يساريـون مـن 39 دولـة يعتصمـون مـن أجـل فلسطيـن

اختتم اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي (وفدي)، أمس، الاجتماع السنوي لمندوبيه، باعتصام أمام مقر «الاسكوا» في وسط بيروت تضامناً مع الشعب الفلسطيني تخللته إضاءة شموع.
وشارك في الاعتصام ممثلون عن 70 منظمة يسارية في 39 دولة عربية وأجنبية، الذين رفعوا شعاراً موحداً هو: «الحرية لفلسطين»، كتب بكل لغات العالم، معربين عن دعمهم المطلق للقضية الفلسطينية، وإدانتهم للاحتلال الإسرائيلي وأعماله المجرمة.
وألقى الأمين العام للـ(وفدي) تياغو فييرا كلمة في الاعتصام، قال فيها إنه «قبل عام قصفت إسرائيل قطاع غزة، ودمرت كل شيء. وحتى اليوم يستمر هذا العمل الإجرامي الذي تسبب بموت أكثر من ألف فلسطيني بينهم عدد كبير من الأطفال، فيما لا يزال المجرمون بلا عقاب حتى اليوم، في الوقت الذي يحوّل فيه حصار غزة حياة الفلسطينيين إلى عذاب يومي، إذ لا خدمات اجتماعية ولا مستشفيات ولا مدارس، فيما المستوى المعيشي وصل إلى أقصى درجات الانهيار».
وأضاف «ما زال الإعلام العالمي والتحالف الامبريالي، الذي تمثله الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعتبران ما يرتكب من مجازر في غزة بأنه «حرب»، في محاولة لإقامة وجه من الشبه الزائف بين المجازر التي ترتكبها إسرائيل، والمقاومة الفلسطينية التي تسعى لتحرير أرضها، وذلك كي يتحّول هذا التشبيه الى مفهوم يساعد الإسرائيليين على استكمال ما يقومون به من دون محاسبة».
وأشار فييرا إلى أنّ «غزة ما زالت محاصرة حتى اليوم، ولا يزال الفلسطينيون في سجنهم المطبق الكلي، ممنوعين من حق التجوال، ومن حق دخول أراضيهم، فيما أتى الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر ليزيد من حدة المعاناة والحصار، ما جعل حياة الفلسطينيين في وضع صعب جداً، بعدما شمل الحصار كل أساسيات الحياة، بينها الأدوية والمساعدات الإنسانية»، داعياً شباب العالم إلى النضال من أجل وقف هذا الجدار المصري، وكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة.
وتابع «في الوقت الذي يكبر فيه جدار العار، تقام جدران أخرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ تنتشر أسوار المستوطنات الإسرائيلية داخل القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث يُسجن الفلسطينيون داخل قراهم، ليتحولوا الى مستعبدين يخضعون لحاجة الطبقة الحاكمة ليد عاملة رخيصة»، لافتاً إلى أنّ «ما يسمى المجتمع الدولي قد فضل أن يغض النظر عن هذا الموضوع، وأن يجعل العالم ينسى الخزي والدمار الذي يحدثه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فقادة العالم ملتزمون مساعدة إسرائيل للوصول الى أهدافها، لكننا، نحن شباب العالم المناهضين للامبريالية، لن نوقف دعمنا للقضية الفلسطينية، من أجل أن يصل الفلسطينيون الى حقهم بدولة حرة مستقلة، ومن أجل عودة اللاجئين الى أرضهم». وختم: «نحن ندعم النضال الفلسطيني ونطالب الأمم المتحدة التدخل بوضوح لحماية هذا الشعب وإعطائه حقوقه».
وكان اجتماع الـ(وفدي) قد أقرّ خطة عمل الاتحاد للعام 2010، كما أجرى تعديلات على الورقة السياسية للاتحاد، بعد خلال جلسات عمل تواصلت طيلة الأيام الثلاثة الماضية، كما تم الاتفاق على اختيار جنوب أفريقيا لاستضافة مهرجان الشباب العالمي، الذي يحمل عنوان «شباب ضد الامبريالية».
يذكر الاجتماع قد عقد بمشاركة أن 70 مندوباً يمثلون التنظيمات الشبابية في الأحزاب الشيوعية والديموقراطية في 39 دولة هي: كاتالونيا، الولايات المتحدة، السودان، قبرص، البرتغال، البرازيل، نيوزيلندا، موزنبيق، الهند، اليونان، البحرين، اليابان، بريطانيا، اليمن، إكوادور، السويد، فرنسا، ايطاليا، المغرب، الدنمارك، روسيا، بلجيكا، زمبابوي، الصحراء الغربية، ألمانيا، اسبانيا، جنوب إفريقيا، سوريا، الأردن، كوبا، بنغلاديش، نيبال، انغولا، الكويت، ليبيا، سريلانكا، الجزائر، تنزانيا، وفلسطين.