مفاجآت وأزمات وأحزان ...العالم يودع 2009 ويجدد الأمل في 2010

ويبقى من الزمن أيام .. ليحل عام 2010 محل العام السابق.. مودعا معه أفراحه وأتراحه حاملا للبشرية وجها آخر لم تعرف ملامحه بعد .. تكشف عنه أيامه بمرور الوقت، ولم تتوقف آثار هذا العام على بقعة دون غيرها بل أنها شملت أغلب دول العالم، لكن ما يهمنا التركيز عليه تلك الأحداث التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر في واقعنا العربي والمصري أو في تلك الدول التي لها علاقات مباشرة تتلامس مع هذا الواقع.

فقد حفلت سنة 2009 بأحداث كثيرة مر أغلبها علينا مرور الكرام وتركت البقية أثرها في عقولنا ووجداننا، ولكن ما يتعجب منه المرء أن الأحزان غالبا ما تعلم في الذاكرة، وتترك جرحا أعمق في نفوسنا من أن يندمل بسهولة، وقبل أن نودع عام 2009 نحسب لها الأحداث الجيدة ونعد عليها ما سببته لنا من آلام وأحزان.

الرئيس الأسود

- بداية عام 2009 وتحديدا في 20 يناير عاصرت الولايات المتحدة الأمريكية لحظات لم تعيشها طيلة تاريخها كله، حيث أدى باراك حسين أوباما اليمين الدستوري ليصبح رسميًا أول رئيس أسود من أصول أفريقية للولايات المتحدة.

وهي الخطوة التي رُد فيها الاعتبار لكل أسود عاصر التفرقة العنصرية وآثارها خلال قرون عديدة على أراضي بلد كانت دائما وأبدا تدعي الديمقراطية، وهو الخبر الذي أسعد الكثيرين في كافة أنحاء العالم وخاصة في قرية كوغيلو في كينيا مسقط رأس والد باراك أوباما، حيث عجت بالاحتفالات ابتهاجا بتنصيب ابن منطقتهم رئيسا للولايات المتحدة.

وقد أعرب العديد منهم عن أمله في أن تحظى القارة السمراء باهتمام أكبر من الولايات المتحدة بعد وصول أوباما إلى سدة الرئاسة.

وفي النصف الثاني من 2009 ودع الشعب الفلسطيني عمالقة من عمالقة القضية الفلسطينية انه الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور سمير غوشة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الاستاذ شفيق الحوت كما و عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صخر حبش

وباء الخنازير

- اجتاح العالم رعب من انتشار أنفلونزا الخنازير وتحولها إلى وباء يحصد أرواح الآلاف في كافة أنحاء العالم، وبدأ المرض في الانتقال بين البشر في المكسيك في فبراير2009، حيث عانى عدة أشخاص من مرض تنفسي حاد غير معروف المنشأ، و أدى المرض إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، فأصبح أول حالة مؤكدة للوفاة بسبب الإصابة بأنفلونزا الخنازير.

وتبع ذلك انتشار المرض بصورة سريعة في دول العالم، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد ضحايا أنفلونزا الخنازير إلى خمسة آلاف وسبعمائة حالة في العالم في 195 بلدًا في العالم أكتوبر الماضي.

ملك البوب

- في 25 يونيو 2009 أعلنت مصادر طبية أمريكية عن وفاة ملك البوب الأمريكي مايكل جاكسون عن سن يناهز 50 عاما إثر أزمة قلبية بعد نقله للمستشفى في حالة غيبوبة عميقة. أما السبب وراء وفاته المفاجئة فكان طبيبه الشخصي كونراد موري الذي حقنه بمسكن قوي أودى بحياته.

وأثارت وفاة جاكسون العديد من التساؤلات، حيث قال البعض أن اعتناقه الإسلام سبب قتله ورأى فريق آخر إلى القول بأن المنشطات والمسكنات أودت بحياته. بينما تناقلت صحف الكترونية ومدونات أمريكية تقارير تؤكد أن مغني البوب الأمريكي مايكل جاكسون قد توفي بسبب مضاعفات مرض الإيدز، مشيرة إلى أنه كان قد أصيب به قبل أعوام خلال عملية نقل دم.

حادث القطار

- وضمن مسلسل حوادث السكك الحديدية المستمر في مصر .. أدى حادث تصادم قطارين عند ق

رية كفر جرزا بمركز العياط بمحافظة الجيزة في 24 أكتوبر 2009، إلى مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة 36 آخرين، حسب الأرقام الرسمية، وأعلن مسئول أمني أن الحادث وقع نتيجة أن "القطارين كانا يسيران على السكة نفسها" أثناء توجههما إلى صعيد مصر.

وعلى عكس الأرقام الرسمية .. أفاد شهود عيان أن عدد الجثث التي تم انتشالها بعد تصادم قطاري العياط تراوحت بين 50 إلى 60 شخصا، بالإضافة إلى إصابة 70 آخرين.

وكان القطار المنطلق من محطة أم المصريين للفيوم، قد خرج عن مساره بعد اصطدامه "بجاموسة" الأمر الذي تسبب في تعطله، وحاول السائق الاتصال بإشارات السكة الحديد لإيقاف القطار القادم على نفس المسار، إلا أنه فشل، وحدث الاصطدام مما أدى إلى انقلاب العربة الخلفية للقطار الأول.

قبطي مرشح للرئاسة

- وما زلنا في مصر ولأول مرة في تاريخها .. أعلن أول قبطي 15 سبتمبر 2009 عزمه الترشيح لرئاسة الجمهورية خلال الانتخابات المقبلة لعام 2011 وهو نائب رئيس الحزب "الدستوري الاجتماعي الحر" ممدوح رمزي.

وبعد رمزي تقدم اثنان من الأقباط لخوض انتخابات 2011 الناشط الحقوقي ورئيس مركز "الكلمة لحقوق الإنسان" ممدوح نخلة عن حزب "العدالة الاجتماعية"، الذي يشغل منصب سكرتيره العام، ورئيس حزب "الاستقامة" - تحت التأسيس - عادل فخري، ليصبح عدد الأقباط المتقدمين لرئاسة مصر ثلاثة.

وجاء إعلان الثلاثة أقباط على الرغم من مهاجمة البابا ظاهرة التهافت القبطي على الترشيح للرئاسة، قائلا "من يلجأ من الأقباط للترشيح للرئاسة سيمنى بالفشل"، مشيرا إلى الأقلية العددية للأقباط تمنع توليهم مثل هذه المناصب الكبرى، ضاربا المثل بالانتخابات النقابية التي تشهد عادة سقوط الأقباط. وتساءل: "كيف لقبطي يفشل في انتخابات النقابات أن يترشح لانتخابات الرئاسة، فالمسألة غير عملية وغير واقعية؟".

رحيل أخر ملكات ليبيا

- في 3 أكتوبر 2009 رحلت عن عالمنا الملكة فاطمة، أرملة آخر ملوك ليبيا الراحل إدريس السنوسي، عن عمر يقارب الـ 99 عاما بعدما أمضت ثلاثة أسابيع في غيبوبة بأحد مستشفيات العاصمة المصرية.

ودفنت أخر ملكات ليبيا في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية بناء على وصيتها، حيث اعتادت في السابق قضاء أسبوعين من كل سنة في الأراضي المقدسة في ضيافة خادم الحرمين الشريفين.

والملكة فاطمة ابنة نائب الخليفة العثماني على قارّة أفريقيا، أحمد الشريف السنوسي، أحد أشهر أبطال عرب الشمال الأفريقي. ولدت فاطمة بواحة "الكُفرَة" في الصحراء الليبية الكُبرى سنة 1911، وعاشت بها حتى سن السابعة عشرة، ثم غادرتها مع أطفال ونساء العائلة السنوسية قبيل دخول القوات الاستعمارية للواحة بأيام قليلة، إلى مصر على ظهر الإبل في رحلة شاقة استغرقت 17 يوما.

واقترنت في عام 1930 في مصر بابن عمها إدريس السنوسي أمير برقة آنذاك، وسكنا في منطقة حمام مريوط بالصحراء الغربية بمصر. إلى أن رجعت إلى برقة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لتلعب دورها كأميرة بجانب زوجها أمير برقة بكل ثقة وكفاءة حتى عام 1951.

وعندما تُوّج إدريس ملكا على ليبيا المستقلة، أصبحت فاطمة طبقا لبنود الدستور الليبي في ذلك الوقت، الملكة فاطمة. ولم تُرزق الملكة بأطفال، رغم ولعها بهم، فتبنّت عمر ابن شقيقها السيد العربي، كما تبنّت الطفلة الجزائرية سُليمة التي فقدت أهلها في الحرب الجزائرية الفرنسية.

صاحب العلم والإيمان

- في خبر هز العالم العربي أجمع .. توفى المفكر الإسلامي والعالم المصري مصطفى محمود صباح السبت الموافق 31 أكتوبر 2009 بعد صراع طويل مع المرض ظل خلاله طريح الفراش في مستشفى يحمل اسمه بحي المهندسين جنوب القاهرة.

جنازة العالم الراحل والتي خلت، خلافا للتوقعات، من رموز المجتمع ، وشيعه البسطاء بدموعهم الغزيرة. وقالت "أمل" ابنة الراحل لـ"محيط" أن والدها رحل في هدوء، بلا مقدمات سوى تدهور الحالة الصحية التي أدخل على إثرها العناية المركزة، مضيفة : "كان نائماً في سكينة تامة لكنه لم يستيقظ مرة أخرى، لقد كنت معه طوال الوقت لكنه لم يتحدث ولم يترك وصية"، ونفت أن يكون والدها أصيب بفقدان الذاكرة أو الاكتئاب كما أشيع منذ فترة .

وأكدت إحدى أقاربه أن د. مصطفى كان دائم الصلة بعائلته ويودهم، وكان دائم التحدث معهم حول الصلاة وقراءة القرآن باعتبارها الأعمال الباقية للإنسان في آخرته، وكان يكرر مقولته بأن "القرآن أفضل ما يؤنس وحشة كبار السن تحديدا والإنسان عموما".

أن صلته بربه كانت شغله الأساسي بالحياة، ورددت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، معتقدة أن مصطفى محمود رحل مخلفا الثلاثة أشياء ، ويحسب له هؤلاء المرضى المحتاجين الذين وجدوا نافذة نور في جمعيته الخيرية.

أزمة مصر والجزائر

بعد مباراة مصر والجزائر المقامة في 18 نوفمبر 2009 تفجرت أزمة كبيرة بين البلدين وصت إلى سحب سفير مصر من الجزائر للتشاور، ومطالبة أصوات مصرية ضخمة بطرد سفير الجزائر من مصر.

وتعالت أصوات من الجهتين للمناداة بقطع العلاقات نهائيا بين الشقيقتين العربيتين نهائيا، وتبادل الجانبين الاتهامات ورُوجت كثير من الأكاذيب حول ضحايا جزائريين قتلوا في القاهرة، كما أدعت جريدة "الشروق" الجزائرية. مما عرض آلاف المصريين بالجزائر لاعتداءات من قبل جماهير متعصبة في العاصمة.

كما تعرض المشجعون المصريون في السودان بعد ساعات من انتهاء المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر إلى اعتداءات سافرة من جانب الجزائريين عرضت حياتهم إلى خطر الموت.

وأعقب فترة اشتعال الموقف بين البلدين هدوء نسبي دعت خلاله أطراف عديدة إلى التهدئة بين البلدين، حيث أعرب محمد كمال عبد الرزاق بارة مستشار الرئيس الجزائري عن أسفه لكل ما حدث في أعقاب مباراتي كرة القدم بين مصر والجزائر، داعيا كل من يؤمن بوحدة الانتماء والمصير العربي المشترك إلى تجاوز مثل هذا الظرف.

وقال بارة خلال زيارته لمصر :"إن الإرادة في مصر والجزائر ستساعد على تجاوز هذه الأزمة الظرفية التي تسمى في مصر سحابة صيف وهى أزمة مفتعلة من البعض سواء هنا أو هناك على مستوى الصحافة".

لا مآذن في سويسرا

- أيد أكثر من 59% من السويسريين حظر بناء المآذن في بلادهم في 29 نوفمبر 2009 . وكانت أحزاب يمينية متطرفة من بينها حزب الشعب والاتحاد الديمقراطي الفيدرالي قد تقدمت باقتراح يهدف إلى إضافة بند في الدستور الفيدرالي ينص على أن بناء المآذن محظور، مدعين أن السماح ببناء المآذن سيؤدي إلى "أسلمة" البلاد.

بينما أكد المعارضون لحظر بناء المآذن أن قرارا مثل هذا سيمثل تمييزاً بحق المسلمين؛ لأنه لن يشمل إلا أماكن عبادتهم في حين أن المباني التابعة لجميع الديانات الأخرى لن تتعرض لأي تقييد.

ووجدت تلك الحجة آذنا صاغية من ناخبين في اللقاءات العامة لمناقشة اقتراح الحظر. لكنها سببت إحباطا شديدا للجالية المسلمة في سويسرا، التي تصر على أن كل ما تريده هو بناء مسجد يعرف بعلامة.

وانتشر في أرجاء سويسرا، أثناء الدعوة لمنع بناء المآذن، ملصق لحزب الشعب السويسري تظهر فيه امرأة منقبة باللون الأسود على العلم السويسري ذي الصليب الأبيض تحيطها مآذن شبيهة بالصواريخ بشكل ينذر بالخطر.

شروط البرادعي

وفي إعلان أشبه بقنبلة ذرية فجره محمد البرادعي، الرئيس الحالي للوكالة الدولية للطاقة، أعلن أن قبوله الترشيح لرئاسة مصر في الانتخابات الرئاسية القادمة مشترطة بتشكيل لجنة قومية مستقلة ومحايدة لتنظيم الانتخابات، وتحقيق الإشراف القضائي الكامل عليها، في وجود رقابة دولية، ووضع دستور جديد يقوم على أن "الدين لله والوطن للجميع"، مما آثار ضده ردود فعل عنيفة.

وقال البرادعي :"إذا قررت الترشيح لهذا المنصب الرفيع، وهو الأمر الذي لم أسع إليه، فسيكون ذلك إذا رأت الغالبية العريضة من أبناء الشعب المصري بمختلف انتماءاته أن ذلك سيصب في مصلحة الوطن، خاصة أن قناعتي هي أن من يتولى هذا المنصب في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ مصر يجب أن يكون رئيساً توافقياً يلتف حوله الجميع، ويتطلب هذا بالضرورة فتح باب الترشح لجميع المصريين سواء أعضاء في أحزاب أو مستقلين عن طريق إزالة مختلف العوائق الدستورية والقانونية المقيدة لحق الأغلبية العظمى في الترشح، لكي تكون هناك فرصة متكافئة وحقيقية أمام الجميع دون اعتبارات حزبية أو شخصية".

» العالم نجا من كارثة نووية في 2009 بسبب عدم السماح بنصب خيمة القذافي
» مقتل 23 مرسلا مسيحيا في العالم سنة 2010
» مصر تخفض عجز الميزانية في 2009-2010 الى 8.1 % من الناتج المحلي
» أبناء القذافي شخصيات بأمزجة مختلفة وأزمات متعددة
» الكشف عن مفاجآت مثيرة فى واقعة مقتل طفلة جزائرية بمكة