جنبلاط يستبق الحوار بطلب سحب سلاح حزب الله من التداول

قبل ايام على معاودة طاولة الحوار في قصر بعبدا الخميس المقبل حول الاستراتيجية الدفاعية، لفت موقف لرئيس 'اللقاء الديمقراطي' النائب وليد جنبلاط هو الابرز بعد زيارته العاصمة السورية ويدعو فيه الى 'وجوب اخراج ملف سلاح المقاومة من النقاش وسحبه من التداول كليا'، منتقدا 'تحويله الى مادة سجال واستثمار يومي، لان ذلك ليس مجديا ولن يقود الى اي نتيجة'.
واضاف جنبلاط في اشارة الى من يثير موضوع سلاح حزب الله 'يطلعوا منها قصة السلاح هذا ليس وقتها'. واشار جنبلاط الى انه لن يتردد في تظهير هذا الموقف على طاولة الحوار في الجلسة المقبلة اذا استدعى مسار النقاش ذلك، ملمحا الى 'ان جدول اعمال هيئة الحوار يفترض ان يتوسع ليشمل ملفات يمكن الانجاز فيها، كالملف الاقتصادي، بدل الاصرار على موضوع السلاح الذي بات البحث فيه بلا طعمة'. واعتبر 'ان المطلوب حاليا تعزيز التنسيق بين الجيش والمقاومة، وقبل البحث في اي امر اخر ليبادروا اولا الى تقوية الدولة بحيث تصبح جاهزة لاي مواجهة مع العدو الاسرائيلي، وبعدها نتكلم في مسألة السلاح'.
وتناول جنبلاط اشكالية ترسيم حدود مزارع شبعا وتثبيت لبنانيتها، فرأى انه 'ينبغي التوقف عن اثارة هذه القضية من زاوية السعي الى احراج سورية والتشويش عليها'، لافتا الى 'ان تحديد وترسيم مزارع شبعا مرتبطان بتحريرها من الاحتلال الاسرائيلي، وحتى ذلك الحين يمكن ان نبدأ الترسيم مع سورية من النقاط الحدودية الاخرى الشمالية والشرقية لا سيما ان الرئيس الاسد متجاوب مع هذا الطرح'.
وتعليقا على موقف الزعيم الدرزي قال رئيس حزب 'الكتائب اللبنانية' الرئيس امين الجميل ' ان هناك جهات تعتبر ان سلاح 'حزب الله' هو ضروري ونهائي، لكن هذا ليس بالضرورة رأي الجميع'، مضيفًا: 'ان رأينا في هذا الخصوص نقوله بكل ايجابية وروح بنّاءة وليس من منطلق حزبي او من منطلق الشعور الخاص بل من اجل مصلحة البلد'.
واضاف 'طالما هناك هذا التفاهم او التحالف السوري ـ الايراني فان ملف السلاح خارج الشرعية اللبنانية في النهاية، سواء كان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات او سلاح 'حزب الله'، هو ملف متداخل مع بعضه البعض لجهة الهدف وكلمة السر التي توجه له والقيادة التي يتقيّد بها'.
واذ شدد على ان 'لا احد يريد التصادم مع حزب الله'، مشددا على 'وجوب الابتعاد عن لغة التهديد'، قال الجميل: 'لا نميّز بين الاسلحة خارج اطار الشرعية اللبنانية'، داعيا الى 'طرح موضوع سلاح 'حزب الله' على طاولة الحوار بجدّية وموضوعية لايجاد حلول جذرية لهذه القضايا من اجل المصلحة الوطنية'.
واعتبر ان 'الحوار حول الطاولة وبرعاية رئيس الجمهورية يبقى افضل من الحوار في الشارع بالطريقة التي تحصل من وقت الى آخر'، وقال 'اذا كان النائب وليد جنبلاط يدعو الى سحبه من التداول فهذا لا يعني ان وليد بك مقتنع بذلك، وحتى لو كان هو مقتنعا به فهذا لا يعني ان نسير في الاتجاه عينه، فموقفنا واضح'.
من ناحيته، رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون 'ان الاوضاع اللبنانية مستمرة في معادلة مكانك راوح'، معربا عن اسفه 'لانّ الدولة لم تقف بعد على رجليها، ولانّ حزب الله يقول ان سلاحه فوق كل اعتبار، ما يعني انّ الواقع اللبناني سيبقى محله والامور لن تتقدم نحو الافضل'.
وفيما لفت الى ان 'حزب الله مستمر في مشروعه في اقامة دولته على حساب الدولة اللبنانية'، اعتبر ان 'ما يحكى عن تغيّر سوري في التعاطي مع لبنان هو كلام سطحي في حقيقة الامر'، مضيفا 'سمعت خبرا لا اعرف ما اذا كان صحيحا ام لا، مفاده انّ السوريين طلبوا من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان يسمح لحزب الله بنصب الصواريخ على اعالي القمم الجبلية في الشوف، واذا كان هذا الامر صحيحا فانه يعني انّ سورية لا تزال تتعاطى بالاسلوب نفسه الذي اعتاد عليه اللبنانيون'.
في غضون ذلك، ابدت مصادر في قوى 14 اذار تخوفها من ان 'يطرح النائب جنبلاط على طاولة الحوار التي ستعاود الانعقاد في 15 نيسان (ابريل) الحالي، سحب موضوع سلاح حزب الله من التداول في سياق بحث بند الاستراتيجية الدفاعية، في اطار ضرورة توفير الدعم للمقاومة'.
ورأت 'ان هذا الامر من شأنه ان يحوّل الحوار على الطاولة الى اشتباك، خصوصا وان فريق 14 اذار يعتبر انَّ مضمون البحث في الاستراتيجية الدفاعية، ينحصر في بحث موضوع سلاح الحزب انطلاقا من روحية تفاهم الدوحة'.