مؤتمر صحفي في رام الله حول إجراءات الاحتلال ضد المحتفلين بـ'اسبوع الآلام'

حذر متحدثون في مؤتمر صحفي للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم، من تصعيد الإجراءات الإسرائيلية ضد المواطنين، والتي كان آخرها الاعتداء على مسيحيين محتفلين بأسبوع الآلام يوم أمس في بيت لحم.

جاء ذلك، خلال المؤتمر، الذي عقد في مدينة رام الله، وشارك فيه كل من وزير الأوقاف الدكتور محمود الهباش، والرئيس المسيحي للهيئة الإسلامية المسيحية نيافة المطران الدكتور عطا الله حنا، والأمين العام للهيئة الدكتور حسن خاطر، ورئيس مجلس المؤسسات والفعاليات الأرثوذكسية مروان طوباسي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قمع بالأمس مسيرة جماهيرية شارك فيها نحو 200 من المواطنين الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، في مدينة بيت لحم، لمناسبة احد الشعانين وللمطالبة بحرية العبادة في القدس، ما أسفر عن إصابة العديد من المشاركين جراء ضرب جنود الاحتلال لهم واعتقال 17 مشاركا بينهم عضو اللجنة المركزية عباس زكي.

وحذر د. الهباش، من ما أسماه بـ'العواقب وخيمة' التي ستخيم على المنطقة وعلى العالم في حال عدم وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يصعد من وتيرة إجراءاته 'القمعية بحق أبناء شعبنا مسلمين ومسيحيين، ويعمل وبوتيرة متصاعدة على تهويد مدينة القدس، وتغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي فيها، لإجهاض كل الجهود الدولية، وخاصة الأميركية منها، لسبب واضح هو أن السلام ليس ضمن برنامج نتنياهو'.

وأشار الهباش إلى أن اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في المسيرة التي جاءت تحت عنوان 'حرية التنقل والعبادة'، نموذجا على حجم العنصرية لدى سلطات الاحتلال، بحرمانها الفلسطينيين من ابسط حقوقهم الدينية في الوصول إلى مقدساتهم.

ونوه الهباش إلى أن استمرار منع الفلسطينيين من حقوقهم في الوصول إلى المدينة المقدسة وحرية العبادة فيها يستدعي وقفة جادة لردع إسرائيل وإلزامها بمبادئ القانون الدولي.

وشدد على أن المطلوب في ظل التعنت الإسرائيلي وفي الوقت الراهن هو جملة إجراءات عملية وواقعية، من ضمنها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس، وإنهاء الانقسام الفلسطيني للحيلولة دون تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف 'انتهت القمة العربية الآن وهناك قرارات تحتاج إلى تنفيذ، لدعم صمود المدينة وأهلها، وعلى الأمة العربية أن تترجم ذلك على الأرض'.

وناشد المطران حنا، المسيحيين جميعا في الأرض الفلسطينية بالتوجه إلى المدينة للاحتفال بعيد الفصح فيها، مضيفا 'إن واجبنا هو بالدفاع عن المدينة في وجه ما يتهددها من مخاطر وتهويد'.

ونبه حنا جميع المواطنين من مغبة الحصول على تصاريح إسرائيلية من اجل الوصول إلى كنيسة القيامة، قائلا 'إن اخذ هذه التصاريح هو اعتراف بشرعية الاحتلال، في مدينة هي تاريخنا وتراثنا وحقنا كشعب فلسطيني'.

وتابع 'لسنا نحن من استورد إلى هذه البلاد، فنحن اصيلون فيها ونحن أبناؤها، وعلى كل دخيل فيها الخروج منها'.

بدوره، قال د. خاطر، إن 'هذه الاعتداءات الممنهجة للاحتلال على الشعب الفلسطيني عامة، وعلى القدس خاصة، هدفها هو التهجير، والتضييق على المسلمين والمسيحيين'.

وحذر من تصاعد الاعتداءات على رجالات الدين في المدينة من قبل المتطرفين اليهود، مشيرا إلى أن هؤلاء المتطرفين بنوا قواعد 'إرهابية' لهم فيها.

وطالب خاطر كل الأطراف الوطنية والدولية، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، بضرورة تطبيق القرارات الدولية التي تمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المغتصبة.

وقال طوباسي 'نرفض فرض الاحتلال الإسرائيلي نظام التصاريح للوصول إلى أماكن العبادة سواء في القدس أو في بيت لحم، وان هذا الرفض ينطبق على المقدسات الإسلامية والمسيحية'.

وأضاف أن اتفاقية 'الستاتسكو' الموجودة منذ أكثر من 400 عام تنص على ضرورة وصول المصليين المسيحيين إلى سطح كنيسة القيامة عشية الاحتفالات المقدسة'.

__