إختفاء غامض لعالم نووي إيراني يصّعد التوتر بين طهران والرياض

ذكرت تقارير صحفية أن توترا متصاعدا بدأ يخيم على العلاقات الإيرانية السعودية على خلفية الاختفاء الغامض للعالم النووي الإيراني شهرام عميري اثناء تأديته مناسك العمرة في مايو/أيار الماضي.

اضافت التقارير، ان هذا التوتر بلغ ذروته امس عندما اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست الرياض بتسليم شهرام الى أمريكا، لينضم الى قائمة تتضمن 11 إيرانيا سجناء في الولايات المتحدة، على حد قوله.

في هذه الأثناء، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن عملية اختطاف شهرام تمت من قبل امريكا بتواطؤ سعودي, معربا عن أسفه لأن أمريكا قامت في السابق بمثل هذه الأعمال دون أن تقدم إيضاحات حول ممارساتها الارهابية.

وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية للانباء ان لاريجاني أوضح في تصريح للصحفيين اليوم الأربعاء , "لقد كان واضحا منذ البداية ان عملية اختطاف العالم النووي الايراني (شهرام أميري في السعودية ) تمت من قبل أمريكا وبتواطؤ من السعودية ".

واضاف: "ان البلدين ملزمان بتقديم إيضاحات في هذه القضية لأن عدم تقديم الإيضاحات في هذا الشأن يسيء الى مكانة البلدين ".

وفي نفس السياق ، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي : "نملك أدلة تظهر أن الأمريكيين أدوا دورا في خطف عميري، وننتظر إذن أن تعيده إلينا الحكومة الأمريكية".

وتابع متقي أن عميري "فقد في السعودية حينما كان هناك لأداء العمرة "، و"ينبغي تحميل السعودية مسؤولية" ما حصل له، مؤكدا أن إيران "تحتفظ بحقها في إجراء ملاحقات قضائية في حالات مماثلة".

السعودية ترد

وفي أول رد فعل رسمي سعودي، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن استغرابها من التصريحات الإيرانية بشأن تسليم الرياض خبيرها النووي إلى واشنطن.

ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية عن السفير أسامة نقلي، رئيس الدائرة الإعلامية في الخارجية السعودية: "السعودية تستقبل مليون معتمر وحاج إيراني سنويا، ومثل بقية الدول فإنهم يخضعون لإشراف بعثات دولتهم، وأن السلطات السعودية بحثت عنه بعد معلومات اختفائه ولم تستدل عليه".

وتابع: "آثار اختفاء شهرام التساؤلات ، ونقل ذلك للبعثة الإيرانية ولسفارة طهران التي من المفترض أن تكون نقلتها لحكومتها لإفادة الخارجية السعودية بالمعلومات المطلوبة التي تساعد على استجلاء حقيقة اختفائه، لكنها لم تتلق ردا رسميا حتى الآن من طهران".

وفي واشنطن قالت مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية:" ليس لدينا أي معلومات حول أميري".وامتنعت المسؤولة عن الرد على أسئلة حول إذا كانت إيران قد وجهت استفسارات مباشرة إلى الولايات المتحدة حول مصير عميري من خلال باكستان التي ترعى المصالح الإيرانية في واشنطن أو السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، مكررة: "ليس لدينا أي معلومات حول هذه القضية".

اختفاء غامض

كان متقي قد اتهم في وقت سابق الولايات المتحدة بالضلوع في اعتقال شهرام في السعودية خلال أداء العمرة، محملا الرياض مسؤولية هذا العالم. وأضاف "نعتبر السعودية مسؤولة عن وضع شهرام أميري وأن الولايات المتحدة على ارتباط أيضا بهذا الاعتقال".

وقال مصدر إيراني : " طهران طلبت من الرياض المساعدة في تحديد مكان شهرام أميري وتوضيح ملابسات اختفائه إلا أنها لم تتلقَّ ردا بعد"، وسط إشارات بأن إيران تتجه لرفع الأمر إلى الإنتربول الدولي لمساعدتها في التحقيقات في اختفاء أميري.

وجاء اختفاء أميري قبل 4 أشهر فقط من إعلان الاستخبارات الغربية الكشف عن موقع نووي سري تحت الأرض في مدينة قم الإيرانية ، مما أثار تساؤلات حول علاقة اختفاء العالم الإيراني بكشف المنشأة الجديدة في قم.

وقال موقع "جانا نيوز" الإيراني، المقرب من المحافظين إن أميري كان يعمل في منشأة قم وانه عندما توجه إلى السعودية للعمرة كان ذلك بنية الهروب للخارج .

وشهرام أميري عالم فيزياء نووي إيراني اختفى خلال أدائه العمرة في السعودية في مايو/أيار 2009 ، وهو يعمل في جامعة خاصة في طهران تدار وتتبع للحرس الثوري الإيراني مباشرة .

وكان مسئول إيراني رفيع المستوى قد كشف مؤخرا عن اعتقاد يسرى داخل الجمهورية الإسلامية بأن الاكتشاف الغربي لمنشأة "قم" النووية لتخصيب اليورانيوم ، قد يرتبط باختفاء بأربع شخصيات إيرانية لها صلة بالبرنامج النووي عامي 2007 و2009 بينهم أميري

ومن بين الشخصيات رضا أصغري نائب وزير الدفاع الإيراني وأحد القادة البارزين بالحرس الثوري الذي اختفى في تركيا قبل عامين وحتى الآن لم يعثر له على أثر وإن كان يعتقد أنه في دولة أوروبية بهوية جديدة.

ويعتقد مسؤولون إيرانيون أن اختفاء أصغري في تركيا سهل "نقل معلومات حساسة" للغرب حول الحرس الثوري الإيراني وأنشطته، والبرنامج النووي الإيراني الذي يديره ويشرف عليه الحرس الثوري.

والشخصية الثالثة هي رجل أعمال إيراني اعتقل في جورجيا ويدعى أردبيلي يعتقد أنه على علاقة بالحرس الثوري كان في جورجيا في مهمة شراء معدات عسكرية واعتقل هناك وما زال قيد التحقيق.

أما الشخصية الرابعة التي طرحتها إيران فهو نصرالله طاجيك، وهو دبلوماسي إيراني سابق يعيش في بريطانيا اتهم بمحاولة تهريب معدات للرؤية الليلية إلى إيران ، بعد أن أوقعه عنصران بـ"إف.بي.آي" عام 2006 . وأقنع عنصرا "اف بي اي" أنهما تاجرا سلاح واتفقا معه على بيعه معدات للرؤية الليلية بـ50 ألف دولار.

» فرار عالـم نووي إيراني إلى أميركا
» مسؤول إيراني بارز: لدينا 2000 عالم نووي
» خبراء: قنبلة إلكترونية ذكية أطلقت لتدمير مفاعل نووي إيراني
» اغتيال عالم نووي ايراني في طهران
» مسؤول إيراني: واشنطن طلبت من طهران تزويد قواتها بالبنزين