقتل جنديين اسرائيلين وإصابة اثنين بجروح خطيرة في اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية شرق خانيونس إلى الجنوب من معبر كيسوفيم.
ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن شهود عيان أن اشتباكات مسلحة عنيفة وقعت بين المقاومة الفلسطينية وقوة إسرائيلية خاصة توغلت لمسافة 200 متر شرق مدينة خانيونس ، لتنفيذ مهمة الا ان المقاومة استطاعت اكتشافها والاشتباك معها بالاسلحة الخفيفة.
وأفاد الشهود أن قوات الاحتلال أطلقت قذيفتين خلال الاشتباكات إحداها أصابت منزل المواطن شحدة أبو عنزة، مما اسفر عن اصابة مواطنيين فلسطينيين.
وأشار الشهود إلى ان عدد من الآليات العسكرية قامت بالتوغل بعد اكتشاف القوة الخاصة وأطلقت عدد من القذائف باتجاه أراضي المواطنين الامر الذي ادي الي حدوث حالة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين القريبين من المنطقة المستهدفة.
وتابع الشهود "أن الاشتباكات لا زالت مستمرة"، في حين وردت أنباء لم يتم التأكد من صحتها أن عددا من المقاومين محاصرين في المنطقة.
ومن جانبها ، أعلنت كتائب شهداء الاقصى الجناح المسلح لحركة "فتح" ان أفراد من عناصرها يخوضون اشتباكات عنيفة مع جنود الاحتلال في خانيونس، حيث اطلقت 7 قذائف هاون على الاليات العسكرية الاسرائيلية مؤكدة اصابتها بصورة مباشرة.
واشارت الكتائب ان مقاوميها يحاصرون قوة اسرائيلية خاصة في محيط منازل ابو عصفور وابو طعيمة في خان يونس، وقاموا بتفجير عبوة جانبية شديدة الانفجار، مؤكدين هبوط طائرات اسرائيلية لنقل الجنود المصابين.
استشهاد فلسطينيين
وفور وقوع الاشتباكات شنت قوات الاحتلال قصف مدفعي على خان يونس ، مما اسفر عن استشهاد مواطنين فلسطينييين وإصابة عدد آخر بجروح .
وأكد الدكتور معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في مستشفيات القطاع، وحسب شهود العيان وجود شهيدين في المكان واصابة عدد اخر جراء القصف المدفعي الذي تعرضت له المنطقة.
وقال حسنين ان سيارات الاسعاف توجهت إلى منطقة الحدث إلا ان قوات الاحتلال تمنع الطواقم الطبية من اخلاء الشهداء والمصابين. وأكد حسنين ان هوية الشهيدان لا زالت مجهولة الهوية مرجحا ان يكونوا من عناصر سرايا القدس.
هذا وقد اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤوليتها الكاملة عن الاشتباكات العنيفة التي دارت مع عدد من القوات الاسرائيلية الخاصة شرقي بلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، رداً علي المجازر الصهيونية في قطاع غزة.
ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن بيان للسرايا انه تمكنت إحدى مجموعات سرايا القدس المجاهدة من اكتشاف قوة صهيونية خاصة في بلدة عبسان الجديدة شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وقامت باستدراج القوة الاسرائيلية الخاصة ومن ثم دارت اشتباكات عنيفة معها وتم تفجير عدد من العبوات الناسفة خلال الاشتباك وتدخل خلالها الطيران المروحي والحربي للتغطية علي القوة المتسللة وانسحابها".
من جهته قال ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية " حماس" في تصريحات لاذاعة الاقصى ان مقاتلي القسام تصدوا لقوة اسرائيلية توغلت في قطاع غزة في حين لن ينف او يؤكد سقوط شهود من مقاتلي القسام او من المواطنيين.
ومن جهة أخرى اعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس انها شاركت في اشتباك مع قوة اسرائيلية توغلت شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة ما اسفر عن مقتل جنديين اسرائيليين.
وقالت القسام في بيان مقتضب تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه ان "كتائب القسام تشتبك مع قوة صهيونية خاصة توغلت شرق خان يونس والعدو يعترف بمقتل جنديين".
وقال الناطق باسم كتائب القسام ابو عبيدة في تصريحات صحفية "ان اشتباك وقع بين عناصر من القسام وقوات الاحتلال المتوغلة مسافة 500 متر داخل الشريط الحدودي, مضيفا ان الكتائب امطرت القوة الاسرائيلية بالاسلحة الثقيلة ما ادي الى وقوع عدد من التقلي والجرحي في الجنود.
واكد ابو عبيدة ان هذا ياتي في اطار التصدي للقوات الاسرائيلية المتوغلة داخل الشريط الحدودي
من ناحيته، قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة بقطاع غزة إن العملية التي قام بها رجال المقاومة هي عملية دفاعية جاءت كرد فعل على التوغل الإسرائيلي داخل قطاع غزة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية توغلت إلى داخل القطاع بـ 500 كليومتر.
ورفض النونو الخوض في تفصيل العملية لأنها عملية عسكرية ولا يجب الخوض في التفاعلات الميدانية.
في غضون ذلك، اشارت مصادر فلسطينية في قطاع غزة ان عددا من المواطنين قاموا باطلاق النار فرحا بهذه الاحداث، في الوقت الذي رفضت فيه قوات الاحتلال السماح لسيارات الاسعاف الفلسطينية الدخول إلى قطاع غزة لإنتشال جثث الضحايا أو البحث عن إصابات، وسط تحليق عدد من الطائرات الاسرائيلية في اجواء قطاع غزة.
في حين علقت الحكومة الفلسطينية على الحادث بأن إسرائيل تتحمل ما حدث في منطقة خان يونس التابعة لقطاع غزة نتيجة لسياسة الحصار الذي تفرضه على القطاع وقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية.
واتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بالسعي لتصعيد الموقف في الأراضي الفلسطينية للتهرب من استحقاقات السلام بعد أن اتضح موقفها وسعيها للاستيطان والتهرب من استحقاق عملية السلام،
مضيفة ان هذه العملية لا تصب في صالح الجانب الفلسطيني.
وأعلنت جميع فصائل المقاومة الفلسطينية حالة الاستنفار الأمني القسوة تحسباً لاحتمالية قيام قوات الاحتلال الإسرائيلية بهجوم على القطاع عقب الاشتباكات التي شهدها خان يونسف وأسفرت عن مصرع جنديين وإصابة 3 آخرين.