بريطانيا : براون يقرر الاستقالة من رئاسة حزب العمال

بعد أيام من هزيمته في الانتخابات البرلمانية ، أعلن رئيس الحكومة البريطانية المنتهية ولايته جوردون براون في مؤتمر صحفي عقده الاثنين أنه سيستقيل من رئاسة حزب العمال في سبتمبر / أيلول المقبل .

وكانت الضغوط تزايدت في الأيام الأخيرة على رئيس الوزراء جوردون براون من داخل صفوف حزب العمال لإعلان تنحيه عن منصبه كزعيم للحزب.

وذكرت صحيفة "صنداي تليجراف " البريطانية أن شخصيات بارزة من حزب العمال تتساءل الآن ما إذا كان موقع براون كزعيم للحزب يعرقل أي فرصة مهما كانت صغيرة أمام التوصل لاتفاق على تقاسم السلطة مع حزب الديمقراطيين الأحرار.

وأضافت الصحيفة أن وزير الأعمال اللورد بيتر ماندلسون جرى اختياره كمسؤول بارز قادر على اقناع براون بتحديد موعد رحيله لمصلحة حزب العمال.

وأشارت إلى أنه من شأن رحيل براون أن يفجر تنافساً على زعامة حزب العمال للمرة الأولى منذ 16 عاماً ، قائلة :" إن ثلاثة معسكرات برزت الآن داخل حزب العمال بعد هزيمته في الانتخابات يحبذ أولها ابرام صفقة مع الديمقراطيين الأحرار والعمل من موقع الحزب المعارض الرئيسي ، فيما يدعو المعسكر الثاني إلى اقامة تحالف تدريجي بين العمال والديمقراطيين الأحرار مع بقاء براون للاشراف على هذه العملية ويفضل المعسكر الثالث رحيل براون وابرام تحالف بين الحزبين ".

وفي السياق ذاته ، أظهر استطلاع جديد للرأي أن 62% من البريطانيين يؤيدون رحيل براون ، وقال الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة "يوغاف" لصحيفة "صنداي تايمز" إن 28% يعتقدون أن براون كان محقاً حين قرر التمسك بالسلطة في حال فشل حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار في التوصل إلى اتفاق حول صياغة الحكومة الجديدة ، فيما رأى 48% من الناخبين البريطانيين أن يتولى حزب المحافظين قيادة الحكومة الجديدة سواء أكانت حكومة أقلية أو حكومة ائتلاف ، بالمقارنة مع 31% يفضلون أن يتولى حزب العمال قيادة الحكومة الجديدة بالتحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار.

وأضاف الاستطلاع أن 62% من الناخبين البريطانيين يؤيدون اصلاح نظام التصويت والذي قاد إلى تعليق البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت في 6 مايو .

وكان حزب المحافظين فاز في انتخابات 6 مايو بلا أكثرية مطلقة حيث حصل على 306 مقاعد مقابل 258 لحزب العمال و57 لحزب الديمقراطيين الأحرار من أصل 650 .

ويبحث زعيما حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار ديفيد كاميرون ونيك كليغ حاليا ما إذا كان يمكنهما تشكيل حكومة ائتلافية بعد النتائج غير الحاسمة للانتخابات العامة الأخيرة .

ووصف كثيرون خسارة حزب العمال بأنها جاءت كعقاب من الناخب البريطاني بسبب فشله في إدارة الأزمة المالية العالمية