سفارة فلسطين بالقاهرة تنظم ندوة حول علامات الثقافة الفلسطينية المعاصرة

نظم المركز الاعلامي والثقافي الفلسطيني في القاهرة اليوم، ندوة حول علامات الثقافة الفلسطينية المعاصرة، حاضر فيها كل من وكيل وزارة الإعلام المتوكل طه والروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض، وحضرها نخبة من المثقفين المصريين والفلسطينين والجالية الفلسطينية.

ورحب المسؤول الإعلامي في المركز راغب شاهين بالحضور، مشيدا بأهمية الثقافة الفلسطينية.

وقال المتوكل طه في محاضرته: سنتحدث اليوم عن قضيتين أولهما مقطع طولي للثقافة الفلسطينية، وثانيها عن اللحظة الثقافية التى نعيشها بفلسطين، حيث يعد منتج الحراك الفلسطينى بكل مكوناته، جزءا أساسيا من الثقافة العربية، والتي بدأت إرهاصاتها مع بداية الصراع الفلسطيني في العقد الثاني من القرن العشرين.

وأضاف أما بعد وعد بلفور كانت بداية التحول في رموزالإبداع لفلسطين وآنذاك لم يختلف إبداعهم عن منتج المحيط العربي إلى أن زادت حالات الصراع شدة وصارت الحياة في فلسطين صعبة فبرز صوت للشعر متجسدا في 'إبراهيم طوقان' وهو جسر يجمع بين ذات الشعر الفلسطيني قبل العشرينات وهو من بشر بالقضية الفلسطينية وملامحها الجديدة التي تشحذ الهمم لمواصلة الثورة.

وأستطرد إن تطور الثقافة الفلسطينية في 1948 وضعت النكبة الشعب الفلسطيني على منصة تاريخية جعلته لا يعيش في نقطة جغرافية واحدة، بل جعلته موزعا في مناطق متعددة، فتعرض الإنسان إلى ثقافات مختلفة، ومن هنا بدأ الشعب الفلسطيني يتمزق ليس جسدا بل ثقافة، وهذه المرحلة التي بقيت حتى مرحلة الثورة في 1965، بدأت عقبها مرحلة البحث عن الذات فبدأ الشعب الفلسطيني يستعيد بعقله ووجدانه روح ترابية المقاومة الثلاثينية، وبعدها صارت أولويات المواطن تختلف في1965 تارة بين الثورة والإستقلال والمنفى والعودة وبالتالي اختلفت الأولويات، والشيء الوحيد الذي وحد كل هذا وتغلب على بعد المناطق هي أهداف الثورة والتحرير والعودة .

وختم المتوكل محاضرته بالقول أن الثقافة الفلسطينية مرت بمراحل كثيرة منذ 1900 – 2010 أولها كانت فترة إنتداب الثقافة العربية الكلاسيكية النمطية وهي لم تطل كثيرا، وثانيها كانت في بداية العشرينات حتى 1947 حيث مرحلة إرهاص الصورة، وثالثها كان في 1965 حيث 'أدب المقاومة' ورابعها كان في 1993 -2010 حيث الذهاب نحو الهوامش والمعتد والذاتي.

ومن جهته تقدم أحمد عوض بالشكر والتقدير للمركز الإعلامي والحضور على اهتمامهم، وأضاف أن مرحلة ما بعد 1993 حيث لم ننتصر ولم تتحرر الأرض بل صارالمحتل يفرض شروطه حتى في الخطاب الثقافي والذي صار مقتطفا فلمسنا ذلك في نواحي كثر ثقافية.
ومن جانبه علق المستشارالثقافي لسفارة فلسطين في القاهرة الدكتورمحمد الأزعر بقوله بأهمية أن نتحدث بخطاب متفائل بعيدا عن صيغة الهزيمة عبر استنجاد بحراس الثقافة الوطنية الفلسطينية بقوله، وأنا لا أخشى فكرة التصدع الثقافي الراهن لأن هذا حادث في الثقافة العربية عامة، فصار الشعر غير مفهوم والمسرح عبارة عن إسكتشات عادية، لذلك يجب علينا أن نعي أننا جزء من الواقع المؤلم المحيط بنا ومن هذا المنطلق يكن الحل الجماعى لينجو الفلسطينيون بأنفسهم مع العرب بالبحث عن عروبي شامل للوطن.
واستفاض الحضور في نقاشهم حول الحركة الثقافية الفلسطينية الراهنة وآلية تطويرها وتقويتها لردع المحتل وتدعيم موقفها عالميا وحملت التدخلات والنقاشات والإستفسارات هدف كيفية الحفاظ على الثقافة كونها هم فلسطيني له باع في النضال، وناقشت الندوة الإشكاليات التي تقابل المثقف الفلسطيني في الوضع الراهن وما يلقاه من تضارب وعدم استقرار للوضع السياسي والذي ينعكس على ما يؤرخه بيده وفنه وقلمه.

واختتم الحضور الندوة بتوقيع كتاب (المختلف) للمتوكل طه حيث ختم قوله بالشكروالعرفان لحضور الروائي أحمد عوض في رحاب سفارة فلسطين قائلا جمعتنا الكثير من المنصات واليوم أشرف على هامش توقيع كتابي والذي شرفت بطباعته مؤخرا، وفي هذا الكتاب تجد تسع دراسات أنجزتها عن روايات وحياة وإبداع أحمد عوض الذي شغلني كحالة ومبدع لفلسطين الأم.