المواضيع الأخيرة | » مجدلاني: الحل السياسي بسوريا سيعيد الاعتبار لاولوية القضية الفلسطينيةالسبت 19 ديسمبر 2015, 3:02 pm من طرف montaser» النضال الشعبي تدين قتل الشابين احمد جحاجحة وحكمت حمدانالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:19 pm من طرف montaser» جبهة النضال برفح تلتقي بقيادة حركة حماس بمناسبة ذكرى انطلاقتهاالخميس 17 ديسمبر 2015, 3:15 pm من طرف montaser» وفد من النضال يهنيء الرفاق في الشعبية بذكرى الانطلاقةالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:40 pm من طرف montaser» النضال الشعبي تدين اقتحام الاحتلال لمكاتب فصائل المنظمة بجنينالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:35 pm من طرف montaser» النضال الشعبي تشارك الشعبية بذكرى انطلاقتها بمخيم جرماناالسبت 12 ديسمبر 2015, 3:25 pm من طرف montaser» النضال الشعبي تهنئة الشعبية بمناسبة انطلاقتها في الباردالجمعة 11 ديسمبر 2015, 7:16 pm من طرف montaser» د.مجدلاني يستقبل القنصل الايطالي لويجي ماتيرلوالجمعة 11 ديسمبر 2015, 2:38 pm من طرف montaser» د.مجدلاني يلتقي السفير الصيني لدى فلسطينالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:31 pm من طرف montaser» النضال الشعبي في سورية تستقبل وفد اللجنة التحضيرية للمهندسين الفلسطينيينالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:26 pm من طرف montaser» النضال الشعبي تدين الحكم الصادر بحق النائب جرارالثلاثاء 08 ديسمبر 2015, 7:23 pm من طرف montaser» لنضال الشعبي تعقد اجتماعا لفرع المخيمات ولنضال الطلبة وتشارك بندوة حول “الهبة الجماهيرية السبت 05 ديسمبر 2015, 2:37 pm من طرف montaser» د. مجدلاني يلتقي رئيس ديوان وزير الخارجية البلجيكيةالسبت 05 ديسمبر 2015, 7:46 am من طرف montaser» د. مجدلاني يلتقي وفد قيادات شابه من الشرق الاوسط بحضور نواب في البرلمان الاوروبي في بروكسلالجمعة 04 ديسمبر 2015, 8:11 am من طرف montaser» جبهة النضال الشعبي تنعي القائد الوطني الكبير عضو مكتبها السياسي اللواء خالد شعبانالجمعة 11 أبريل 2014, 6:24 pm من طرف montaser» العطاونة يؤكد أهمية الالتزام بمبادئ الإجماع الوطنيالأربعاء 28 أغسطس 2013, 5:27 pm من طرف محمد العرجا» شباب النضال برفح ينظم دورة تدريبية بعنوان ( إعداد قيادة شابة ) الإثنين 08 أبريل 2013, 12:18 am من طرف محمد العرجا» خلال اجتماعه الدوري : شباب النضال برفح يبحث استعداداته لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطينيالجمعة 05 أبريل 2013, 11:54 pm من طرف محمد العرجا» شباب النضال في قطاع غزة ينعى شهيد الحركة الأسيرة اللواء\ ميسرة أبو حمديةالأربعاء 03 أبريل 2013, 12:35 am من طرف محمد العرجا» شباب النضال بقطاع غزة يهنئ المرأة الفلسطينية بيوم المرأة العالميالأحد 10 مارس 2013, 11:35 pm من طرف محمد العرجا» النضال الشعبي مخيم نور شمس :سياسة تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين تنذر بمخاطرالأحد 10 مارس 2013, 11:34 pm من طرف محمد العرجا» د. مجدلاني يلتقي ممثل اليابان ويؤكد دولة فلسطين تسعى لسلام حقيقي وشامل في المنطقةالأحد 10 مارس 2013, 11:32 pm من طرف محمد العرجا» وفد من النضال الشعبي يقدم العزاء بوفاة النقابي خالد عبد الغنيالأحد 10 مارس 2013, 11:31 pm من طرف محمد العرجا» شباب النضال بقطاع غزة يعقد اجتماعه الدوري لمناقشة القضايا الشبابيةالأحد 10 مارس 2013, 12:11 am من طرف محمد العرجا» شباب النضال بقطاع غزة يدعو الشباب الفلسطيني لتحديث بياناتهم بالسجل الانتخابي الإثنين 11 فبراير 2013, 12:07 am من طرف محمد العرجا» شباب النضال بقطاع غزة يدعو المجتمع الدولي إلى حماية أسرانا في سجون الاحتلالالإثنين 04 فبراير 2013, 11:41 pm من طرف محمد العرجا» شباب النضال بقطاع غزة يهنئ موقع دنيا الوطن لحصوله على المركز الأول في فلسطين الإثنين 04 فبراير 2013, 11:39 pm من طرف محمد العرجا» النضال الشعبي برفح تعقد اجتماع موسع لقيادة الفرع و للهيئات التنظيمية والنقابيةالإثنين 04 فبراير 2013, 10:50 pm من طرف محمد العرجا» النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقسالإثنين 04 فبراير 2013, 10:49 pm من طرف محمد العرجا» النضال الشعبي تنعى المناضل التقدمي الرفيق نمر مرقسالإثنين 04 فبراير 2013, 10:47 pm من طرف محمد العرجا |
انت الزائر |
.: عدد زوار المنتدى :.
|
|
| القصة الحقيقة لاغتيال عاطف بسيسو | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
همام أبو مور مشرف
عدد المساهمات : 16064 تاريخ التسجيل : 09/01/2010 العمر : 44 الموقع : قطاع غزة / رÙØ
| موضوع: القصة الحقيقة لاغتيال عاطف بسيسو الجمعة 26 مارس 2010, 9:53 pm | |
| شكل قتل الإنسان الفلسطيني إحدى الوسائل لإرهاب الشعب الفلسطيني وإجباره على مغادرة أرضه ووطنه. وقد تنوعت أسباب القتل ودوافعه عند المنظمات الصهيونية ودولة إسرائيل، ولكنها بقيت دائما تغطية للهدف الرئيسي وهو اقتلاع ذلك الشعب من جذوره ودياره، ولو تطلب الأمر إبادة الفلسطينيين حتى لا يعود لاسم فلسطين ومن ينتسب إليها ذكر أو وجود. فقد كان مصير كل قائد فلسطيني يصل إلى قمة الشهرة والمجد بعد كفاح طويل وسجل حافل بالبطولة والتضحية أن تكون نهايته على يد القتلة أعضاء جهاز المخابرات الإسرائيلية ' الموساد ' . فهذا الجهاز الإسرائيلي الخطير كانت له اليد الطولى في نيل الكثير من رجال وزعماء منظمة التحرير الفلسطينية عندما ضيق عليهم الخناق وطاردهم في شتى إنحاء الأرض واخذ في تصفيتهم جسديا الواحد تلو الأخر … ولكنهم في النهاية قدموا حياتهم فداء وتضحية لوطنهم.تقدمت منظمة التحرير الفلسطينية بطلب إلى اللجنة المنظمة للألعاب الأولمبية في ألمانيا , مشاركة وفد رياضي فلسطيني يمثل منظمة التحرير الفلسطينية , و كان الرد هو الصمت المهين.و في أيلول 1972 افتتحت دورة الألعاب الأولمبية في ميونخ, و قامت مجموعة فلسطينية مسلحة باحتجاز رهائن إسرائيليين من الرياضيين, و انتهت العملية بمقتل الرياضيين الإسرائيليين ثم واصلت دورة الألعاب الأولمبية نشاطها الرياضي بعد توقف 48 ساعة,و استغرقت العملية 12 ساعة.على اثر تلك العملية بدأت الاتهامات الإسرائيلية تلاحق' عاطف بسيسو ' بان ضمن المجموعة المشرفة على التخطيط و تنفيذ عملية' ميونخ ' و رغم انه كان بتونس أثناء تنفيذ العملية..كان اليأس قد دفع مجموعة فلسطينية بتنفيذ عملية ' ميونخ ' نظرا للأضواء الإعلامية العالمية المسلطة على دورة الألعاب الأولمبية, لتحسيس الرأي العام العالمي بقضية الشعب الفلسطيني,و بالمقابل استغلت إسرائيل الصدى الإعلامي لهذه العملية في حينها,لاتخاذ قرار بتصفية كل من شارك بالتخطيط للعملية,و اعتبرت إسرائيل أن الصدى الإعلامي العالمي للعملية يعطيها الشرعية للقيام بمسلسل اغتيالات,للانتقام لمقتل أحد عشر رياضيا إسرائيليا, ووضعت ' الموساد ' اسم ' عاطف بسيسو ' ضمن القائمة السوداء للاغتيالات..اشعلت عملية ' ميونخ ' الحرب السرية بالاتجاهين بلا هوادة ، وتحولت أوروبا إلى مسرح للعمليات الخارجية لمجموعات فلسطينية عديدة ، وبالمقابل دخل الموساد الإسرائيلي الى الميدان يوجه الضربات ويتلقى الضربات أيضاً ، ونتوقف هنا عند إحدى العمليات في ايطاليا ، وهي محاولة تفجير طائرة العال الإسرائيلية ..في عام 1973 قام ' عاطف بسيسو ' بالتوجه الى ايطاليا بجواز سفر عربي باسم ' الطيب الفرجاني ' ، مع مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين . وكان ' الشيخ زكريا ' قد اعتق في ايطاليا قبل وصول المجموعة بفترة ..وطبقاً لخطة العملية فقد حصلت المجموعة على صاروخ من احدى السفارات العربية في روما ، ووضعت الهدف بتفجير طائرة العال الاسرائيلية في مطار روما وبخطأ غير متوقع فقد انكشفت العملية عندما وقع الصاروخ على الارض وكان مموهاً بقماش واشياء ، فاعتقلت المجموعة من قبل البوليس الايطالي ..بعد اعتقال ' عاطف بسيسو ' تعرض للتعذيب ، وتدخلت المخابرات الاسرائيلية للتأكد من شخصية ' الطيب الفرجاني ' المثبته في جواز سفره العربي .اصر ' عاطف بسيسو ' على انه مواطن لتلك الدولة وعلى صحة البينات الواردة في جواز سفره . المخابرات الإسرائيلية أكدت للمخابرات الايطالية أن المعتقل هو ' عاطف بسيسو ' وليس الشخص المسمى ' الطيب الفرجاني ' ، ولكن عاطف رفض الاعتراف بشخصيته الحقيقية .. واثناء اعتقاله اوصل له ' الشيخ زكريا ' رسالة تقول ان الموساد يخطط لتصفية ' عاطف بسيسو ' في السجن . بعد ان فشلت المخابرات الإسرائيلية باثبات شخصية ' عاطف بسيسو ' حاولت القيام بلعبة أخرى لاثبات اتهامها امام الاجهزة الايطالية . فقامت المخابرات الإسرائيلية في غزة باستدعاء والدته أثناء اعتقاله في روما ، وطلبت المخابرات الإسرائيلية من والدته زيارة ولدها في السجن في ايطاليا ان رغبت بذلك ، ففهمت والدته القصد الخبيث ، ورفضت بدورها الاعتراف مطلقاً بان ابنها معتقل في ايطاليا او انها ترغب بالسفر ..كان ' عاطف بسيسو ' يتوقع في السجن خطوة كهذه ، بان يتم جلب احد افراد اسرته لزيارته ولكشف شخصيته ، فهيأ نفسه بعدم التعرف على أي زائر .. وفشلت محاولة المخابرات الاسرائيلية مرة اخرى ، فخططت لاغتياله ، هذه المرة بعد ان قامت السلطات الايطالية بالافراج عنه بحيث يتوجه الى ليبيا .. فأقلعت طائرة عسكرية ايطالية تحمل ' عاطف بسيسو ' و 'غسان طه ' باتجاه ليبيا وقامت بالهبوط في قاعدة عسكرية بريطانية في مالطا ،وكان معهما عدد من كبار الضباط في الأمن الايطالي ،وواصلت الطائرة رحلتها الى أحد المطارات الليبية فنزل ' عاطف بسيسو 'و 'غسان طه ' وعادت الطائرة وأقلعت في الجو .. وبعد دقائق انفجرت الطائرة في الجو ، وقتل الطاقم الايطالي والوفد العسكري . وبقيت هذه القضية لغزاً في ايطاليا ، حتى أن البرلمان الايطالي أثار هذه القضية مجدداً في عام 1996 حول اسباب انفجار الطائرة في الجو ومقتل كبار الضباط الايطاليين .. كانت عملية مطار روما من العلامات البارزة في حياة ' عاطف بسيسو ' في مرحلة تحطيم الزجاج قبل أن يبدأ بإصلاح الزجاج المحطم .وفي عام 1974 وبعد الاعتراف العربي والدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ، اتخذت منظمة التحرير قراراً بإعادة تنظيم أجهزتها الأمنية ومن ضمن تلك القرار تأسيس ' جهاز الامن الموحد ' برئاسة صلاح خلف 'أبو اياد ' باعتباره الجهاز الامني المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وطبقاً لهذا القرار والتوجه والمهام يفترض ان يتشكل من كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، كما اتخذت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية قراراً بتشكيل جهاز الأمن والمعلومات ' الامن المركزي ' برئاسة ابو الهول وتحددت مهام هذا الجهاز بحركة ' فتح' فقط .كان 'عاطف بسيسو ' الرجل الثالث في جهاز الأمن الموحد اسمياً ، والثاني فعلياً وفي مرحلة لاحقة أوكل له' أبو إياد' إدارة الأمن في جهاز الأمن الموحد . وجرى تعيين ' أمين الهندي ' نائباً لرئيس الجهاز ، وفي مرحلة لاحقة تولى كلا الرجلين أمين الهندي وعاطف بسيسو مهمة نائب لرئيس جهاز الأمن الموحد كل باختصاص ومهام ، وخاصة بعد عام 1982 تحددت القيادة الأولى لجهاز الامن الموحد ، بقيادة ثلاثية ' ابو اياد ' ، ' أمين الهندي ' ، 'عاطف بسيسو ' .ومع تأسيس جهاز الأمن الموحد ، بدأت في حياة عاطف بسيسو مرحلة العمل الأمني الخلاق ، فقد تشكل هذا الجهاز من كوادر بخبرات خاصة ، وتميزت معظم كوادره ممن شاركوا في عمليات خارجية فاتجه ' أبو اياد ' الى تدريب كوادر جديدة واستقطاب كفاءات أمنية وأوكل هذه المهمة لمدير الأمن ' عاطف بسيسو ' وحول هذه المهمة يقول ' عاطف بسيسو ' : ' لقد كانت مهمتي صعبة بعد ان أصبحت الثورة الفلسطينية تواجه هجمة استخبارية دولية ، كان لدي طريقتي الخاصة باستقطاب العناصر والكفاءات لتدريبها وتكوينها ضباط أمن لدى بعض المخابرات في العالم أسلوب بطلب علني من خلال وسائل الاعلام تجنيد ضباط أمن ، ولو فعلنا ذلك لتبرعت بعض أجهزة المخابرات بعناصر مدسوسة لذلك اتبعنا طريقة معقدة بترشيح أي عنصر للعمل في جهاز الأمن الموحد ' .
- مكافحة التجسس .
تولى ' عاطف بسيسو ' مسئولية ادارة مكافحة التجسس في جهاز الامن الموحد ، في ظل اصعب الظروف الامنية التي عاشها لبنان بعد اندلاع الحرب الاهلية في عام 1975 ، حيث تحول لبنان الى ساحة تستقطب اهتمام معظم اجهزة المخابرات في العالم ، وكان للعديد من اجهزة المخابرات العالمية نشاطها السري في لبنان من خلال افراد وشبكات تجسس وتداخل مع نشاط بعض التنظيمات اللبنانية ' الكتائب ' .ونجحت ادراة مكافحة التجسس بالكشف عن العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية والافراد من العملاء ، الذين شكلوا مصدراً هاماً للموساد للحصول على المعلومات السرية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها ، ولكن لبنان تحول فعلاً الى ' دوريات امنية ' بفعل الحرب الاهلية ، فكان هنالك اجهزة امن منظمة التحرير الفلسطينية ، واجهزة الامن السورية والمكتب الثاني اللبناني بينما فتحت بيروت الشرقية ' الكتائب ' الباب على مصراعيه بالتنسيق مع الموساد ، اضافة للشريط الحدودي الذي اقامته اسرائيل بعد عام 1978 .ومن اهم الشبكات التجسسية الاسرائيلية ، التي وجهت من قبل الموساد ، والتي قامت بالتسلل الى بعض مواقع العمل الخارجي ولجان العمل الخارجي المضاد لاسرائيل ، مثل قضية اللبناني ' ط. ع' والتي ساعدت شبكته ، الموساد بكشف نوايا عمليات خارجية لمنظمة الصاعقة الفلسطينية ، ثم ساعدت الموساد باغتيال زهير محسن .وقد قام ' عاطف بسيسو ' بالكشف عن هذه الشبكة ومتابعتها بكفاءة عالية والتي كان من ضمن مهامها توجيه ضرب اهداف اسرائيلية من الموساد مثل الكنيس اليهودي وقطار المهاجرين اليهود في المانيا . تمكنت مكافحة التجسس في جهاز الامن الموحد ، من اكتشاف عدد من اجهزة الاتصال السرية الاسرائيلية في لبنان والتي كان الموساد يزود بها عدد من عملائه . وكانت في غاية الدقة والتطور التكنولوجي ، وقد جرى تنسيق بين جهاز الامن الموحد وجهاز المخابرات العامة المصرية لاجراء الدراسات على هذه الاجهزة المتطورة والاستفادة من تطورها في مكافحة النشاط التجسسي الاسرائيلي .وقد استطاع جهاز الامن الموحد اكتشاف جهاز ارسال اسرائيلي في بيروت ، كان يعتبر اهم انجاز تكنولوجي واجريت عليه ابحاث عديدة بالتنسيق مع المخابرات المصرية .يقول ' عاطف بسيسو ' : ' لقد كنا نواجه في لبنان مشكلة حقيقية بالحصول على وسائل اتصال ومعدات كان جهاز الامن الموحد يحتاجها خاصة في ادارة مكافحة التجسس ، ولم نستطع الحصول على الاجهزة المتطورة ، حتى من الكتلة الشرقية او من ' السوق السوداء ' ، وتوصلنا الى قناعة بوجود توجه دولي بعدم حصولنا على اجهزة اتصال متطورة نظراً للجهود المكثفة التي بذلت من طرفنا للحصول على مثل هذه الاجهزة ، وعلى مستوى ' السوق السوداء ' الدولية السرية كانت أيضاً تفرض بيعنا اجهزة محددة بينما كانت تعرض علينا اجهزة اخرى اقل تطوراً ' .هذه المشكلة التي واجهتها اجهزة الامن الفلسطينية كانت تعني ان هنالك سقف للنشاط الامني الفلسطيني في لبنان وخطوط حمراء حددتها توجهات دولية لذلك لم تستطع اجهزة الامن الفلسطينية رصد البث اللاسلكي لشبكات الموساد العاملة في لبنان الا من خلال الكشف عن اعضاء هذه الشبكات التجسسية .ورغم الصعوبات البالغة أحياناً ، تحققت نجاحات نوعية حظيت باعجاب وتقدير اجهزة الامن الدولية الصديقة التي قامت بالتنسيق مع جهاز الامن الموحد وقدرت الاجهزة الصديقة انها تتعامل مع حالة امنية جدية وجهاز ناشئ بكفاءات مما جعل جهاز الامن الموحد يهتم بالتنسيق الامني لتعويض جوانب يحتاجها في عمله ، وتحديداً مع اجهزة المخابرات لدول اوروبا الشرقية ، التي فتحت المجال للدورات الامنية وتعاونت الى قدر كبير بالتنسيق مع جهاز الامن الموحد في متابعة بعض القضايا وكشف هوية ضباط الموساد العاملين في اوروبا .
- مكافحة التجسس .
تولى ' عاطف بسيسو ' مسئولية ادارة مكافحة التجسس في جهاز الامن الموحد ، في ظل اصعب الظروف الامنية التي عاشها لبنان بعد اندلاع الحرب الاهلية في عام 1975 ، حيث تحول لبنان الى ساحة تستقطب اهتمام معظم اجهزة المخابرات في العالم ، وكان للعديد من اجهزة المخابرات العالمية نشاطها السري في لبنان من خلال افراد وشبكات تجسس وتداخل مع نشاط بعض التنظيمات اللبنانية ' الكتائب ' .ونجحت ادراة مكافحة التجسس بالكشف عن العديد من شبكات التجسس الاسرائيلية والافراد من العملاء ، الذين شكلوا مصدراً هاماً للموساد للحصول على المعلومات السرية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها ، ولكن لبنان تحول فعلاً الى ' دوريات امنية ' بفعل الحرب الاهلية ، فكان هنالك اجهزة امن منظمة التحرير الفلسطينية ، واجهزة الامن السورية والمكتب الثاني اللبناني بينما فتحت بيروت الشرقية ' الكتائب ' الباب على مصراعيه بالتنسيق مع الموساد ، اضافة للشريط الحدودي الذي اقامته اسرائيل بعد عام 1978 .ومن اهم الشبكات التجسسية الاسرائيلية ، التي وجهت من قبل الموساد ، والتي قامت بالتسلل الى بعض مواقع العمل الخارجي ولجان العمل الخارجي المضاد لاسرائيل ، مثل قضية اللبناني ' ط. ع' والتي ساعدت شبكته ، الموساد بكشف نوايا عمليات خارجية لمنظمة الصاعقة الفلسطينية ، ثم ساعدت الموساد باغتيال زهير محسن .وقد قام ' عاطف بسيسو ' بالكشف عن هذه الشبكة ومتابعتها بكفاءة عالية والتي كان من ضمن مهامها توجيه ضرب اهداف اسرائيلية من الموساد مثل الكنيس اليهودي وقطار المهاجرين اليهود في المانيا . تمكنت مكافحة التجسس في جهاز الامن الموحد ، من اكتشاف عدد من اجهزة الاتصال السرية الاسرائيلية في لبنان والتي كان الموساد يزود بها عدد من عملائه . وكانت في غاية الدقة والتطور التكنولوجي ، وقد جرى تنسيق بين جهاز الامن الموحد وجهاز المخابرات العامة المصرية لاجراء الدراسات على هذه الاجهزة المتطورة والاستفادة من تطورها في مكافحة النشاط التجسسي الاسرائيلي .وقد استطاع جهاز الامن الموحد اكتشاف جهاز ارسال اسرائيلي في بيروت ، كان يعتبر اهم انجاز تكنولوجي واجريت عليه ابحاث عديدة بالتنسيق مع المخابرات المصرية .يقول ' عاطف بسيسو ' : ' لقد كنا نواجه في لبنان مشكلة حقيقية بالحصول على وسائل اتصال ومعدات كان جهاز الامن الموحد يحتاجها خاصة في ادارة مكافحة التجسس ، ولم نستطع الحصول على الاجهزة المتطورة ، حتى من الكتلة الشرقية او من ' السوق السوداء ' ، وتوصلنا الى قناعة بوجود توجه دولي بعدم حصولنا على اجهزة اتصال متطورة نظراً للجهود المكثفة التي بذلت من طرفنا للحصول على مثل هذه الاجهزة ، وعلى مستوى ' السوق السوداء ' الدولية السرية كانت أيضاً تفرض بيعنا اجهزة محددة بينما كانت تعرض علينا اجهزة اخرى اقل تطوراً ' .هذه المشكلة التي واجهتها اجهزة الامن الفلسطينية كانت تعني ان هنالك سقف للنشاط الامني الفلسطيني في لبنان وخطوط حمراء حددتها توجهات دولية لذلك لم تستطع اجهزة الامن الفلسطينية رصد البث اللاسلكي لشبكات الموساد العاملة في لبنان الا من خلال الكشف عن اعضاء هذه الشبكات التجسسية .ورغم الصعوبات البالغة أحياناً ، تحققت نجاحات نوعية حظيت باعجاب وتقدير اجهزة الامن الدولية الصديقة التي قامت بالتنسيق مع جهاز الامن الموحد وقدرت الاجهزة الصديقة انها تتعامل مع حالة امنية جدية وجهاز ناشئ بكفاءات مما جعل جهاز الامن الموحد يهتم بالتنسيق الامني لتعويض جوانب يحتاجها في عمله ، وتحديداً مع اجهزة المخابرات لدول اوروبا الشرقية ، التي فتحت المجال للدورات الامنية وتعاونت الى قدر كبير بالتنسيق مع جهاز الامن الموحد في متابعة بعض القضايا وكشف هوية ضباط الموساد العاملين في اوروبا . لم تكن شخصية ' عاطف بسيسو' معروفة على صعيد الثورة الفلسطينية بشكل علني, و اختار لنفسه طرقا منذ البداية بعيدا عن الأضواء ووسائل الإعلام, فلم يتحدث مطلقا لأي صحيفة أو وسيلة إعلام طوال حياته , و لم تظهر صوره الشخصية من خلال وسائل الإعلام مطلقا إلا بعد استشهاده, و كان الوصول إليه يتطلب معرفة شخصية.حدد أيضا علاقاته الشخصية بما يخدم خططه الأمنية التي عكف على ابتكارها و توظيفها غي عملية بناء متواصلة في كل الظروف لجهاز الأمن الموحد.و أمام كل نجاح حققه كان يشعر بمزيد من الحذر من اغتيال متوقع, ثمنا لذلك النجاح الأمني.' أبو اياد ' كان مهندس نظرية ' تسخير العمل الأمني خدمة للأهداف السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية', بهدف تثبيت شرعية منظمة التحرير الفلسطينية و قرارها السياسي ضمن المعطيات التي كانت قائمة آنذاك, عربيا و دوليا و فلسطينيا.منذ البداية حدد قناعاته داخل حركة ' فتح' و منظمة التحرير الفلسطينية بالعمل في ظل ' أبو اياد ', و هذا الاختيار معروف و سجل لعاطف بسيسو و مشهود على مستوى حركة ' فتح ' و منظمة التحرير الفلسطينية, التزم بهذا النهج طوال حياته و حتى استشهاد ' أبو اياد ' و بقى وفيا لنهج معلمه.كانت عملية الانتقال من جهاز إلى جهاز آخر في حركة 'فتح' عملية ممكنة و سهلة أيضا, و لكن ارتباط عاطف بـ' أبو اياد' تجاوز حدود العلاقة النضالية و العملية إلى العلاقة الأبوية..شان العديد من الكوادر و القيادات الذين ارتبطوا معنويا بالرموز التاريخية لحركة'فتح', و عندما اختفى أمين الهندي في لبنان بحادث أعلن ' أبو اياد' استنفارا في جهاز الأمن الموحد للبحث عنه و كان يصرخ في وجه معاونيه :انه أمين..ولدي!! جمعت المحبة و التضحية و الإخلاص هؤلاء الرجال , فكانت قيادة تاريخية لجهاز الأمن الموحد..في عام 1982 كان ' عاطف بسيسو' محط الأنظار.. فرفض كل العروض و تمسك بقائده ' أبو اياد ', رفض الملايين من الدولارات,مليوني دولار رفضها' عاطف بسيسو ' مقابل موقف سياسي في مشروع سياسي في المنطقة العربية.. و شهد ' أبو اياد' صلابة ' عاطف بسيسو ' و تمسكه بقضية شعبه..تحدث ' عاطف بسيسو' عن هذه الحادثة, ساخرا بمرارة من البعض الذين استنكروا عليه هوايته المعروفة بقيادة السيارات, و عندما اقتنى في لبنان سيارة حديثة مكشوفة'sport', اشتراها من ماله الخاص المرسل إليه من أهله في قطاع غزة..انبه ' أبو اياد ' على شراء هذه السيارة فقال له: انك تعلم كيف اشتريت السيارة من مالي الخاص..'.فقال ' أبو اياد ' و لكنهم لا يعلمون..ومنذ تأسيس جهاز الأمن الموحد طبق ' أبو اياد ' سياسة ثابتة تميز بها الجهاز, سياسة التقشف و أحيانا لدرجة الزهد, لان ' أبو اياد ' كان يرى بان المال مفسدة..و عايش ' عاطف بسيسو' رحلة التقشف كاملة, و لم يتعارض معها, و رفض أن يتجه لأي جهاز آخر في منظمة التحرير الفلسطينية ربما كانت سياسته المالية مختلفة, رغم العروض المتكررة في بداية الطريق, حتى وصل البعض إلى قناعة.. عندما تجاوز ' عاطف بسيسو' حدود الرفض إلى العمل الجاد على محاربة التجاوزات, فرفض دائما منح الشرعية لأي خطا أو مخطئ , فكان مشاكسا, و رغم دبلوماسيته المعروفة, لم تسعفه بالتستر على تجاوزات مرفوضة, فحاربها بالقنوات الشرعية من خلال' أبو اياد' و قيادة الثورة الفلسطينية.بشخصيته المتميزة, و أسلوبه الساخر تغلب على عجزه عن معالجة أمور و قضايا لم يستطع معالجتها, لكنه لم يمنحها شرعية مطلقا..كانت لديه قدرة على جذب محدثيه,فاستطاع بناء علاقات مع شخصيات سياسية و إعلامية, استخدم فيها سعة اطلاعه و خبرته و إدراكه لخفايا الأمور, و لم يعرف الثرثرة مطلقا في القضايا الأساسية السرية, كما تعامل مع دائرة علاقاته العامة بسرية أيضا و لم يكن من السهل حصر هذه العلاقات.. لم يكن مغرورا و لكنه كان واثقا بنفسه و يخشى الفشل دائما, قبل أن يقوم بأي عمل كان يضع أمامه كافة الاحتمالات, يحاول أن لا يترك احتمالا مهما كان ضعيفا..و لم يتحدث مطلقا يوما بغرور مع جهاز الأمن الموحد, كما لم يقلل من شانه,كان يضع الجهاز ضمن الوضع الحقيقي الذي وصل إليه,إيجابا و سلبا و يسعى لتطوير الجهاز,فقد أعطى معظم وقته لبناء الجهاز منذ تأسيسه و على مدى 18 عاما, بدون انقطاع و في كل الظروف, مع رفاقه في قيادة الجهاز..بعد عمليتي فيينا و روما في نهاية عام 1985, قام ' عاطف بسيسو ' بزيارة النمسا , و اجتمع مع وزير الداخلية النمساوي, حيث كانت النمسا قد أقامت علاقات للتنسيق الأمني مع جهاز الأمن الموحدة و كان الوزير النمساوي غاضبا في الاجتماع و اخذ يهدد بأنه سيقطع دابر الإرهاب ..أجابه ' عاطف بسيسو ':'لن تستطيع القضاء على الإرهاب, أنا هنا في النمسا و أستطيع غدا أن ادخل أسلحة إلى النمسا و مسدسا إلى مكتبك إن أردت, القضية ليست الإجراءات الأمنية و إنما في القضية الأساسية التي تحتاج إلى حل و هي القضية الفلسطينية و لن يتم القضاء على الإرهاب بدون حل جذري للقضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية'.عاد الوزير إلى الهدوء, و فهم قصد ' عاطف بسيسو' أن أسلحة أدخلت النمسا في السابق من خلال فرقة موسيقية أوروبية!!كان ' عاطف بسيسو ' يشارك رسميا في مدريد باجتماعات الوفود الامنية لكافة الدول المشاركة في مؤتمر مدريد ، كما عقد اجتماعات تنسيق مع اجهزة الامن الاسبانية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع جهازالامن الموحد . وكان المطلوب ايضا ، تأمين اتصالات اعضاء الوفد مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس اثناء انعقاد المؤتمر واجتماعات خاصة في مدريد بصورة سرية ، وقد استطاع القيام بمهمتة بنجاح كبير حتى طريقة خروج ودخول بعض اغضاء الوفد من ابواب خلفية لاجتماعات مع مسؤولين في منظمة التحريرالفلسطينية والعودة لقاعة الاجتماعات بعيداً عن الاعين ، بتنسيق مع اجهزة الامن الاسبانية.استغرقت مهمة ' عاطف بسيسو ' في مدريد عشرة ايام ، قبل واثناء انعقاد المؤتمر ، ولعب دوراً بارزاً في هذا المؤتمر انطلاقا من ايمانه بأهمية هذا المؤتمر لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني . على هامش انعقاد المؤتمر ، شارك بالاجتماعات الامنية لوفود الدول المشاركة ، واجتمع رسمياً مع وفد امني من وكالة المخابرات المركزية الامريكية وفتحت البوابة الكبرى ، وكان ذلك الاجتماع الرسمي تتويجاً لاتصالات سابقة ولكن 'الموساد' الاسرائيلي بدأ بالعد التنازلي منذ انعقاد المؤتمر والنجاح الذي حققه ' عاطف بسيسو ' .خلال انعقاد المؤتمر وصلت تعليمات من الرئيس 'ابو عمار ' برغبته بالاجتماع سراً وخارج اسبانيا مع الوفد المشلرك في المؤتمر ، وقام عاطف بسيسو باجراءات العملية ، وارسل مع د. نبيل شعت رسالة الى اعضاء الوفد ذات مضمون غامض ، شخصية هامة ترغب بلقاء الوفد سراً . وتجمع اعضاء الوفد الفلسطيني ، دون معرفتهم بالشخصية التي ترغب بالاجتماع معهم او مكان اللقاء ، وكان عاطف بسيسو حريصاً على سرية الموضوع بدرجة قصوى . - الموساد وعصابات المافيا .. خطة اغتيال عاطف بسيسو : خلال شهري نيسان وآيار 1992 ، كانت اجهزة الامن الفلسطينية قد حصلت على معلومات من مصادر امنية مختلفة ومنها دول اوروبا الغربية ، بموجب التنسيق الامني وتبادل المعلومات ، بان الموسساد الاسرائيلي اعد قائمة سوداء لعدد من مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية للاغتيال قبل الانتخابات الاسرائيلية ، وشعر ' ابو عمار' ان اسرائيل تدبر عملية خطيرة في شهر نيسان وتذكر شهداء اللجنة المركزية . فقد نفذت الموساد اغتيال القادة في عملية الفردان وابو جهاد في نيسان . وحاول ابو عمار ان لا يستقر في مكان فقام بزيارات لدول عديدة بهدف تفويت الفرصة على المخابرات الاسرائيلية ، وطلب من مساعديه اخذ الحيطة والحذر خاصة في اوروبا .. ومنهم كان ' عاطف بسيسو ' .الاحساس الداخلي لابو عمار دفعه للابتعاد فترة عن تونس ، حتى سقطت الطائرة في الصحراء الليبية ' طائرة النجاة ' في نيسان 1992 .كانت طائرة ابو عمار قد رصدت تحركاتها المخابرات الاسرائيلية حتى سقوطها ، لانها كانت هدفاً أساسياً للموساد . وقد تأكد ذلك بالدليل القاطع بعد الحادث ، عندما قامت اذاعة اسرائيل ببث تسجيل صوتي لنداءات الاستغاثة التي وجهها قائد الطائرة في الصحراء الليبية قبل سقوطها . وقالت اذاعة اسرائيل ان احد الهواة الاسرائيليين قام بتسجيل النداءات !!طبعاً المسألة واضحة ان يتابع احد ' الهواة ' نداءات طائرة ابو عمار على بعد الاف الاميال باجهزة متطورة لغاية !! والحقيقة ان المخابرات الاسرائيلية تابعت ' الهدف ' حتى سقوط الطائرة .خلال تلك الفترة كان الاحساس بالموت يسيطر على ' عاطف بسيسو ' فهناك جهتان تتسابقان للوصول اليه ، تنظيم ابو نضال والموساد الاسرائيلي . وكان لديه معلومات حول خطر يتهدد حياته من احدى الجهتين .وفي منزله بتونس سيطرت اجواء القلق على المنزل ، ولاول مرة ، فاخذ احتياطات امنية مشددة في المنزل فمنع اطفاله من اللعب بحديقة المنزل ، وكان متوتراً على غير عادته . اوصى زوجته باخذ الحيطة والحذر وخاصة اثناء خروجها من المنزل مع الاطفال . استغربت زوجته كل تلك الاجراءات والحذر والتوتر ، فقالت له : لقد كنت في السابق تتعرض لمحاولات اغتيال وتنجو منها .. ما الذي تغير الان ؟لقد تعرضت في لبنان لمحاولة اغتيال من تدبير الموساد وبواسطة الجاسوسة ' امينة المفتي ' وغير ذلك ، لماذا هذا القلق ؟!في بيروت كانت الجاسوسة امينة المفتي اختارت السكن في بناية مجاورة لمنزله ، واكتشفها الامن الفلسطيني واعترفت انها كانت ترصد تحركات ' عاطف بسيسو ' لاغتياله على يد الموساد ، وجرى لاحقاً تسليم الجاسوسة لاسرائيل وتمت المبادلة باسرى من منظمة التحرير الفلسطينية وهما : مهدي بسيسو ' ابو علي ' ووليام نصار . تعرض أيضاً لكمين نصبه تنظيم ابو نضال لاغتيال ' عاطف بسيسو ' في عام 1990 في دولة اوروبية ، ونجا عاطف من تلك المحاولة ، بعد انشقاق عاطف ابو بكر وعبد الرحمن عيسى .قال ' عاطف بسيسو ' لزوجته : ' المرحلة الان خطيرة للغاية .. من يسلم فقد سلم '! تغير سلوكه قبل ان يغادر تونس بفترة وجيزة ، فقد تزايد الاحساس الداخلي بالموت ، فاصبح ياخذ اطفاله معه الى الجبل في تونس ويجلس منفرداً لساعات يفكر .. لاحظ زملائه في الجهاز انه تحول الى اللامبالاة في الاحتياطات الامنية والحذر الذي تعود عليه طوال حياته ، فاصبح يردد : ' لا يمنع حذر من قدر ' .من الواضح ان مخاوف ' عاطف بسيسو ' لم تكن بسبب التحذيرات التي تلقاها من مصادر مختلفة ، وانما نابعة من احساس داخلي .. لكنه سرعان ما تجاوز ذلك الاحساس وواصل نشاطه في منتصف ايار 1992 ، فقد حدد خط رحلة عمل لعدة دول في العالم ، وكان خط السير : ' تونس – مدريد – هافانا – برلين – باريس - مارسيليا – تونس ' .اتصل ' عاطف بسيسو ' بعدنان ياسين ، بسفارة فلسطين بتونس ، والذي اكتشف لاحقاً تعاونه مع المخابرات الاسرائيلية ، وكان عادة ما يتولى ضمن نطاق عمله في سفارة فلسطين متابعة الشئون والقضايا الجمركية والتسهيلات التي منحتها الخارجية التونسية لسفارة فلسطين ، وطلب من عدنان ياسين القيام بالاجراءات الجمركية لادخال سيارة الى تونس قادمة بالباخرة من ميناء مرسيليا .وكان اخ زوجته ديما السبع المقيم في الولايات المتحدة الامريكية قد اتصل بعاطف بسيسو وابلغه بانه سيرسل له سيارة لاندروفر للصيد ، نظراً لمعرفته بهواية ' عاطف بسيسو ' ، فاتفقا على ان يرسل السيارة بالباخرة الى ميناء مرسيليا ، حيث سيقوم ' عاطف بسيسو ' بشحن السيارة الى ميناء تونس . في فترة سابقة كان عدنان ياسين قد التقى بـ ' عاطف بسيسو ' في باريس في فندق الميريديان اثناء احدى زياراته لفرنسا ، وبعد ذلك كان عدنان ياسين يحاول اسداء أي خدمة لعاطف بسيسو .. ولكن هذه المرة كانت ' خدمة قاتلة ' .. كما ادى خدمة ملغومة لابو مازن ' محمود عباس ' بشحن اثاث مكتبه بعد ان زرعت به الموساد اجهزة تنصت وفي تونس أيضاً قبل ان يكتشف عدنان ياسين وقد زرعت الاجهزة الدقيقة في ظهر المقعد الذي كان يجلس عليه ابو مازن وفي مصباح المكتب الخاص بالقراءة والكتابة .وبهذا تحدد خط سير ' عاطف بسيسو ' على الاقل في بعض المحطات من خلال خط سير سيارة اللاندروفر من الولايات المتحدة الامريكية حتى وصولها لتونس . وهذا الامر ابقى ، ربما ، ' عاطف بسيسو ' على اتصال مع عدنان ياسين خاصة في المرحلة الثانية والحاسمة من رحلته ، وبعد ان وصلت سيارة اللاندروفر الى المانيا بدلاً من ميناء مرسيليا نظراً لان اخ زوجته لم يجد باخرة آنذاك تصل الى مرسيليا ، فقام بشحن السيارة الى المانيا .في منتصف ايار 1992 غادر ' عاطف بسيسو ' تونس الى مدريد ، حيث قام بمهمة سريعة ، وواصل رحلته الى كوبا في زيارة رسمية ، بهدف اجراء مباحثات مع اجهزة المخابرات الكوبية ، حول الجالية الفلسطينية في كوبا واستكمال التنسيق بين جهاز الامن الموحد والمخابرات الكوبية بشان مكافحة النشاط الاستخباري الاسرائيلي في امريكيا اللاتينية . كما قام اثناء زيارته التي استغرقت عشرة ايام بمهمات خاصة تتعلق بتواجد ونشاط جهاز الامن الموحد في كوبا وبعض مناطق امريكيا اللاتينية ومتابعة دورات امنية لعدد من الضباط في كوبا .خلال اقامته في كوبا اتصل ' عاطف بسيسو ' بزوجته مرات قليلة ، نظراً لصعوبة الاتصال من كوبا . - معلومات في يوغسلافيا : كان جهاز الامن والمعلومات ' الامن المركزي ' والذي كان يترأسه الشهيد هايل عبد الحميد ' ابو الهول ' ، ومنذ اغتياله في 14 كانون الثاني 1991 ، تولى الاشراف على الجهاز طارق ابو رجب ، والذي تربطه بعاطف بسيسو علاقة نضالية ومودة معروفة على مستوى جهازي الامن الموحد للامن المركزي ، لعبت دوراً هاماً في تحقيق خطوة استراتيجية بدأ بها قادة الجهازين الشهداء ، وتحولت المسئولية الكبيرة الى قيادات امنية ذات كفاءة عالية ' امين الهندي ، طارق ابو رجب ، عاطف بسيسو ' ، شكلوا بعد 14 يناير 1991 وحدة قيادية واحدة كان جهاز الامن والمعلومات قد ركز جهوده في اوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية ، على متابعة نشاط الموساد الاسرائيلي ، وفي يوغسلافيا كان ضابط الامن والمعلومات تميز بالذكاء الحاد والشجاعة وحظيت قدراته بتقدير المسئولين في منظمة التحرير الفلسطينية ، وبعد مطاردة الولايات المتحدة الامريكية لابو العباس بعد عملية اكيلي لاورو ، استطاع ان يقوم بتهريب ابو العباس من يوغسلافيا رغم الرقابة التي تكثفت حول مقر اقامته في براغ عندما استخدم ' بدائل ' وماكياج واشخاص اعدهم بشبه كبير مع ابو العباس وغادروا المقر المشتبه به بموكب يستخدمه ابو العباس عادة لصرف الرقابة ، ثم اكتشفت الرقابة انهم اشخاص عاديون .اما ابو العباس الحقيقي فقد غادر برفقة ضابط الامن الفلسطيني فقط وبسيارة اجرة عادية … الى المطار .قبل 25 يوماً من اغتيال ' عاطف بسيسو ' حصل الضابط على معلومات محددة بان الموساد الاسرائيلي قرر اغتيال ' عاطف بسيسو ' في باريس او تونس والشخصية الثانية كانت امين الهندي الذي خضع لمراقبة الموساد كهدف ثاني .وقام الضابط بابلاغ قيادة جهاز الامن والمعلومات في تونس ليلاً باتصال هاتفي عند الساعة الثالثة فجراً مع طارق ابو رجب .كان ' عاطف بسيسو ' قد غادر الى كوبا ، رغم ان المعلومات لم تكن جديدة ، على المعلومات التي توفرت لجهاز الامن الموحد قبل سفر ' عاطف بسيسو ' ولكنها كانت تحمل تفاصيل دقيقة ، وطلبت استفسارات من ضابط الامن وقدم اجابات عليها حول المصدر .. او المصادر !وقد استطاع جهاز الامن والمعلومات تحديد نوايا الموساد الاسرائيلي بدقة قبل خمسة وعشرون يوماً من اغتيال ' عاطف بسيسو ' ، وكان الموساد خلال الاشهر السابقة قد بدأ يرسم سيناريو الاغتيال ، وبعد عرض صورة ' عاطف بسيسو ' على القتلة والاتفاق معهم على التفاصيل مالياً وخطة التنفيذ ، لم يعرف القتلة اسم الشخص المطلوب اغتياله ، ولكن هنالك من تعرف على صورته قبل تنفيذ العملية .. وبعد ان اشيع لاحقاً في اوساط امنية ، وتمت عملية ربط المعلومات حول مصدر تسريب المعلومات بخصوص اغتيال ' عاطف بسيسو ' حاول الموساد اختطاف ضابط الامن الفلسطيني في يوغسلافيا بنصب كمين له وافلت منهم وكان ذلك بعد اغتيال عاطف بسيسو ' . خلال الاشهر التي سبقت اغتياله ، كانت المخابرات الاسرائيلية الموساد قد احكمت الطوق حول ' عاطف بسيسو ' ووضعت خطط الاغتيال في باريس او في تونس في حالة تعذر التنفيذ في باريس لعدم زيارته لها مثلاً .. رغم حذره الدائم وحرصه ، ولكن بالمقابل كان جهاز الموساد بامكاناته الضخمة يحاصر ' عاطف بسيسو ' .تقول صحيفة معاريف بتاريخ 9/6/1992 : 'وعلى عكس رؤساء التنظيم ابتعد 'عاطف بسيسو ' . ذكر اسمه في جميع وسائل الاعلام ولم يكثر من حب الظهور ، حيث كان مكلفاً بامن الدبلوماسيين التابعين لمظمة التحرير الفلسطينية .. نفذ ذلك بصفة دائمة مرسلون من طرفه الا في عمليات خاصة حيث سافر بنفسه للتنسيق ، وكان ذلك دائماً بشكل سري للغاية ،ودائماً باسماء مستعارة كما هو الحال في سفرته الاخيرة لباريس . بعد اغتيال خليل الوزير ' ابو جهاد ' كان عاطف بسيسو وراء جميع المطالبات لتشديد الحراسة على رجال منظمة التحرير الفلسطينية البارزين في كل مكان في العالم ، وحتى في الدول العربية ، وقد امر جميع البارزين في منظمة التحرير الفلسطينية القادمين الى تونس بعدم النزول في الفنادق حتى لا يكونوا مكشوفين حتى لدوائر الاستقبال .وفي السنتين الاخيرتين اعلن ' عاطف بسيسو ' لرؤساء التنظيم ان عليهم تمليك بعض البيوت الفاخرة في ضواحي تونس لاستقبال واستضافة القياديين القادمين من اماكن مختلفة في العالم ، واصبح يتم استقبال الشخصيات الفلسطينية البارزة واستضافتهم من سلم الطائرة الى هذه البيوت والمسؤولين عن حراستهم هم رجال القوة '17' الذين تحولوا لوحدة كبيرة قائمة بحد ذاتها .الاجراءات التي كان يقوم بها ' عاطف بسيسو ' تعتبر اجراءات امنية مثالية ، ولكن زيارة برلين كانت محطته الاخيرة قبل رحلة الموت الى باريس .. ففي نهاية ايار 1992 وصل ' عاطف بسيسو ' الى برلين ونظراً لكثرة زياراته الى برلين والتي اصبحت في مرحلة الثمانينات محطة رئيسية وامنة لجهاز الامن الموحد ، وحتى يضمن سرية زيارته ، فقد كان لديه منزل سري في برلين الشرقية قريب من الكسندر بلادز في مركز العاصمة ، وقد استأجر جهاز الامن الموحد هذا المنزل لاستخدامه لاغراض زيارات كبار المسؤولين في الجهاز .وكانت برلين المركز الرئيسي الذي ينطلق منه ' عاطف بسيسو ' لكل اوروبا الشرقية ' .موعد مع الموت في باريس خضعت المعلومات التي وصلت لجهازي الأمن والمعلومات والأمن الموحد للبحث والدراسة في تونس وجرت اتصالات مكثفة على مستوى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية،أثناء وجود 'عاطف بسيسو' في كوبا وتابع 'حكم بلعاوي'عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والسفير الفلسطيني في تونس،عملية البحث أيضا في مدى دقة المعلومات،ووصلت القيادة السياسية والأمنية لقناعة بجدية الخطر الذي يتهدد 'عاطف بسيسو'.فالمجموعات اليوغسلافية في باريس كانت مخترقة أيضا من قبل المخابرات اليوغسلافية،ولكن مصادر'جهاز الأمن والمعلومات'كانت موثوقة بدرجة عالية جدا،وتحددت مناطق الخطر الأولى'باريس أو تونس'لعاطف بسيسو أولا ثم أمين الهندي ثانيا.وبعد عدة أيام من وصوله إلى ألمانيا،قام'أمين الهندي'بزيارة سرية إلى ألمانيا،واجتمع مع'عاطف بسيسو'سرا في إحدى المدن الألمانية،وأبلغه بالتفاصيل وطلب منه العودة فورا إلى تونس أو السفر إلى السودان والاختفاء لفترة ما حتى تهدأ الأمور،رفض'عاطف بسيسو'أن يرافقه في رحلة العودة،وأبلغه أن سيبقى في ألمانيا لبضعة أيام يكمل مهمته وأن رحلته إلى باريس ليست مؤكدة نظرا لأن الموعد لم يتحدد بعد من مسؤول المخابرات الفرنسية'فقد تأجل هذا الموعد سابقا عدة مرات ..كانت سيارة'اللاندروفر'ـ شيفروليه 4x4 ـ قد وصلت إلى ألمانيا من الولايات المتحدة الأمريكية وتسلمها'عاطف بسيسو'وأبلغه أنه سيسافر بالسيارة برا من برلين إلى مرسيليا لشحن السيارة إلى ميناء تونس.خلال وجوده في برلين كان ينطلق في رحلات بالسيارة،وكان شجاعا يفضل السفر بالبر،مثابر لديه قدرة غير عادية على تحمل قيادة السيارة لرحلات طويلة،وفي إحدى المرات خرج من برلين العاشرة صباحا بالسيارة وعاد إلى الرابعة فجر اليوم التالي،وكان يسافر إلى تشيكو سلوفاكيا وبولونيا لمتابعة نشاط وأعمال جهاز الأمن الموحد ..باقي الأيام قضاها في المنزل،يمارس أعماله مع ضباط الأمن الموحد في ألمانيا،وفي 3 حزيران 1992 اتصل به هاتفيا من تونس'طارق أبو رجب'مسئول جهاز الأمن والمعلومات.وأكد له مجددا أنه مستهدف من'الموساد'وعليه أن يعود لتونس فورا ويقطع زيارته لألمانيا وأن لا يصل إلى باريس..في مساء ذلك اليوم اتصل به'عبد الله الإفرنجي'ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في ألمانيا وأبلغه أن د.حيدر عبد الشافي سيصل مطار برلين قادما من هامبورغ.طلب'عاطف بسيسو'في مساعديه الذهاب إلى مطار برلين لاستقبال د.حيدر عبد الشافي رئيس الوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد،وبقي في المنزل ولم يتوجه إلى المطار،بسبب التحذيرات التي تلقاها من'أمين الهندي'و'طارق أبو رجب'..وكان د.حيدر عبد الشافي قد وصل إلى ألمانيا بزيارة تلبية لدعوة من'الحزب الاشتراكي الألماني'،واستغرقت الزيارة مدة أربعة أيام في بون ثم أكمل رحلته إلى هامبورغ وبرلين قبل أن يعود إلى قطاع غزة. في مساء ذلك اليوم قام'عبد الله الإفرنجي'ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في ألمانيا بدعوة د.حيدر عبد الشافي لطعام العشاء في مطعم ياسمين في برلين،بحضور بعض مسئولي مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في ألمانيا،وعاطف بسيسو والعقيد محمد حجازي ضابط الأمن الموحد في ألمانيا،وكان هنالك المرافقين الألمان من الحزب الاشتراكي الذين جاءوا مع د.حيدر عبد الشافي،وجلسوا جميعا في صالة مفتوحة للمطعم في الهواء الطلق حتى منتصف الليل..ودار حديث طويل حول سير المفاوضات ونتائج مؤتمر مدريد للسلام وبعد انتهاء عشاء العمل،وانصراف الحضور،طلب'عاطف بسيسو'من العقيد محمد حجازي الانتظار،كان قلقا متوترا،لكن أحدا من الحضور تلك الليلة لم يشعر ولم يلاحظ أي منهم حجم الخطر الذي يتهدد'عاطف بسيسو'وكعادته كان يتجنب الحديث عن نفسه،مما أكسبه محبة الجميع واحترامهم ،من أيده في الرأي ومن خالفه ،فلم يجعل من تلك المسألة والخطر الجسيم الذي يتهدد حياته وكل التحذيرات التي تلقاها،لم يجعل منها قضية يتغنى بها،وعند الحاجة العملية للحديث عنها كان يتردد لدرجة الخجل،بتواضع مشهود،رغم إدراكه الواعي بجدية الخطر والمعلومات،فسأل 'محمد حجازي'بقوله: ما رأيك'هل تعتقد بوجود خطر حقيقي؟قال محمد حجازي :أري أن تقطع زيارتك وتعود لتونس فورا..الخطر قائم وجدي..وبعد سنوات سألت د.حيد عبد الشافي حل لاحظ في تلك الجلسة أي مظاهر قلق أو خوف على'عاطف بسيسو'،فنفى بشكل قاطع وأكد أنه كان خلال الجلسة طبيعيا ولم يشعر أحدا من الحضور مطلقا أي قلق ظاهر عليه..وذهل د.حيدر عبد الشافي عندما علم سبب عدم استقبال'عاطف بسيسو' له في المطار وما دار آنذاك من تحذيرات وقال:لم أتصور أن يحافظ 'عاطف بسيسو'على هدوئه واتزانه رغم كل هذا..فقد عرفته طفلا في غزة عندما كنت طبيب العائلة،ثم إلتقيته بعد ذلك في ألمانيا..في صباح اليوم التالي،قام'عاطف بسيسو'بإيصال د.حيدر عبد الشافي بسيارته إلى مطار برلين وكان في وداعه وهو يغادر ألمانيا..،في نفس اليوم،اجتمع'عاطف بسيسو'مع جهاز المخابرات الألماني،وقبل الاجتماع طلب من محمد حجازي'إثارة موضوع المعلومات حول نوايا الموساد باغتياله ..وفعلا تحدث حجازي عن ذلك في الاجتماع،فافزع مسئولي المخابرات الألمانية لسماع هذه المعلومات،وأكدوا أنه لا معلومات لديهم حول هذا الموضوع،وكان خوفهم أن تحصل مثل هذه العملية على أراضيهم،وربما قامت المخابرات الألمانية بالاستفسار من المخابرات الإسرائيلية،وقد تكون ألمانيا حذرت إسرائيل من قيامها بعملية كهذه على الأراضي الألمانية،وهذا الإجراء طبيعي أن تقوم به ألمانيا في حالات كهذه .بعد يومين بدأت مخاوف'عاطف بسيسو'تقل بوضوح،وربما أبلغته المخابرات الألمانية رسالة تطمينية.،اصطحب معه أحد ضباط الأمن المقيمين في ألمانيا،وأخذ يتمشى معه في الشارع المركزي في برلين،قال'عاطف بسيسو':لماذا أشعر بالراحة في ألمانيا،وعادة بعد أن أكمل عملي أمكث عدة أيام إضافية،بينما لا أشعر بالراحة في باريس وأسافر عادة فورا بعد انتهاء عملي.،قال الضابط الشاب:ربما لوجود عدد من ضباط الجهاز في ألمانيا أكثر من باريس .. حتى أثناء تمشيه في الشارع كان حذرا ، فقد كان يحب السرية التامة في أي مهمة مهما كانت صغيرة،الحذر كان يخف قليلا خلال التسوق،أما خلال المهمات الأمنية كان حذرا جدا..طوال حياته العملية اتبع أسلوبا حذرا للغاية،وبقي يحافظ على تلك العادات الأمنية،فقد كان يلغي موعدا و يتعمد عدم الذهاب إليه لو لاحظ مسألة تافهة،وأغضبت أحيانا بعض أصدقائه بهذا السلوك،منذ خروجه من المنزل كان يلاحظ كل شئ،أي شخص يسير في الشارع،أي سيارة،حتى يصل للمكان المطلوب وقبل أن يتوجه حتى لمنزل أحد أصدقائه كان يلاحظ كل شئ أمام المنزل،ولو سأله أحدهم لأعاد عليه كل شئ صادفه في الطريق،بدقة ملاحظة قوية تعود عليها،وبرر ذلك قائلا ذات مرة لأحد أصدقائه:'لو لم أفعل هذا منذ سنوات طويلة لقتلت منذ زمن طويل'لم يستخف'عاطف بسيسو'بالتحذيرات التي وصلته من أجهزة الأمن الفلسطينية،ولكن الخطأ القاتل الذي أنجح مهمة'الموساد'،كانت تطمينات أجهزة الأمن الأوروبية وخاصة ألمانيا وفرنسا،فالموساد لا يحتاج لضوء أخضر لينفذ عملية اغتياله من أجهزة أمن أوروبا،كانت ألمانيا حازمة في عدم حصول عملية كهذه على أراضيها،لكن خارج الأراضي الألمانية تصبح المسألة من اختصاص وسياسة أمنية لدولة أوروبية أخرى.لذلك كان تركيز'عاطف بسيسو'على الموقف الرسمي لأجهزة الأمن الأوروبية تجاه عملية الاغتيال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بقنوات عديدة،لأن المخابرات الأوروبية لا تعطي ضوءا أخضر للموساد بتنفيذ مثل هذه العمليات،بشكل رسمي ولكن يبقى هنالك عوامل أساسية أخرى منها:الحسابات الإسرائيلية الخاصة بها،وتواطؤ من داخل المؤسسات الأمنية الأوروبية بتعاون معلوماتي القيام بدور ' تستر' لاحقا لاحتواء آثار العملية،وهذا ضمنته الموساد سلفا في باريس'ولم تستطع مطلقا تنفيذ عملية الاغتيال والتخطيط لها قبل أشهر،لتنفيذها في باريس تحديدا لو لم تضمن العوامل المذكورة.و كان أمام'الموساد'الخيار الثاني في تونس والأقل إحراجا لإسرائيل نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين تونس وإسرائيل.،لكن اختيار باريس كان له أسباب خاصة أيضا،فضلتها على تونس ..في باريس الموعد القاتل:في نهاية زيارته لبرلين،كان عاطف بسيسو على اتصال مع المخابرات الفرنسية بانتظار تحديد موعد مع جنرال فرنسي من أجهزة المخابرات الفرنسية،وبقي في برلين مترددا بالسفر إلى باريس،أو الانطلاق بالسيارة مباشرة من الحدود'الألمانية ـ الفرنسية إلى مرسيليا'،وفي يوم الجمعة 5 حزيران 1992 ،تحدد الموعد أخيرا،مع الجنرال'فيليب روندو' مستشار وزير الدفاع الفرنسي'بيار جوكس'وكان الموعد يوم الاثنين 8 حزيران 1992 الساعة العاشرة صباحا في باريس،وكان هذا الموعد القاتل'قد تأجل لثلاث مرات منذ آذار 1992،قبل أن يتحدد أخيرا..،في مساء ذلك اليوم اتصل هاتفيا بزوجته'ديما'من برلين وأكد لها أنه متوجه إلى باريس،وأن زيارته للعاصمة الفرنسية قد تأكدت أخيرا،حيث سيغادرها الاثنين بعد الاجتماع مباشرة.. بعد المكالمة الهاتفية غادر سرا إلى وارسو وعاد فجر يوم السبت وفي صباح يوم السبت 6 حزيران،تلقى مكالمة هاتفية من باريس،من الصحفي اللبناني'سهيل راشد'،صديقه والذي كان يلتقي به باستمرار أثناء زياراته لباريس،منذ أن تعرف عليه في عام1987 ..و كان'سهيل راشد 'سبق أن زار ألمانيا برفقة'عاطف بسيسو'في عام 1991 ،عندما كان'بسيسو'لديه موعد لاجتماع في برلين مع مسؤولين من المخابرات المركزية الأمريكية.بعد أن تقررت زيارة'عاطف بسيسو'لباريس،أجرى اتصالات أخرى مع سفارة موريتانيا في باريس،حيث قامت بحجز غرفة له في فندق'ميريديان'باسم دبلوماسي عيني'عاطف أحمد سالم'،حيث كان يحمل جواز سفر عيني دبلوماسي باسم مختلف عن اسمه الحقيقي.،في صباح ذلك اليوم السبت،غادر برلين بسيارته'لاندروفر شيفروليه'التي أرسلها له أخ زوجته من الولايات المتحدة الأمريكية،متجها إلى الحدود الفرنسية وصل ليلا إلى الحدود الألمانية ـ الفرنسية،حيث قضى الليل في فندق قريب من الحدود الألمانية ـ الفرنسية..وقبل أن يكمل رحلته صباحا بالسيارة باتجاه باريس،اتصل هاتفيا بتونس مساء ،ليتحدث مع زوجته وأطفاله فلم يجدهم في المنزل،وكان قلقا على أطفاله من تعرضهم لأي خطر،فاتصل هاتفيا مع منزل'معين بسيسو'في تونس وسأل أقاربه عن زوجته وأطفاله،فأكدوا أنهم بخير،وأن زوجته'ديما'خرجت مع أطفالها لقضاء بعض الوقت لدى أصدقاء لهم في تونس..وفي وقت متأخر من الليلة ذاتها،اتصل من نفس الفندق المقيم به على الحدود،وتحدث مع زوجته. - حركة غير عادية: في صباح يوم الأحد 7 حزيران انطلق بسيارته من الحدود الألمانية ـ الفرنسية،باتجاه باريس،ووصل إلى فندق'ميريديان'في حي'مونبارناس'على الضفاف اليسرى لنهر السين،عند الساعة السادسة مساء.،بعد وصوله للفندق،أجرى اتصاله الهاتفي الأخير مع زوجته'ديما'في تونس،وقال لها:'وجدتهم قد استأجروا لي غرفة في الفندق،مثل القبر..صغيرة في نهاية الممر ولا يوجد منفذ..على كل حال سأسافر غدا.. كلها ليلة واحدة 'وطلب من زوجته أن تحجز في فندق بمدينة 'سوسة بتونس خلال عطلة عيد الأضحى,وكا | |
| | | | القصة الحقيقة لاغتيال عاطف بسيسو | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |