تصادف, اليوم السبت, الذكرى السنوية" الثامنة" لمعركة و"مجزرة مخيم جنين" التي ارتكبتها قوات "الاحتلال الاسرائيلي" بعدما خاضت معارك شرسة مع المقاومة الفلسطينية على مدار عشرة ايام تعرض خلالها المخيم لقصف متواصل شاركت به الطائرات والدبابات بمشاركة الوحدات المختارة في الجيش الاسرائيلي الذي فرض حصارا على مخيم ومدينة جنين وعزلهما بشكل كامل عن العالم الخارجي في الوقت الذي اعتبر فيه الهجوم في الثالث من نيسان ايذانا ببدء عملية السور الواقي .
وبهذه المناسبة , اعلنت اللجنة "المنظمة العليا لبطولة مخيم جنين "عن تنظيم سلسلة فعاليات وانشطة تخليدا لتلك الذكرى التي سجل فيها اهالي المخيم والمقاومة ملاحم نضال وبطولة في معارك التضحية التي تواصلت وسط عجز الاحتلال عن اجهاض المقاومة والقضاء عليها , او وقف المعارك التي اعترف الجيش بقوتها وانها الاعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ,والتي قتل فيها" 23 "جنديا اسرائيليا واصيب العشرات من الجنود , بعضهم وقع في كمائن للمقاومة , التي شكلت وحدة عمليات مشتركة , حيث خاض مقاتلوا كافة الفصائل الوطنية والاسلامية المعركة موحدين .
ويتذكر اهالي المخيم انه و رغم نداءات الجيش بالاستسلام , قررت قيادة المقاومة من كتائب شهداء الاقصى وسرايا القدس وكتائب القسام وعناصر الامن الوطني –الذين كان يقودهم الشهيد ابو جندل –و من الجبهة الشعبية مواصلة المعركة خاصة بعد سقوط عدد من قادة المعركة رافضين تسليم تسليم اسلحتهم والاستسلام .
وبحسب اللجنة ,وبعدما دمرت اسرائيل البنية التحتية للمخيم وشبكات الكهرباء والماء والاتصالات , واغلقته امام طواقم الاسعاف والاغاثة والطواري ء بما فيها العالمية , وحظرت على وسائل الاعلام دخوله , استخدم الجيش البلدوزرات الامريكية الضخمة التي هدمت مئات المنازل وشردت اهالي المخيم , بعدما طردهم الجيش , فاعتقل الرجال والشبان , وارغم النساء والاطفال على مغادرة المخيم , واستمرت عمليات الهدم , حتى اعتقلت اخر مجموعة من المقاتلين بعدما حوصروا في احد المنازل .
وبحسب اللجنة هدمت اسرائيل المنازل فوق رؤوس ساكنيها ومنعت نقل المصابين والشهداء للمستشفيات , حتى انتهت العملية بعد اسبوعين باستشهاد" 56" فلسطينيا بينهم نساء واطفال وشيوخ ومعاقين . واسفرت المجزرة عن اصابة العشرات بجراح واعاقات , بينما لا زال اكثر من 200 معتقل خلال المعركة في السجن كما دمرت 455 منزلا , ولا زالت جثامين عدد من الشهداء مفقودة .
بناء وفيتو
واعيد بناء المخيم على نفقة دولة الامارات العربية المتحدة عندما اصدر سمو الامير الراحل الشيخ زايد بن نهيان باعادة بناء جميع المنازل التي هدمت , بينما قدم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مساعدات مالية بلغت "25 " الف دولار لكل عائلة هدم منزلها , كذلك الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي قدم المساعدات للاهالي الذين عاشوا لحظات عصيبة في ظل القصف والحصار خاصة بعدما فشل مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة بارسال لجنة تحقيق رسمية في المجزرة جراء الضغوط والرفض الاسرائيلي والفيتو الامريكي .
دعوة للوحدة
وتشمل فعاليات احياء الذكرى على انشطة وطنية وثقافية ورياضية تتنطلق صباح اليوم , بافتتاح" معرض التراث الشعبي " في المركز النسوي والذي يخلد الذكرى ويعيد للاذهان صور ما ارتكبته اسرائيل من مجازر وما قدمه اهالي المخيم من تضحيات , وقال محمد المصري امين سر حركة فتح في المخيم ان اللجنة ستنظم اشكال متعددة لكي لا تنسى الاجيال ما حدث في مخيم جنين من بطولات وتضحيات وماسي واحزان , وذكر ان المعرض يعتبر صرخة معبرة عن الوجع والحلم الفلسطيني , كما ستنظم اللجنة حفلا لتكريم اهالي اسرى المخيم , وقال المصري ان هناك برنامج رياضي لاحياء ذكرى المعرك يشمل الاراضي الفلسطيني والداخل والجولان السوري المحتل , لتبقى ذكرى معركة ومجزرة المخيم خالدة لا تنسى .
كما ودعت اللجنة شعبنا للوحدة والاستفادة من تجربة المخيم لاستعادة وحدة الصف وانهاء الانقسام حفاظا لعهد الشهداء ومواصلة المسيرة النضالة لتحقيق اهداف وثوابت شعبنا