اليهود والسامية

إن اللا سامية بمعناها ومدلولها الأوروبي هي اللا يهودية
إن العداء لليهودية كان في واقع الأمر هو عداء للدور الذي كان يلعبه اليهود في أوروبا وتحكمهم بالاقتصاد وبالمعاملات المالية عن طريق إقراضهم الأموال إلى الملاكين العقاريين وإلى الحكومات الآوروبيةأنذاك
وإن نظرة سريعة فاحصة على دور ونشاط اليهود في أوروبا وكيف كانت تتعامل بالربا وكانت تصادر العقارات والأراضي للمدينين يعجزون عن تسديد دينهم مما كان يدفع المدينين إلى تنظيم حملات تعتدي على اليهود ويعبئون الرعاع لهذا الغرض كي يتخلصوا من التزاماتهم المالية وينقذوا ممتلكاتهم من المصادرة
كان اليهود يستفيدون من عمل الربا ويكدسون الأموال بشكل كبير حتى أن الحكومات الإقطاعية كانت تتدخل وخلافاً للقانون فكانت تشجع العداء لليهود لكي تصادر الكميات الكبيرة من الأموال المخزنة لديهم
وكانت أوروبا تشجع قدوم اليهود إلى إليها لأنهم قوة اقتصادية هامة تستفيد منها بشكل كبير
أما الفرق بين اليهود والسامية فيتجلى فيما يلي ويظهر في عملية استعراض الأقسام التي كانت عليها الطوائف اليهودية في العالم وبحسب الموسوعة البريطانية هناك تقسيمات ثلاثة كبرى لليهود وهي على الشكل التالي
أولا ** السفرديم : وهم اليهود الذين كانوا يسكنون اسبانيا خلال القرون الوسطى وبعد طردهم من اسبانيا عام/
1492م أقاموا في فرنسا وإنكلترا وهولندا وإيطاليا وتركيا وفلسطين وشمال إفريقيا وكذلك في أمريكا
وقد حافظ هؤلاء اليهود على عاداتهم ومعتقداتهم الدينية وكان تعداد هؤلاء السفرديم بحدود نصف مليون عام 1960
ثانيا **: ألا شكنازيم : وهم الذين عاش أجدادهم في القرون الوسطى في ألما نيا وانتشروا من هناك إلى شرق وغرب أوروبا وفي القرن التاسع عشر والقرن العشرين إلى خارج هذه الدول
أما عاداتهم وطقوسهم الدينية فهي تختلف عن عادات وطقوس السفرديم بشكل ملحوظ وكان الآشكنازيم يتكلمون اليهودية أو الألمانية اليهودية وهي شكل من ألمانيا لقرون الوسطى مع نسبة معينة من التعابير العبرية وتكتب
كللادينو بحروف عبرية:
أما العدد الكلي لهؤلاء في عام 1960كان يقدر بعشرة ملا يبن بما فيهم الخمسة ملايين الموجودون في الولايات المتحدة الأمريكية وثلاثة ملايين في الإتحاد السوفيتي
ثالثاً **:الشرقيون : وعددهم مليونان وهم أكثر إختلافاًمن السفر ضيم الآشكنازيم ويقيمون في ا لبلاد العربية ولغتهم عربية وقسم منهم في أفغانستان وإيران وبخارى حيث يتكلمون الفارسية وفي كردستان العراق حيث يتكلمون الآرامية الجديدة وهناك جماعات يهودية صغيرة لايمكن تصنيفها ضمن أحد الأقسام الثلاثة
منها جماعات إيطالية ويونانية والفلا شيا اليهود القادمون من أثيوبيا وبني إسرائيل ويهود ا لهند وكلهم من أصول غامضة:
أماي هود القرون الوسطى :: فهم يهود الخزر الآريون والذين اختفوا في سواحل بحر قزوين ليظهروا بعد ذلك في أوروبا الشرقية وخاصة في بولندا وقد وصل عددهم فيما بعد إلى عشرة ملايين من أصل ثلاثة عشر مليونا تقريبا
وحدث ذلك حوالي نهاية الآلف الأول بعد الميلاد وكانت قد أقيمت في أوروبا بعض المستوطنات في فرنسا ومنطقة الراين والتي كانت ربما من العهد الروماني ولعل مهاجريها أتوا من إيطاليا ويقال أن البعض منهم قد عبر بحر المانش إلى إنكلترا بدعوة من وليام الفاتح والذي كان بحاجة إلى رؤوس أموال اليهود واستثماراتهم الاقتصادية على إثر الحروب الصليبية واحتياجات جحافل المغول في أواسط أسيا وغربها
انهارت على أثرها البلدان الاسلاميه وانهارت أيضا على أثر ذ لك تشكيلة اجتماعية سياسية بدائية لم تصل
أبدا إلى مستوى الأمة أو الدولة وهى (مملكة الخزر اليهودية على سواحل بحر قزوين)
وقد اندمج اليهود بالحياة الاقتصادية والسياسية والعلمية وممارسة كافة الطقوس الدينية بحرية منذ القرن
السابع الميلادي حيث أنه لم يكن يوجد مشكلة يهودية في رحاب النظام الإسلامي حيث أن الإسلام يتصف
بالمسامحة والإنسانية وإكرام كل البشر بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين
أما بالنسبة ليهود الخزر فقد تواجدوا في مناطق القوقاز وهى الرقعة الممتدة بين نهر( الفولغا والرون و حتى
شواطئ بحر الخزر والبحر الأسود ولقد تشكلت في هذه المناطق مملكة يهودية وهى خليط من أواسط اسياوشرقها ويعتقد أن اعتناقهم للديانة اليهودية تم عام/ 740 م / عندما أعتنق ملك الخزر وحاشيته ألد ديانة اليهودية فأصبحت اليهودية دين الدولة:ولم تكن تلك الدولة قد لفتت النظر إليها لذلك تبددت كلياً في القرن الثاني عشر دون أن تثير أىإنتباه أما السؤال المطروح هو أين ذهب هؤلاء اليهود الخزر يون والذين كانت قد دمرت مجتمعا تهم على يد جحافل المغول .لقد هاجر يهود الخزر إلى مناطق الانتعاش الاقتصادي الجديدة في أوروبا
الوسطى والشمالية وتمركزوا بين اتحاد المدن التجارية وبين روسيا أي في بولونيا وشرقي ألمانيا وفي روسيا
ودول البلطيق وفنلندة...

وللمفارقة أن أغلب قادة الكيان الصهيوني ينحدرون من هؤلاء الخزروإليهم تعود دعاية اليهود الذين ينسبون أنفسهم إلى العرق السامي ويشتكون من الحركات المعا دية للسا مية ومنهم أيضا توجه سيل عارم من ألمها جرين
الذين لم يتوقفوا حتى الآن من الهجرة إلى فلسطين مع العلم بأن هؤلاء اليهود الخزر ينحدرون من الآريون التركماني الذين لاعلاقة لهم بالعرق السا مي لامن قريب ولا من بعيد والذين يطلق عليهم حديثاً الآشكنازيم
ولعل المفكر الصهيوني والذي ولد في هنغا ريا عام/1905 / آرثر كو ستلر والذي انتقل إلى بريطانيا وعاش فيها منذ عام/1941/ قد أوضح انتماء اليهود الخزر ونفى انتماءهم إلى السامية في كتابه عنهم وكشف عن أصولهم الآرية التركمانية مع العلم أن هذا المفكر يؤيد دولة إسرائيل ونفيه هذا عن الخزر ينفيه أيضا عن الآشكنازيم وكل من ينتمي لتلك الفئة أو الجماعة وفي السياق نفسه يؤكد بان ا ليهود الآوربيو ن معظمهم من الآرية
التركمانية المعروفة بالآشكيناز وهذا يؤكده أيضا بعض المصادر العربية القديمة ومن أهم هذه المصادر التي نلاحظها عند المؤرخين العرب مثل ابن فضلان والآصطخري وابن حوقل والمسعودي وغيرهم
إن كوستلر هذا المفكر الصهيوني يقف أمام عرب فلسطين ليقول :: حسناً لقد كنت أكذب طوال الوقت فقد قلت أني سامي أريد أن أعود إلى أرض أجدادي وقد عدت إليها وأنا أحتلها منذ ثلا ثون عاماً ولا يضيرني اليوم في شيء أن أعلن أني كنت أكذب إن فلسطين ليست أرض أجدادي بل أن أولئك القدماء ليسوا أجدادي
ولكني ولكي أغيظكم لن أقول بأن فلسطين عربية لأنها تدعى اليوم إسرائيل لقد استوليت عليها وجعلتها دولة بقوة القانون الدولي وبأ لآمر الواقع أنا لست سامياً::
وقد أكون رومانياً أو خزرجيا أو أسبانياً ومرة أخرى لن أقول عربياً ::
هذا هو كوستلر يسخر من الجميع بعد ثلاثون عاماً من احتلال فلسطين كانت حافلة باللغو الفارغ والكذب دون
أن يكلف نفسه مجرد ذكر اسم العرب::
وفي الختام يقول كو ستلر واستنادا إلى مراجع عديدة الغالبية العظمى من اليهود الباقين في العالم من أصل أوروبي شرقي ومن ثم من أصل خزري وإذا كان الآمر كذلك فاء ن هذا يعني أن أسلافهم لم يأتوا من وادي الأردن
وإنما من الفو لغا ولم ينحدروا من كنعان وإنما من القوقاز::
وأنهم يمثلون الجنس الآري وأنهم أوثق وراثياً إلى قبائل الهون والبوجر والمجر وأنهم أبعد ما يكونون من ذرية إبراهيم وإسحاق ويعقوب ::
وهنا وبعد كل الأدلة التي سقناها سابقاً نصل إلى نتيجة مؤكدة بأن اليهود أبعد ما يكونون عن السامية ويصبح حينها مصطلح معاداة السامية خاوياً من المعنى وإنما تم تبنيه لخدمة المشروع الصهيوني والمشاريع الاستعمارية في المنطقة العربية والعالم فقد أصبح من المتعارف عليه أن العرق السامي يعود إلى سام بن نوح عليه السلام
وهو الذي يشكل الأرومة الآم للمجتمعات في شبه الجزيرة العربية ووادي النيل وبلاد الشام وما بين النهرين وشمال إفريقيا حيث تطورت لغاتها المتعددة واتحدت بؤ للغة العربية ألمعر وفه اليوم وتطورت مجتمعاتها على اختلاف صفاتها ومناطقها ولم تحاول هذه المجتمعات السامية أن تتغنى بالسامية أو تجهر بها كما فعل اليهود وكما فعلت الصهيونية والغر عموماً ::
لآننامتأكدون من انتمائنا ولا ندعي ذلك مجرد إدعاء وفي الختام نقول أنه لابد ومن أجل التخلص من هذا الواقع المرير وهذا الاحتلال العنصري الصهيوني البغيض لابد من ردة فعل قوية وردة الفعل هذه لن تشكل خطر ذا على هذا الكيان ولن تكون مؤثرة على وجوده ما لم تكن هذه الأفعال منظمة وواعية لفعلها الذي تفعله وأن تسعى لتطويره ويكون ذلك بإشغال ل الفكر والعقل بشكل متطور وخلاق ولا بد لنا إلى جانب ذلك من توحيد كل الأطراف الموجودة في الساحة الفلسطينية وكل القوى المعنية بعملية التحرير والتخلص من هذا الاحتلال والمسكونة بالهم الوطني هذا إلى جنب وضع إستراتيجية جديدة وموحدة تستلهم تجارب الشعوب التي سبقتنا في عملية مقاومة الاحتلال والاستعمار القديم والحديث وكيفية إحراز الانتصارات وصولا إلى ألاستقلال والحرية
وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف::وعودة اللا جئ الفلسطينيين إلى ديارهم حسب القرار /194/
هذا يتطلب أيضا استنهاض كل الشعوب المحبة للسلام لدعمنا خصوصا الشعوب العربية والإسلامية وحثهم على إدراك الخطر الذي تشكله الصهيونية على المنطقة العربية خصوصاً وعلى المقدسات الأ سلامية والمسيحية وأولها المسجد الأقصى وعدد كبير من الأ ماكن المقدسة في فلسطين ::
وبعد إدراكنا لواقع هذه القضية وتحليلها بشكل علمي يستند إلى حقنا التاريخي في فلسطين ونفي أي حق لليهود فيها حسب ما ذكر أنفاً لابد لنا من أن ننتصر لآن قضيتنا عادلة وتمتلك كل شروط الانتصار::
وفي الختام نردد ما قا له الشاعر:::::::
إذا الشعب يوماًاراد الحياة فلا بدأ ن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد آن ينكسر

بقلم كامل بشتاوي في /1/5/20010

((حمص- سوريا)