بيان صادر عن أسرى القدس والـ48 في سجون الإحتلال الصهيوني
ألقي خلال حفل تضامني مع أسرى القدس والـ48
نظمته اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى
في وزارة الأسرى والمحررين بغزة
__________ ( البيان ) __________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, ناصر المؤمنين المرابطين الصابرين, ومذلَ الظالمين, وفاضحَ المتخاذلين المفرطين بقدسنا وحقنا وأسرانا ، والصلاة والسلام على رسول الله, الصادق الأمين, الذي جاهد وحوصر وصبر فما غير ولا بَدلَ حتى أتاه النصر المبين وبعد:
تحية إليكِ يا غزة, يا أرض العزة, تحية إليك يا غزة الرجال, يا غزة الأبطال, غزة المجدِ والسؤود، غزة المقاومةِ والانتصار, عرينَ المجاهدينَ الفاتحين بإذن الله, المحررين لأقصانا, الكاسرين القيد عن أسرى القدس وأسرى الأمة, وكل أسرانا في سجون الاحتلال البغيض.
تحية إليكم يا جماهير شعبنا في كل مكان, في القدس, وحول القدس والأقصى, وفي الضفة, وفي داخل فلسطين المحتلة عام 48, وفي تجمعات اللجوء والشتات, وفي كل بقعة يُرفع فيها لواءُ الأقصى وفلسطين, لواءُ الرافضين للاحتلال ووجوده وسياساته, مهما طال الزمان ومهما تعاظم الجبروت والطغيان, فهو حتماً إلى زوال بإذن الرحيم الرحمن، نقولها لكم من غياهب الأسر والظلم والظُلاَّم, بأن الاحتلالَ زائل عن فلسطين, كل فلسطين لا محالة بإذن الله, وإن فجر الحرية والانتصار, قادم حتماً بعون الله, وإن جيوش الظُلاّم كلها لن تقدر أن تطفئ نور الله أبداً, { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{*} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
تحية إليكم أيها الجمعُ الغفير المبارك, وحيا الله وُجوهكم وهمتكم العالية, خاصة وأنتم تقفون وقفتكم بالنيابة عن شعبنا وأمتنا, وعن كل الأحرار في هذا العالم, تتضامنون مع أبنائكم وإخوانكم الذين ما لانت لهم قناة, ولا وهنت لهم عَزيمة، عيونُهم ترنو إلى بيت المقدس, وقلوبهم وأرواحَهم مشدودةً إلى تراب الوطن, تتعانق دمُوعَهم وآلامَهم مع دماء إخوانهم الشهداء, الذين قضوا نحبهم, وتتعانق زفرات أمهاتِهم وبناتهم وزوجاتهم, مع زفرات أمهات وزوجات وبنات وأخوات الشهداء والجرحى, فلطالما أُستمِدت عزيمتُنا من مواقفكم الصلبة, ومن صبركم يا أبناء القدس وغزةَ تعلمنا الصبر والصمود.
إننا في هذا اليوم, يوم التضامن مع أسرى القدس, لنؤكد على ما يلي :-
• أولاً / بإسم أسرانا جميعاً, وباسم أسرى القدس خصوصاً, ندعو أبناء شعبنا إلى وحدة الصف والكلمة, فهي خلاصُنا من عدونا، هذه الوحدة التي يجب أن تكون حول خياراتِنا الثابتة, والتي ترفض رفضاً قاطعاً كشف ظهر المقاومة, مؤكدين على أن التمسكَ بالقدس وحق العودة لللاجئين, وعدم التفريط بأرض الوطن ومائه وهوائه, أمرٌ لايمكن المساومة عليه مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات .
• ثانياً / نؤكد على أن حماية الأقصى والقدس وأرض فلسطين, فرض عين على كل مسلم ومسلمه , ويجب على الأمة بكاملها أن تقف أمام مخططات تهويد القدس.
ولذا فإننا ندعوا إلى تبني إستراتيجية تجنيد طاقات الأمة الإسلامية من أجل دعم صمود أهلنا المحاصرين في القدس وغزة وبقية فلسطين.
• ثالثاً / إن استمرار فرض الحصار على غزة, والذي تشارك فيه بلا شك أطراف إقليمية ودولية متساوقة بذلك مع الإحتلال ومخططاته بل وتمارس الحماية له, إنما هو جريمةٌ, ووصمة عار في جبين الإنسانية, وإننا ندعو العرب والمسلمين إلى كسر الحصار عن غزة, وفضح المؤامرات التي تحاكُ ضد شعبنا وقضيته المقدسة.
• رابعاً / إننا نؤكد على أن أسرى القدس, والـ 48 , وأسرى الضفة وغزة, وكل الأسرى العرب والفلسطينيين في سجون الإحتلال, هم وحدة واحدة لا تتجزأ وإن الاستجابة لمحاولات الاحتلال, والتي نجحت في السابق وللأسف باعتبار قضية الأسرى قضية إسرائيلية داخلية, إنما هو طعن لأسرانا في القدس والـ48, وهو طعن لوحدة قضيتنا, ومقاومتنا, ووطننا.
ومن هنا فإننا نؤكد للإحتلال ولغيره, بأن قضية الأسرى إنما هي قضية واحدة لا تتجزء وأن مخطاطته ستبوء بالفشل الذريع بإذن الله تعالى.
ولذا فإننا ندعوا إخواننا إلى الوقوف خلف أسرى القدس والـ48 , ودعمهم ودعم صمود عائلاتهم وذويهم وتوفير الدعم الكامل لكل الجهود المباركة التي تسعى لإطلاق سراحهم, وكافة الأسرى دون استثناء, أو تمييز, وإننا ندعو المقاومة البطلة بأخذ زمام المبادرة لتحرير الأسرى, والإصرار على مطالبها بتحرير أسرى القدس والـ 48 وعدم التخلي عنهم, وإننا نرفض أي محاولة للضغط على المقاومة بالتنازل عن مطالبها ونحيي شعبنا في غزة وفي كل أماكنه خاصة وهو يوفر الحماية والاحتضان للمقاومة في معركتها لتحرير الأسرى وكسر القيود عنهم وسيظل أبناء القدس وأسرى القدس, أوفياء لقادتهم ولشعبهم ومقاومتهم.