صواريخ "سكود" أيضاً وأيضاً: واشنطن "تصعّد".. دمشق "لا تخشى أحداً".. وحزب الله يرفض "الوصاية السافرة"!

11 يوماً فقط تفصل اللبنانيين عن "صافرة الانطلاق"..
11 يوماً فقط تفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي البلدي، الاستحقاق الذي لم تبرز "حماوته" حتى اللحظة في ظلّ ما يحكى عن "ائتلاف" هنا و"توافق" هناك و"معركة خجولة" بين الاثنين..
11 يوماً فقط تفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي البلدي، الاستحقاق الذي تاخر اللبنانيون لـ"يصدّقوا" أنه سيحصل في موعده وتأخروا ليعدوا له "العدّة" فوجدوا نفسهم فجأة "في قلب المعركة" عاجزين عن استخدام "أسلحتهم الانتخابية المعتادة"..
11 يوماً فقط تفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي البلدي، ورغم ذلك، لم يجد هذا الاستحقاق مكاناً له حتى الآن في "الأولويات" وما زال "ثانوياً" في اهتمامات المواطنين..
هكذا، لا تزال صواريخ "سكود" الشهيرة، الصواريخ التي قيل أنها وصلت إلى "أيدي" حزب الله والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها، في صدارة الاهتمام المحلي والدولي بعد أن أثارت، من حيث تدري أو لا تدري، "قلق" العالم الذي علت "صرخته"..
وفي وسط سجال "سكود" وتوابعه، برز تقرير ناظر القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن حول تطبيق القرار 1701، تقرير أثار سخط "حزب الله" مجدداً، الحزب الذي اتهم المنظمة الدولية بالانحياز التام للمصلحة الاسرائيلية وذهب أبعد من ذلك لحدّ اتهام لارسن بتنظيم "وصاية سافرة" على لبنان واللبنانيين...
واشنطن تصعّد.. ثم تتراجع!
لا تزال صواريخ "سكود" شاغلة الدنيا الشاغل، وشاغلة واشنطن "المحتارة" في موقفها فإذا بها تارة تتبنى الرواية الاسرائيلية وطوراً تشكّك بها وبين الاثنين تفتح المجال لكل الاحتمالات وإذا بها تصعّد ضدّ دمشق على خلفية هذه الرواية ثم تتراجع عن تصعيدها، بكل بساطة..
هكذا، استدعت القائم بأعمال السفارة السورية زهير جبور إلى مقر وزارة الخارجية في "فوغي بوتوم"، بصفته أرفع دبلوماسي سوري في واشنطن، في ظل وجود السفير عماد مصطفى في لوس أنجلس للمشاركة في احتفالات العيد الوطني السوري. وأبلغته نائبة مساعد وزيرة الخارجية مورا كونيلي أن "النقل المحتمل" لصواريخ "سكود" إلى "حزب الله" خطوة تطرح "تهديداً فورياً لأمن إسرائيل وسيادة لبنان".
بيد أنّ الموقف الأميركي لم يكن "حاسماً"، فما هي إلا ساعات حتى نفت الحكومة الأميركية توصّلها إلى قرار قاطع إزاء ما يقال عن أن سوريا نقلت صواريخ بالستية من طراز سكود إلى حزب الله في لبنان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي في إيجازه الصحافي إن الحكومة الأميركية أبلغت دمشق أكثر من مرة منذ شباط الماضي احتجاجها على التقارير التي تحدثت عن عمليات نقل صواريخ سكود الى حزب الله عبر سوريا موضحاً أن "السفير السوري لدى الولايات المتحدة قال إنه لم يسبق لنا أن تحدثنا معهم بشأن هذه القضية، لكننا فعلنا ذلك أكثر من مرة منذ شباط". ورغم إشارته إلى "مواصلة نقاشاتنا مع سوريا بهذا الشأن"، فإن كراولي أكد أنه في الوقت الراهن ليس لدى الحكومة الأميركية دليل يثبت المزاعم التي تضمّنتها التقارير الصحافية.

دمشق... "لا تخشى أحداً"!
وبخلاف الموقف الأميركي، بدا الموقف السوري حاسماً فكرّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية السورية بُشرى كنفاني نفي دمشق ارسال صواريخ "سكود" الى الحزب، مشيرة الى ان دمشق فوجئت بتبني واشنطن "للمزاعم الاسرائيلية". وقالت "هذا الأمر يدعو للاسف، وقد يوسع الفجوة بين دمشق وواشنطن"، معتبرة أن اسرائيل تحاول اعادة خلط الاوراق في المنطقة بسبب "ورطتها" الدولية جراء سياسة الاستيطان.
وما لم تقله كنفاني قاله وزير الخارجية وليد المعلم نفسه الذي أسف في تصريح له لتورط الخارجية الاميركية بتبنى مزاعم اسرائيل التى تدعى ادخال سوريا لصواريخ سكود الى حزب الله فى لبنان. وجدّد المعلم تحذير المسؤولين الاميركيين من تجاهل الدوافع الاسرائيلية فى اطلاقها لهذه المزاعم والضجيج الذى تثيره بهدف خلط الاوراق وحرف الانظار عن الجرائم التى ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة والتي تلقى ادانة دولية واسعة اضافة الى الازمة القائمة في علاقات اسرائيل الخارجية بسبب تحديها للمجتمع الدولي برفضها بديهيات متطلبات السلام العادل والشامل".
من جهتها، كتبت صحيفة "تشرين" السورية أنّ "الكرة في ملعب أميركا وعليها أن تشرح لنا لماذا يحق لإسرائيل امتلاك سلاح تدميري شامل ولا يحق للعرب والمسلمين الدفاع عن أنفسهم"، مؤكدة ان "سوريا لم تمنح أحداً صواريخ سكود ليس لأنها تخشى أحداً أو لأنه يخل بالتوازن الاستراتيجي أو لأنها تحسب حساباً لإسرائيل، فالمسألة لها منطق آخر".‏

حزب الله "ينتفض".. ضدّ لارسن!
حزب الله من جهته حافظ على "صمته"، وهو "الصمت" الذي اعتمده منذ بدء انتشار "رواية" الصواريخ انطلاقاً من مبدأ "لا نؤكد ولا ننفي" وهو المبدأ الذي يسير عليه الحزب منذ فترة طويلة لترك عنصر "المفاجأة" وارداً بشكل دائم..
لكنّ حزب الله خرج عن "صمته" ليصب جام غضبه على ناظر القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن على خلفية تقريره الأخير المنحاز بشكل تام لاسرائيل وفق قراءة المقاومة.
الحزب استنكر "منطوق لارسن في بيانه الأخير لما يشكله من وصاية سافرة على لبنان واستحضار لعناوين إثارة الفتن الداخلية لقرار أصبح في حكم المنتهي". ولم يستغرب الحزب لغة البيان "التي تُمالئ العدو الصهيوني وتتملقه بعدم إدانة انتهاكاته اليومية للسيادة اللبنانية في حين أنها تكيل الاتهامات للمقاومة كون كاتبها يرتبط عضوياً بدوائر القرار العالمي ذات المصالح الموحدة مع العدو الإسرائيلي"، معتبرا ان "أسوأ ما ورد في البيان محاولته الفاضحة للتعمية على مصادره حين الحديث عن السلاح في لبنان، وهي مصادر مشبوهة يجري تجهيلها عمداً كون إسرائيل المصدر الأساسي لمعلومات لارسن"، لافتا الى ان "هذا ما يطرح مرة بعد أخرى علامات الاستفهام والشبهات حول صدقية المنظمات الدولية التي تعتمد في بياناتها الرسمية معلومات مفبركة ومضللة و"مجهّلة" المصدر مع سبق الإصرار والتصميم".

كلمة أخيرة...
11 يوما تفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي البلدي ولا يزال اللبنانيون لا بل العالم أجمع مهووسين بصواريخ "سكود" التي يقال أنها وصلت لـ"حزب الله"..
وماذا لو وصلت فعلاً؟ لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد؟ أليس لدى إسرائيل ما يفوق هذه الأسلحة؟ من يقف بوجهها؟ من ينتفض ضدّ تسلحها؟
جورج عدوان قال بالأمس أنّ هذه الأسلحة، لو وصلت للدولة للبنانية بدل حزب الله، ما كان أحد لينطق كلمة..
لا يبدو ذلك دقيقاً.. فحتى في هذه الحال، سيظهر من سيقول أن هذه الأسلحة "قد" تصل إلى أيدي الحزب "عن قصد أو غير قصد"..
أليس هذا هو "المبدأ" الذي يمنع واشنطن من "تسليح" الجيش اللبناني بالأسلحة "الحقيقية"؟!

» نتانياهو: صواريخ سكود بقيت في دمشق وحزب الله يديرها من قواعده في سوريا
» سوريا تخطط لتسليم حزب الله صواريخ سكود بعيدة المدى
» اسرائيل تؤكد انّ سورية وحزب الله يملكان صواريخ قادرة على اصابة ايّ هدف في عمق الدولة العبرية
» قوة إسرائيلية تجتاز الخط الأزرق وتجرف أرضاً لبنانية وتل أبيب تتهم دمشق بتزويد حزب الله بـ «سكود»
» إسرائيل تخشى عواقب اجتماع دمشق الثلاثي: سوريا تكثّف تسليح حزب الله ... وإيران تحرّض