عباس الجمعة:ليس أمامنا سوى الوحدة لمواجهة المخاطر المحدقة

عباس الجمعة:ليس أمامنا سوى الوحدة لمواجهة المخاطر المحدقة


قال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة "ان ما يجري على اليوم على الارض الفلسطينية من عدوان واستيطان وهجمة سرسة لتهويد القدس كلها تؤكد بل شك أن العالم اجمع يعرف ذلك ويعرف أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف الى تغيير معالم القدس العربية وتفريغها من سكانها وخلق حالة من الأمر الواقع استعدادا لأي مفاوضات قادمة ، وبوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة ، لفرض سياسة الأمر الواقع في القدس الشرقية المحتلة ضمن خططا جهنمية تستهدف الأرض والإنسان والمقدسات على حد سواء".

واضاف "نحن نرى في جبهة التحرير الفلسطينية انه لن يتكمن احد من تغيير الحقيقة الساطعة بان القدس عربية رغم كل الظروف الحالية الصعبة وسوف يدافع عنها أهلها وشعبها وأمتها حتى تستعيد عروبتها وإسلاميتها وتكون عاصمة للدولة الفلسطينية ،وهذا يتطلب توحيد كل الجهود الفلسطينية واستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام ، وهذا يتطلب ايضا من امتنا العربية والإسلامية والقوى الأممية لجم حكومة الاحتلال ووقف سياساتها ومخططاتها العدوانية في القدس والأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة ".

وقال "أن للقدس مكانة عالية في نفوس العرب والمسلمين، نظراً لمكانتها التاريخية على مدى العصور، على رغم ما مرت به من صراعات متكررة، موضحاً استمرار الأطماع الاستعمارية في هذه المدينة التي كان آخرها الاحتلال الصهيوني وما تتعرض له من تهويد واستيطان وهدم بيوت وتشريد لأهلها".

وقال "أن الأوضاع الحالية قد تؤدي إلى انتفاضة شعبية، واعتبر ان تصريحات نتنياهو الأخيرة حول الاستيطان شكلت صفعة وتحدياً سافراً للجانب الفلسطيني والعرب والمسلمين، حيث أكد انه لا قدس ولا عودة، الأمر الذي لن يترك مجالا لاي عملية سلام، وأكد ان الحديث عن التسوية والسلام إنما هو تضليل وخداع لكسب إسرائيل الوقت للاستمرار في برنامجها العدواني على الارض، موضحا ان الموقف الاميركي انما هو للتغطية على الموقف الاسرائيلي، واضاف ان شعبنا مصمم على الاستمرار في كفاحه الوطني من خلال تصديه لكل اجراءات الاحتلال في القدس والضفة الغربية حتى نيله حريته واستقلاله وعودته الى دياره ".

وأضاف" وأن إعلان المفاوض الفلسطيني عشية القمة العربية عن وصول مسيرة المفاوضات او ما سمي بخيار السلام الرسمي العربي إلى طريق مسدود، وإمعان الاحتلال في نهب الأرض وتهويد القدس والمقدسات والسطو على التراث وفرض الحصار والظلم والقهر، الأمر الذي فاقم معاناة الشعب ويراكم فقره وضيقه، وزاد من عمق إحساسه بالإهانة والمهانة القومية والدينية. كل ذلك هي مقومات لاندلاع انتفاضة شعبية جديدة".

وشدد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وانجاح الجهد المصري بخصوص الحوار واتمام المصالحه ، ولذلك يجب أن يظل الدور المصري حاضراً حتى لو كان هناك بعض الملاحظات حول بنود في الورقة المصرية، فهذا لا يقلل أبداً من الدور المصري.. نأمل في نهاية الأمر أن نتوصل إلى صيغة تقودنا إلى توقيع المصالحة، وعلى هذا الاساس تكتسب دعوات تفعيل وتطوير منظمة التحرير ومؤسساتها ضرورة وطنية ملحة، لا يمكن تجاهلها، لتعزيز وحدة النضال الوطني التحرري في مواجهة الاحتلال وللحفاظ على منظمة التحرير اطارا ائتلافيا عريضا وجامعا لقوى شعبنا السياسية والاجتماعية، ومرجعية عليا لنضاله وممثلا يعكس وحدته السياسية وهويته النضالية، بل هي كيان معنوي وهوية سياسية لشعبنا في داخل الوطن وخارجه وفي العمق تعكس وتصون قضية اللاجئين التي تشكل جوهر القضية الفلسطينية والذين يزيد عددهم عن نصف الشعب الفلسطيني موزعين في بلدان اللجوء والمخيمات داخل الوطن وعلى امتداد بلدان المهاجر والمنافي".

وبخصوص اللقاءات التي تمت بين حركتي فتح وحماس في دمشق ، قال "نأمل ان تشكل هذه اللقاءات خطوة باتجاه المصالحة.. لا نريد أن نفتح سجل الماضي، ولا نريد أن ننبش في الخلاف والإفرازات السلبية التي أوجدها، الآن هناك مواقف إيجابية لحماس ومواقف إيجابية لفتح، نأمل أن نستفيد منها في إنهاء الوضع المؤسف الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، والعمل من اجل انهاء الانقسام ، واللقاءات في سوريا حسب ما علمنا كانت ايجابية ، وسوريا لها دور طليعي في توحيد الصف الفلسطيني ، يكفينا فخرا ان سوريا ما زالت في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية وتعتبرها القضية القومية للامة العربية ".

ومع اقتراب انعقاد القمة العربية اعرب عن امله أن تخرج هذه القمة بقرارات أفضل من القرارات السابقة خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات , مؤكدا على أنه إذا لم يجر تغير نوعي في السياسات العربية الرسمية وبالحركات الشعبية العربية وبشكل خاص انتفاضة شعبية فلسطينية، فإن الإدارة الأمريكية لن تغير مواقفها ولن تضغط على اسرائيل مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يقنعنا أحد أن كل هذه الممارسات من قبل نتتياهو وحكومته هي بمعزل عن ضوء أخضر أمريكي،داعيا إلى اتخاذ قرار عربي برفض أية مفاوضات مع حكومة العدو الذي أثبتت بأنها "غير معنية ولا ترغب في السلام، وهذا ما يثبت من خلال استمرارها في مشاريعها الاستيطانية، وإجراءاتها التهويدية للقدس والمسجد الأقصى" .

وثمن الجمعة قرار موريتانيا بإغلاق سفارة دولة الاحتلال الاسرائيلي في نواكشوط، وقطع علاقاتها الدبلوماسية نهائياً معها. ودعا ا الدول العربية التي تقيم علاقات مع اسرائيل إلى الاقتداء بالخطوة الموريتانية بقطع هذه العلاقات، رفضاً " لسياسات الاحتلال العنصرية والإرهابية ضد شعبنا الفلسطيني، وتهديده لأمن ومصالح المنطقة العربية.