نابلس: اختتام معرض 'شموع الحرية' في بلدة بيتا

اختتم مركز الشهيد أبو جهاد للحركة الأسيرة التابع لجامعة القدس، بالتعاون مع مؤسسات وفعاليات بلدة بيتا، اليوم، معرض 'شموع الحرية'، الذي يضم في زواياه خلاصة الإبداع الفكري والأدبي والتراثي للحركة الفلسطينية الأسيرة، وما يجسد حياة الأسرى المريرة وصمودهم الأسطوري وتمسكهم بالأمل وهم يرزحون خلف القضبان وتحت رحمة السجان.

وجرى حفل افتتاح المعرض الذي تزامن مع إحياء الذكرى السنوية الثانية والعشرين لأحداث بلدة بيتا، بحضور وزير الأسرى عيسى قراقع، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح النائب محمود العالول، ومدير نادي الأسير قدورة فارس، وأمين سر المجلس الثوري لفتح صبري صيدم، والنائبة نجاة أبو بكر، ومسؤول التخطيط في محافظة نابلس تيسير نصر الله، والقيادي في حركة فتح يوسف حرب والأسير المحرر احمد أبو السكر، وعدد كبير من قادة حركة فتح وممثلي مؤسسات وفعاليات بيتا والقرى المجاورة، إلى جانب حشد جماهيري كبير من أهالي البلدة، بمن فيهم أهالي الأسرى.

وألقى عقاب دويكات كلمة باسم مؤسسات وفعاليات بلدة بيتا، استعرض فيها الأحداث التي شهدتها البلدة في مثل هذا اليوم قبل 22 عاما، حيث تعرضت القرية لاقتحام جيش الاحتلال والمستوطنين، واستشهد ثلاثة من أبناء البلدة وتم هدم 17 منزلا واعتقال المئات وإبعاد عدد من أبناء البلدة.

من جهته، أكد العالول أن الأسرى يسكنون قلوبنا وعقولنا ووجداننا بشكل دائم، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية ومعها الفصائل والمؤسسات والجماهير تضع قضية الأسرى على راس سلم أولوياتها.

وأشار إلى أنه يستحيل إقفال ملف الأسرى بصورة نهائية مادام هناك احتلال، وأن الأسرى يحتاجون وقبل كل شيء إلى الاطمئنان على أن الأحلام والمبادئ التي ضحوا من أجلها ما زالت قائمة وهناك من يتمسك بها.

وشدد العالول على ضرورة الاهتمام بأسر الأسرى وعائلاتهم وتقديم كل عون لهم وشحذ هممهم، لأن هذا يخفف آلامهم كما يخفف من آلام الأسرى أنفسهم ويرفع من معنوياتهم.

وفي كلمته، أكد الوزير قراقع أن قضية الأسرى هي المحك الفعلي لأية عملية سلام جدية على الأرض، وهي من اكبر القضايا استقطابا وحساسية في المجتمع الفلسطيني، ودون تحرير كافة الأسرى لن تشعر المنطقة بأي سلام أو فرح أو استقرار .

وقال إننا نبعث اليوم برسالة إلى الإسرائيليين نقول لهم فيها إنكم قد تكونون اقوي منا في ابتداع فنون المجازر وأساليب البطش، ولكنكم لن تكونوا أقوى منا صمودا وصبرا وإصرارا على نيل حقوقنا.

وأضاف أننا نبعث رسالة أخرى للمجتمع الدولي الذي ما زال يتفرج على عذابات أسرانا ولم يفعل لهم شيئا، في حين أن هذا المجتمع يقيم الدنيا ولا يقعدها من اجل جندي إسرائيلي واحد .

وقال قراقع: بات لزاما علينا إسقاط النظرية الاسرائيلية التي تحاول جعل قضية الأسرى عبئا علينا والعمل على تحويلها إلى عبء على الاحتلال .

وألقى رئيس نادي الأسير قدورة فارس كلمة مقتضبة حيا فيها الأسرى ونضالهم، وأكد وقوف شعبنا بكامل قواه الحية خلف قضيتهم العادلة.

وفي كلمته التي سبقت الافتتاح الرسمي للمعرض، أعرب فهد أبو الحاج مدير مركز الشهيد أبو جهاد للحركة الأسيرة والمشرف الرئيسي على المعرض عن شكره باسمه وباسم رئيس جامعة القدس الدكتور سري نسيبة لكل من ساهم في إنجاح فعاليات معرض شموع الحرية الذي يجسد آهات الأسرى ويحمل في زواياه آيات نضالهم.وأوضح أبو الحاج أن افتتاح المعرض في بلدة بيتا لم يكن مصادفة، فهو يتزامن مع الذكرى الثانية والعشرين لأحداث بلدة بيتا في انتفاضة الحجر، وتحديدا في السادس من نيسان 1988 حينما سجلت بيتا ملحمة تاريخية، وقد استشهد آنذاك ثلاثة من أبناء البلدة وتم هدم عدد كبير من منازلها واعتقال العشرات من أبنائها وتجريف عشرات الدونمات من أراضيها.

وضم معرض شموع الحرية في زواياه المختلفة آلاف الوثائق والكراسات والصور والرسائل والمنتوجات اليدوية للأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، إلى جانب زوايا أخرى تجسد حياة الأسرى في السجون وسبل التعذيب وأساليب التحقيق، وقوائم بأسماء شهداء الحركة الأسيرة وأسماء عمداء الأسرى إلى جانب رسوم كاريكاتيرية وانتاجات لفنانين فلسطينيين جسدوا آهات الأسرى بأساليب مختلفة.

وقال أبو الحاج إن المعرض ورغم تبعيته لمنظمة التحرير الفلسطينية، يتعامل مع الأسرى كوحدة واحدة ويحاول توثيق معاناتهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية.

هذا وتخلل الحفل فقرات من الزجل الشعبي والمقاطع المسرحية الهادفة.