مخيمات بيروت الفلسطينية تستعيد الهدوء

المخيمات الفلسطينية في بيروت (مار الياس ـ شاتيلا ـ برج البراجنة) هادئة. لا هي فائضة الحماسة، ولا متأهبة إزاء ما تعرّض له «أسطول الحرية» المتوجه إلى غزة. يسود السكون المخيمات، تخترقه أحياناً بعض الأناشيد الحماسية، وأصوات النشرات الإذاعية والتلفزيونية. عاد السكان هناك ليمارسوا حياتهم اليومية، «نلتهي برغيف الخبز»، على حد قول أحد قاطني مخيم شاتيلا. وبقي الانقسام سيد الموقف حول توّحد الفصائل الفلسطينية إزاء ما حصل بين قائل إنها «وحدة ظرفية إعلامية تنتهي بانتهاء الاعتصام»، وبين مؤكد على أن «ما حصل ساهم في إعادة اللُحمة في ما بينهم». إلا أن الأكيد أن الجميع يتفقون على الإشادة بمواقف تركيا الأخيرة التي كثر وصفها بـ«المشّرفة»، وعلى أن «العرب قوم متخاذلون»، و«المطلوب شوية كرامة للزعماء»، كما قال زكريا أبو علي (50 عاماً ـ شاتيلا) مستشهداً بـ«غوار».
الفصائل «يد واحدة» أو «فولكلور» ظرفي
«نتخطى جراحاتنا حتى يكون تعبيرنا موّحدا»، موقف لعضو قيادة منطقة بيروت في «حركة فتح» خالد العبادي (مار الياس) الذي أكد أن الفصائل اليوم تعيش «جو اتحاد وطني» إن في الاعتصامات أو في اللقاءات، و«ربّ ضارة نافعة». كذلك، تثني فاديا ناصر (37 عاماً ـ برج البراجنة) على توحد الفصائل «في الشدائد فأصبحوا يداً واحدة. والعدو أصبح صديقاً». كذلك، يشير محمود السقا (35 عاماً ـ شاتيلا) الى صور كل من أحمد ياسين وأبو عمار، ويقول: «انظروا إليهم منورين المخيم»، بينما يعتبر ذو الفقار جواد (24 عاماً ـ شاتيلا) أن كل ما يتعلق بالفصائل «تمثيلية» تنتهي بانتهاء الخطب: «كل فصيل يقول كلمته ويرحل ونحن قوم شطار بالخطابات». ما أكد عليه حسين ابو علي (44 عاماً ـ برج البراجنة): «الحديث عن الوحدة بين الفصائل لا قيمة له بل ينتهي عندما تنفضّ المسيرة لتعود الخلافات والاصطفافات من جديد في حال حصول أي إشكال في المخيم».
هل تمسك تركيا بورقة العرب؟
أثلج موقف تركيا الأخير وتحديها إسرائيل نفوس الفلسطينيين في المخيمات، فرفعت الأعلام التركية العملاقة في أرجاء المخيمات. يصف كرم الزقا (33 عاماً ـ مار الياس) هذا الموقف بـ«النصر الذي أتى من غير العرب.. يفرحنا كل من يقف بوجه إسرائيل»، واصفاً موقف العرب بالضعيف والمتخاذل واللاهث «خلف العطر الأميركي والإسرائيلي». كذلك، رأى مسؤول العلاقات السياسية في بيروت (مار الياس) ناصر أسعد أن «تركيا اليوم تعيد أمجاد عبد الحميد»، وأن «بوادر الدولة الفلسطينية على قاب قوسين أو أدنى.. والباخرة غيرت قواعد اللعبة»، فيما اكتفى بوصف موقف العرب بـ«الخجول».
يتحسر غالبية سكان المخيمات على ما قامت به تركيا تضامناً مع رعاياها الذين سقطوا. ويعزون سبب ذلك الى أن «تركيا تهتم بشعبها عكس العرب اللاهثين وراء المراكز»، كقول غسان عطعوط (34 عاماً ـ برج البراجنة) الذي رأى أن «الدم الفلسطيني أصبح رخيصاً والدم التركي الجديد له قيادة وناس تهتم به». أما أبو خالد طه (47 عاماً ـ شاتيلا) فقد ذهب أبعد من ذلك بالقول: «الأتراك لديهم كرامة ونحن بلا كرامة». فيما أعرب حسين ابو علي عن فرحته بأنه «أصبح هناك دم بين الأتراك واليهود»، لأن ذلك يجعل تركيا تقف «الى جانبنا» ضد الظلم والاحتلال الذي لا يعرف أعراقاً ولا أدياناً. وعبرت فاديا عن ثقتها بأنها لو ذهبت الى الأراضي التركية، «فسيضرب لها ألف سلام هناك»، بالمقابل، يتخوف ابو خالد طه من أن تصبح تركيا «بوابة العالم وتستلم ورقة العرب».

» لبنانيون يروون حياتهم وتفاصيل إقامتهم في مخيمات بيروت الفلسطينية
» مخيمات بيروت الفلسطينية «تعيش» على وقع الأحداث: في الأزقة تصدح أصوات المذيعات و.. نشيد تركي ـ عربي
» إصلاح البنى التحتية في مخيمات بيروت الفلسطينية: انتهاء الأعمال في شاتيلا ومار الياس .. والبرج يتأخّر
» مخيمات بيروت تحيي الذكرى 24 لاستشهاد علي أبو طوق
» صبيحات على راس وفد من تجمع اسر الشهداء يتجول في مخيمات بيروت