اليمن: اطلاق 54 من معتقلي الحوثيين وصنعاء تحاول تسوية خلافاتها مع الدوحة

كشفت الداخلية اليمنية أمس أنها أفرجت عن 54 معتقلا من أتباع جماعة الحوثي المتمردة بمحافظة صعدة على خلفية الحرب السادسة التي دارت هناك بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين لنحو ستة أشهر، في الفترة بين آب (أغسطس) 2009 وشباط (فبراير) الماضي.
وقالت الداخلية اليمنية في موقعها الاخباري على الانترنت 'أفرجت الأجهزة الأمنية بمحافظة الحديدة عن 54 شخصاً من عناصر فتنة التمرد الحوثية كان قد تم القبض عليهم أبان الحرب السادسة التي أشعلها الحوثيون في المنطقة الشمالية الغربية (محافظتي صعدة وعمران)، وتم التحفظ عليهم في السجن المركزي بمحافظة الحديدة'.
وأوضحت أن الأجهزة الأمنية في الحديدة قامت بالإفراج عن الـ54 معتقلاً من العناصر الحوثية بناءً على توجيهات عليا من السلطة.
ولم تعط الداخلية اليمنية تفاصيل إضافية حول طبيعة الصفقة التي بموجبها تم الافراج على هؤلاء المعتقلين، غير أن محللين سياسيين أكدوا لـ'القدس العربي' أن الحكومة اليمنية قامت بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين الحوثيين تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الحكومي والحوثيين، والذي يتضمن ست نقاط رئيسية، والذي بموجبه أطلق الحوثيون في السابق كل ما لديهم من أسرى حكوميين من جنود وضباط ومدنيين قاتلوا إلى جانب القوات الحكومية في صعدة، في حين أفرجت الحكومة عن هؤلاء المعتقلين الحوثيين ضمن 166 معتقلا حوثيا يطالب المتمردون الحوثيون الحكومة بالإفراج عنهم.
في غضون ذلك كشفت مصادر سياسية يمنية أن زيارة الرئيس علي عبد الله صالح إلى الدوحة أمس الأول جاءت في محاولة منه لإغلاق ملف الخلاف اليمني القطري بسبب الوساطة القطرية التي قدمتها الدوحة العام قبل الماضي لإنهاء الحرب اليمنية المتجددة بين القوات الحكومية وجماعة التمرد الحوثي بصعدة، والتي فشلت بسبب عدم تفاعل الطرف الحكومي اليمني معها، خشية من تدويل قضية التمرد الحوثي.
وأوضحت أن صنعاء انتهجت عقب الوساطة القطرية العديد من السياسات المناوئة لتوجهات الدوحه، قرئت على أنها تعبر عن عدم رضا صنعاء من التدخل القطري في الشأن الداخلي اليمني، ومنها رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حضور القمة العربية الطارئة المنعقدة في الدوحة لمناقشة الوضع المتدهور في غزة العام الماضي.
وقالت هذه المصادر ان زيارة الرئيس اليمني إلى العاصمة القطرية أمس الأول 'طوت الأزمة التي كانت قد نشبت بين العاصمتين منذ امتناع الرئيس اليمني عن حضور القمة الاستثنائية التي دعت لها قطر لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة '.
وأضافت 'ان لقاء الدوحة كان متمما للقاء سابق عقد بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خلفية آل ثاني في مدينة سرت الليبية على هامش أعمال القمة العربية الاعتيادية نهاية الشهر الماضي وان الرجلين اتفقا على تجاوز تلك الأزمة وإعادة الزخم للعلاقة بين العاصمتين'.
وكانت صنعاء ترتبط بعلاقات متميزة مع الدوحة خلال العقدين الماضيين، حيث كانت قطر الداعم الأبرز لليمن بين دول مجلس التعاون الخليجي وساندته في كافة قضاياه المصيرية عندما تخلت عنه كل دول الخليج الأخرى، ولكن هذه العلاقة سرعان ما عصفت بها قضية التمرد الحوثي في محافظة صعدة عندما أرادت قطر أن تلعب دورا دبلوماسيا لإخماد هذه الحرب اليمنية التي شهدت ست دورات متعاقبة منذ العام 2004.
وأوضحت المصادر الاعلامية اليمنية أمس أن لقاء القمة بين صالح وآل ثاني في الدوحة امس الأول 'تطرق للخلاف بين صنعاء والدوحة، ابتداء بقمة غزة وانتهاء باتفاق الدوحة للسلام في اليمن المبرم بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في العام 2006 والذي وصفه الرئيس صالح بالخطأ'.
وذكرت أن زعيمي البلدين ناقشا كذلك الموقف القطري من الأحداث الجارية في جنوب اليمن باسم القضية الجنوبية بقيادة الحراك الجنوبي، حيث تحمل صنعاء الدوحة المسؤولية عن تأجيج الأوضاع إعلاميا في جنوب اليمن بمساندة الطرح الانفصالي للجنوبيين.
وفي حين ذكرت هذه المصادر ان القمة اليمنية القطرية توصلت إلى إنهاء كل ما شاب العلاقة بين الدوحة وصنعاء من برود خلال الفترة الماضية وإعادتها الى الزخم الذي كانت عليه قبل ذلك، أشارت مصادر أخرى إلى أن هذه الزيارة المفاجأة لصالح إلى الدوحة بعد يوم واحد فقط من عودته من رحلته الخارجية التي شملت قمة سرت، عبرت عن أزمة بين الدوحة وصنعاء ولم تتضح بعد أبعاد هذه الأزمة وهل تم تجاوزها أم أنها تعقدت، إثر احتمال عدم توصل الطرفان إلى نقطة التقاء بشأنها.