الحريري التقى الأسد منفرداً وأتم زيارته التشاورية بنجاح

بينما كان الصحافيون السوريون يترقبون وصول رئيس الكومة اللبنانية سعد الحريري إلى دمشق سرت شائعة في الأوساط الإعلامية السورية مفادها أن فريدرك هوف مساعد المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل موجود في دمشق.
فيما أبدت مصادر في السفارة الأمريكية مفاجأتها للنبأ وأنها ليس لديها أي علم حول وجود هوف بدمشق لا سيما وأن وزير الخارجية السوري وليد المعلم موجود في العاصمة الطاجيكية دوشنبة للمشاركة في الدورة السابعة والثلاثين لمجلس وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة هناك مع انشغال الرئيس السوري بلقاءاته أمس الثلاثاء، لتنفي في ذات الوقت مصادر رفيعة في وزارة الخارجية السورية علمها بوجود فريدرك هوف في دمشق الذي من غير المستبعد وصوله إلى العاصمة السورية الأربعاء.

وفي هذه الأثناء اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد برئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بقصر الشعب منفردين في لقاء تجاوز الساعة ونصف الساعة أعلن بعده بيان رئاسي سوري أن الأسد والحريري بحثا العلاقات الثنائية بين سورية ولبنان والتطورات الإيجابية التي تشهدها وأهمية البناء على ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية بما يمكن من تجاوز العقبات التي قد تحول دون التقدم المأمول في مسيرة العلاقات وبما يخدم مصالح الشعبين السوري واللبناني، كما بحثا التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية واطلع الرئيس الأسد من الحريري على الجولة التي سيقوم بها الفترة القادمة والتي تشمل عدداً من الدول العربية والأجنبية، وأورد البيان أنه تم التأكيد على ضرورة الاستمرار في تنسيق المواقف بين البلدين لمواجهة التحديات التي تواجههما.

وأوضح البيان السوري أن الأسد أطلع الحريري على نتائج زيارته إلى تركيا ونتائج زيارة الرئيس الروسي لدمشق وأنه وتم الاتفاق على الإسراع في عمل اللجان التحضيرية استعداداً لاجتماع اللجنة العليا السورية اللبنانية في أقرب وقت ممكن.

وأردفت المصادر أنه الأسد والحريري بحثا في الدور المفترض للبنان من خلال موقعه في مجلس الأمن ونقلت دعم دمشق لهذا الدور واعتبرت أن اللقاء يندرج في إطار البحث السياسي المعمق بين لبنان وسورية قبيل سفر الحريري لواشنطن الذي يعكس حسب وصفها دفئاً وتنسيقاً بين القيادة السورية والحكومة اللبنانية

ونفت المصادر أن يكون تبني واشنطن اتهامات تل أبيب لدمشق بخصوص تهريب أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله موضع نقاش بين الأسد والحريري كون هذا الموضوع لن يكون محوراً في مباحثات الحريري بواشنطن حسب ما أفادت المصادر التي عللت ذلك بكون الحريري ليس راغباً في السماح لواشنطن بالدخول في الشأن اللبناني الداخلي وكونه عبر عن موقفه بشكل واضح بخصوص مزاعم تهريب الأسلحة لحزب الله فور صدور هذه المزاعم، وأردفت أنه ليس من مصلحة الحكومة اللبنانية دخول واشنطن بثقلها على خط الملفات اللبنانية الداخلية وأنه فن الأفضل إبقاء هذه الملفات باليد اللبنانية.

وكانت المستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان قد نفت في تصريحات إعلامية ما يجري الحديث به عن وجود فتور ما في العلاقات بين الحريري ودمشق، وأشارت شعبان إلى أنه ومنذ زيارة الحريري الأولى إلى سورية والعلاقات تتصاعد وتتطور ولم تجمد، لكن هناك من ليس لديه مصلحة في هذه العلاقات وهناك ترويج في الإعلام وهناك أشخاص لا يستطيعون أن يقبلوا العلاقات الطيبة بين لبنان وسورية وهذه مشكلتهم حسب تعبير بثينة شعبان، مبينة أن زيارة الحريري إلى واشنطن لا تسبب أي قلق لدمشق.

كما استبعدت المستشارة أن يكون التحسن في مستوى العلاقات السورية اللبنانية مجرد انعكاس لتحسن العلاقات السورية السعودية موضحة أيضاً أن الملك السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز لعب دوراً في دفع هذه العلاقات في البداية.

واعتبرت أن اللقاء يندرج في إطار البحث السياسي المعمق بين لبنان وسورية قبيل سفر الحريري لواشنطن الذي يعكس حسب وصفها دفئاً وتنسيقاً بين القيادة السورية والحكومة اللبنانية.