لا جديد في جعبة بيرنز وأميركا لن تدعم "التوطين بالقوة"

لم يحمل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية السفير وليم بيرنز جديداً الى المسؤولين الذين التقاهم، سوى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما مستمر في مساعيه لتنشيط عملية السلام في الشرق الاوسط المجمّدة بعد تجميد المفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري مع اسرائيل منذ ترؤس بنيامين نتنياهو الحكومة الحالية. واكد ان المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل يكثف جهوده من اجل معاودة المفاوضات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي بالواسطة، أي انه يتولى نقل المقترحات والافكار بين الطرفين حول جدول الاعمال الذي هو قيد الاعداد. ولم يعط موعداً لمعاودتها او مزيداً من التفاصيل.
وكرّرالموقف الذي سبق ان اكده ميتشل لكل من الرئيسين ميشال سليمان وسعد الحريري، أن أي حل على المسار التفاوضي الفلسطيني – الاسرائيلي لن يكون على حساب لبنان وخصوصاً بالنسبة الى قبول توطين الفلسطينيين الذين لجأوا الى لبنان منذ احتلال اسرائيل لاراضيهم. غير ان اللافت حول هذا الموضوع استعمال كلمة "بالقوة" في العبارة التي وردت في بيانه وهي "ان الولايات المتحدة لن تدعم عملية التوطين بالقوة للفلسطينيين في لبنان. واللافت ايضا تكرار التزام بلاده التطبيق الكامل للقرار 1559 الى جانب القرارين 1680و1701 غير آخذ في الاعتبار موقف فئة مهمة من اللبنانيين لم تعد ترى في القرار الاول حاجة الى تنفيذ البندين المتبقيين منه لجمع السلاح اللبناني والفلسطيني، ما داما ملحوظين في القرار 1701. ويشار الى ان الحكومة لم تؤيد هذا الاتجاه، وتتلافى طرحه منعاً لأي انقسام او زعزعة لوحدة الحكومة.
وجدّد التأكيد أن برنامج مساعدات بلاده للجيش اللبناني سيستمر وفقا لما هو مقرّر وتشرف على تنفيذه اللجنة العسكرية المشتركة اللبنانية – الاميركية، وان ثمة اضافات عليه عند الضرورة وعند الحاجة غير ملحوظ في البرنامج. ومعلوم ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس سلّم نظيره الياس المر كتابا بقيمة 267 مليون دولار فيصبح المبلغ 800 مليون دولار، بعدها كان قبل ذلك 533 مليونا.
ونصح مسؤول بارز خلال استقباله بيرنز بتفعيل عملية المفاوضات ما دامت المرحلة الحالية هادئة، وان واشنطن لن تسمح لاسرائيل بأي عدوان على المنشآت النووية الايرانية في الظرف الراهن وان العقوبات هي البديل لأن واشنطن تدرك ما يمكن ان تكون عليه ردة الفعل العسكرية الايرانية ليس على اسرائيل فحسب بل ايضا على دول خليجية تستضيف قواعد عسكرية اميركية في أكثر من دولة.
وتراجع الحديث مع الرجل القوي في وزارة الخارجية الأميركية عن المخاوف الرسمية من التهديدات الاسرائيلية على لبنان، باعتبار ان اوباما لن يعطي حكومة نتنياهو الضوء الاخضر من أجل شن اي هجوم على ايران، وهو يفضل "العقوبات ضد مسؤولين ايرانيين في الملف النووي لا تؤذي الشعب الايراني".
واشار بيرنز في بعبدا والسرايا الى اهمية الاتصالات بعواصم القرار من أجل إعداد لوائح بالعقوبا ت الجديدة التي ستفرض على ايران وتفضّل واشنطن ان يتخذ بها قرار في مجلس الامن خلال الرئاسة الفرنسية الحالية، وخصوصاً ان باريس من اشد المتحمسين لفرض العقوبات.
وأطلع الديبلوماسي الاميركي المسؤولين على اجواء تحرّك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في السعودية وقطر لحشد التأييد للعقوبات الجديدة ضد ايران.
وذكر ان هدف واشنطن توحيد موقف المجتمع الدولي من العقوبات كي تكون فاعلة وضاغطة، وان المساعي مع الصين حثيثة لتعديل موقفها، بحيث تضطر طهران الى تغيير موقفها، نظراً الى خطورة العقوبات ووطأتها عليها.
ولم يشر الى انعكاسات تلك العقوبات بعد فرضها ايرانيا وآثارها على دول عربية وعلى الاخص الخليجية منها اذا ما أيدتها.
واللافت ان بيرنز استهل جولته في المنطقة بلبنان، واليوم يتوجه إلى سوريا، المحطة الثانية.