أم أشرف تبيعُ المعجنات في مهرجان سينما الشباب برام الله التاريخ : 26/5/2010 الوقت : 12:53

أم أشرف تبيعُ المعجنات في مهرجان سينما الشباب برام الله التاريخ : 26/5/2010 الوقت : 12:53
--------------------------------------------------------------------------------


رام الله 26-5-2010 وفا- علي عبيدات

بثوبها الفلسطيني المُطرز، أطلت أم أشرف على جمهور السينما الفلسطينية، وباعت مُعجناتها، وروّت لهم حكايات المرأة، وضرَبت مثالا للكفاح والتحدي، عبر فيلم يحمل اسمها.

'أم أشرف' كانت في افتتاح مهرجان 'سيني شباب 2010' للمخرجين الفلسطينيين الشباب، في المركز الثقافي الفرنسي الألماني برام الله.

وعلى مدار ثمانية عشر دقيقة، أطلَّع المخرج الشاب سائد كرزون جمهور المهرجان الذي ينظم للمرة الثانية في فلسطين، ويشارك فيه خمسة عشر مخرجا فلسطينيا، على تفاصيل حياة بائعة المعجنات الفلسطينية، ورحلتها اليومية بين المؤسسات بحثا عن رزقها، في فيلمه الذي تزيَّن بصورتها، وحمل أسمها 'أم أشرف'.

ويسلط الفيلم الذي انتج في العام 2007، الضوء على قضايا المرأة الفلسطينية، ويناصر حقوقها بطريقة غير تقليدية، بعيدا عن الشعارات والخطابات، فيظهر معاناتها، ويدخل تفاصيل حياتها، مبيناً عزمها وإصرارها، وقوة شخصيتها.

فمن مطبخها الصغير، وبصحبة ابتسامتها العفوية البسيطة، وقوة المرأة الفلسطينية المكافحة، تبدأ أم أشرف تحضير معجناتها، لتنطلق في رحلة بيعها بين المؤسسات، لتتبادل وموظفيها وموظفاتها الحكايا، التي تحمل الكثير من الأسرار.

سنوات أم أشرف السبع والخمسين، وابناؤها الخمسة، عجزوا جميعا عن ايقافها عن عملها، وتخاطب الجمهور قائلةً: 'أنا ما رح أرد على حدا، طول ما أنا قادرة على الشغل بدي اشتغل'، لتثبت حقها في العمل، غير مكترثةٍ بالقيل والقال.

وتمضي في رحلتها لمساعدة زوجها المريض، الذي توفي بعد انتاج الفيلم، قوية الشخصية، واثقة الخطوة، فتتحدث بطلاقة، وتطرق مواضيع حساسة في حياة المرأة الفلسطينية، وعلاقتها بزوجها ومحيطها، في إطار درامي يأخذ مناحي تراجيدية أحيانا، ويعرج على الكوميديا في أحيانٍ كثيرة أخرى.

وتعلق على المجتمع المحيط بها، وتدافع عن حقها في العمل، وتحث الشباب على ضرورة البحث عن فرصتهم، وعدم اليأس، والتسلح بالأمل، ويساندها كرزون عبر مداخلات لزبائنها، شجعتها على المضي في عملها.

وتبدو أم أشرف أكثر فلسفةً ودراية، حين تظهر رأي المتعلمين والمثقفين بعملها، وتشجيعهم لها، بينما تغض النظر عن رأي من وصفتهم بالجاهلين، بل أنها تخطت ذلك بجلوسها خلف شاشة الكمبيوتر، مؤكدةً على قدرتها على التعامل معه.

وتطرق أبواب الفكاهة، فتتقن الكوميديا بشكل لافت، عندما تبدأ حوارا مع إحدى زبائنها، حول الحياة الزوجية، مشيرةً إلى 'رغبة بعض النساء بوضع أزواجهن في شاحنة وبيعهم'، لافتةً إلى أنها لا تحسد من النساء إلا الأرملة، قائلةً 'الأرملة الله مهدي بالها'.

ويشير مخرج العمل سائد كرزون، إلى أن فكرة الفيلم جاءت من إيمانه بضرورة الدفاع عن حقوق المرأة بطريقة غير تقليدية، من خلال إظهار المرأة الفلسطينية الحقيقية، وحقوقها، وواجباتها، بعيدا عن الشعارات الرنانة.

وحول اختيار أم أشرف قال: 'أم أشرف لديها قصة، مكافحة قوية، فلسطينية حقيقية، لديها طاقة كبيرة، وإصرار أكبر، وتقوم بعمل كبير، تشعر عندما تقابلها بنفس المرأة الفلسطينية، وقوتها، وعزمها على الحياة'.

وأضاف أنه ترك المجال للمشاهد بتذوق الفيلم، من خلال المشاهد، والموسيقى اللتي استخدمها، وهي موسيقى التونسي انور ابراهيم، مشيرا إلى أنه حاول تجميع الكل الفلسطيني، المعاناة، الإصرار، المأكولات الشعبية، الثوب الفلسطيني، في شخصية أم أشرف.

وفيما يتعلق بالإخراج الفلسطيني الشاب، أشار كرزون إلى أن هذا الحقل يتطور بشكل كبير وملحوظ، ولديهم أفكار كثيرة، رغم قلة الإمكانيات، إلا أن المهم أن هذا المجال يتطور بشكل كبير، ويحقق قفزات ملحوظة.

ومثلما بدأت رحلتها تنهيها، والسلالم التي صعدتها وسلتها مليئة بالمعجنات، نزلتها وهي فارغة، مصرةً على ضرورة إكمال مسيرتها، ومشجعةً غيرها من النساء على الدفاع عن حقوقهن بالفعل لا بالقول، وضاربةً مثلا للشباب بضرورة التحلي بالأمل والبحث دوما عن فرصة.

ـ