'وفا' تضيء شمعتها التاسعة والثلاثين بمزيد من التصميم والتطور التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 07:29

'وفا' تضيء شمعتها التاسعة والثلاثين بمزيد من التصميم والتطور التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 07:29
--------------------------------------------------------------------------------

القاهرة 5-6-2010 وفا- محمود خلوف

تحتفل وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية 'وفا'، اليوم، بإضاءة شمعتها التاسعة والثلاثين، في مسيرة شاقة عنوانها التصميم والدفاع عن المشروع الوطني، ودعم برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.

وتأسست وكالة 'وفا' في الخامس من حزيران/ يونيو 1972م، بموجب قرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وسارت كرواد الثورة على الطريق المعمد بدماء الشهداء، وبدأت بثها من بيروت كصوت رسمي يمثل حركة المقاومة الفلسطينية، ويساهم في توحيد الرأي العام الفلسطيني.

وحملت الوكالة اسم 'وفا' بعدما كان اختصار (واف) يرمز إلى وكالة الأنباء الفرنسية، ولأن التسمية تتفق والدور الوطني الذي تلعبه الوكالة.

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية تهدف من إنشاء الوكالة تحقيق: إذاعة الأخبار الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم من وجهة نظر الثورة الفلسطينية، وتوجيه هذه الأنباء بما يخدم الثورة الفلسطينية، إذاعة الأخبار العربية والعالمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكذلك أخبار حركات التحرر العالمية، ونشر كافة البيانات، والقرارات الرسمية الصادرة عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والتعليق عليها، وأخبار وتصريحات القيادات الوطنية، بحيث لا يعتبر أيا من تصريحات القادة رسميا إلا من خلال نشرة 'وفا'.

وواجهت الوكالة مجموعة من التحديات، ولا تزال تعاني بعض الصعوبات منذ عودتها للوطن في الأول من تموز1994، وتمثل ذلك بالأساس في إعادة تشكيلها بشكل يتماشى مع متطلبات العصر، وحجم الصراع الإعلامي مع الاحتلال، وبشكل لا يتنافى مع العملية السياسية والتسوية التي سارت بها منظمة التحرير.

وسعت الوكالة من عودتها للوطن إلى تدريب كوادرها في الداخل والخارج ليكونوا مؤهلين، بما يتناسب والتحيات القائمة وطبيعة الظروف القائمة، ومرحلة البناء وإقامة لبنة الدولة الفلسطينية.

وتعتبر الوكالة الوطنية مثل النشيد الوطني، ومن هنا تأتي أهمية 'وفا' كوكالة وطنية مدافعة عن الحق الفلسطيني، وكرمز من رموز السيادة الفلسطينية.

وتقدم الوكالة خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني وقضيته، لأنها تزود الوكالات العربية والدولية، التي تربطها بها اتفاقيات تبادلية مثل وكالة أنباء الشرق الأوسط وغيرها، بالأخبار والأحداث التي لا تتمكن من الوصول إليها، بالإضافة على عناوين الصحف، والأحداث داخل أراضي 1948، وبأسلوب يعبر بالتأكيد عن الكيان الفلسطيني المستمر بالتبلور.

ورغم تشكيل وزارة الإعلام في الفترات الأولى من إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن الرئيس الراحل ياسر عرفات حرص على جعل الوكالة جهازا مستقلا عن وزارة الإعلام، وتتبع مباشرة لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واستمر الوضع على حاله حتى الآن.

وحرص مجلس إدارة الوكالة منذ عودتها لفلسطين على نشر مراسلين صحفيين في مختلف الأرض الفلسطينية، والأهم اعتماد مكتب للوكالة في الناصرة داخل أراضي 1948م، وآخر في القدس المحتلة، ولوجود المكتب الأخير رمزية سياسية هامة، وبخاصة بعد إغلاق بيت الشرق، وعدد كبير من المؤسسات الفلسطينية في القدس من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فيما يكتسب مكتب الناصرة أهمية خاصة باعتباره وسيلة للواصل مع فلسطينيي 1948م، وبؤرة لتسليط الضوء على معاناتهم وفعالياتهم.

كما حرصت الوكالة على نشر مراسلين لها في ثماني عواصم ودول عربية وأجنبية هامة من أبرزها: مصر، والأردن، وتونس، ولبنان، وفرنسا، والمغرب، وبروكسل، والولايات المتحدة، بالإضافة إلى اعتماد مراسل لها في مقر جامعة الدول العربية منذ العام 2003م.

ومنذ نشأة الوكالة يسعى القائمون عليها لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وقد حققت الوكالة قفزة واضحة بإطلاق موقعها الالكتروني على الانترنت في الأول من تموز 1998م، وكان يعتمد الموقع في مراحله الأولى على النشر بشكل صورة، (image) وفي عام 2000م تحول قسم من الأخبار إلى نص يمكن قراءته كنص مكتوب، وليس على شكل صورة، ومع بداية عام 2001 أصبحت أخبار الوكالة جميعها نصوصا، ودخلت الصورة للموقع بشكل تدريجي.

وتعرف 'وفا' بأنها من أوائل المؤسسات الصحفية الفلسطينية التي اعتمدت على البريد الالكتروني في نشر الأخبار، وكانت البداية عام 1996م، وتمثل ذلك بإرسال الأخبار الكترونيا إلى صحيفتي 'الحياة الجديدة'، و'الأيام' اليوميتين، وإلى تلفزيون فلسطين.

وتسعى الوكالة دائما لدعم برنامج منظمة التحرير الفلسطينية القائم حاليا على إيجاد حل سياسي وفق مبدأ الدولتين، استنادا لاتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في أيلول/ سبتمبر 1993م، وكذلك فضح الممارسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني ومؤسساته.

ولعل أكبر تحد تواجهه الوكالة الآن عدم مقدرة غالبية كادرها في قطاع غزة على العمل؛ بسبب استمرار الانقلاب العسكري في القطاع، واستهداف الوكالة بشكل خاص.

ورغم الصعوبات الناجمة عن الاحتلال واستمرار الانقلاب في غزة، يصمم العاملون في الوكالة على ممارسة عملهم النقابي والمهني على أكمل وجه، وفي سياق ذلك جرى في الثاني من أيار الماضي انتخاب أعضاء لجنة نقابة العاملين في الوكالة، وبشكل يضمن مكانة مرموقة للمرأة التي حصلت على منصبي رئيس اللجنة، ونائب الرئيس.

كما تواصل الوكالة شق طريقها في عالم الإعلام ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وتماشيا مع ذلك تعمل على قدم وساق للبدء قريبا في مشروع الوسائط المتعددة، حيث ستخرج للجمهور في موقع جديد، وإمكانات أضخم تأخذ بالحسبان ما تتيحه شبكة الانترنت من إمكانيات ضخمة، وبشكل يضمن تفاعلية أكبر، وتشويقا أكثر للجمهور.

ومن أبرز التطورات التي شهدتها الوكالة استقرار بث الأخبار باللغات الأجنبية، وأبرزها الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة للعبرية، وبتزامن مع توسيع هامش التغطية من خلال مواكبة القمم العربية والفعاليات الدولية والعربية المختلفة، وقد تميزت الوكالة في تغطية قمة سرت الأخيرة، وفي مواكبة افتتاح مشاريع تنموية لجامعة الدول العربية في إقليم دارفور السوادني.

ولا ينحصر نشاط الوكالة في بث الأخبار وما يتعبها من صور، بل تنشر بين الحين والآخر دراسات متخصصة تتعلق بالشأن الفلسطيني، في مختلف المجالات مع التركيز على الانتهاكات الإسرائيلية وممارسات حماس العدوانية في غزة.

وقد عادت 'وفا' بقوة إلى اتحاد وكالات الأنباء العربية بعد انقطاع اضطراري لم يطل طويلا، حيث شارك رئيس الوكالة الأستاذ رياض الحسن في الاجتماع الأخير لاتحاد الوكالات العربية في القاهرة نهاية العام الماضي، وعرض خبرة الوكالة وإنجازاتها ومساهماتها الطويلة، والوكالة بصدد إنجاز كتاب حول المصطلحات الخاصة بالصراع العربي- الإسرائيلي ليكون مرجعا بالنسبة للصحفيين العاملين في الوكالات العربية، والمؤسسات الأخرى.

وقد وقعت الوكالة اتفاقية تعاون مهمة في الثامن من شباط الماضي مع وكالة الأنباء البلغارية، وسبق ذلك اتفاقية تبادل معلومات مع وكالة أنباء الشرق الأوسط ووكالات عربية عديدة.

وقد أكد رئيس الوكالة في محاضرته خلال المؤتمر الإعلامي الثالث الذي نظمته شبكة أمين الإعلامية/ انترنيوز في مدينة أريحا، مؤخرا، أن الوكالة ارتقت بخطابها الإعلامي ولم تستخدم أي عبارات غير سياسية مع أي تنظيم أو فصيل ولم تدخل المعترك الفصائلي، وصدرها واسع لكل الفصائل والقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني.

وشدد الحسن على أن وكالة الأنباء الفلسطينية ليست موقعا الكترونيا، بل هي وكالة أنباء رسمية، قائلا: إننا لا نخشى المنافسة وإن المؤشرات الأولية للتحول هو حجم الدخول للوكالة قفز من 30 ألف إلى 200 ألف يوميا، وإن الوكالة بإمكاناتها المتواضعة تمكنت من تغطية ومواكبة أخبار السفارات والجاليات الفلسطينية في الإعلام المحلي 100%، وأن 'وفا' تشكل 50% أو يزيد من مصادر الإعلام المحلي وفي الصحف اليومية، وتسعى بشكل حثيث لتطوير كادرها البشري مهنيا وتقنيا.

وأكد أن 'وفا' تشهد منذ عام 2008 تحولا نوعيا وقفزة مهنية وموضوعية وهامشا واسعا من حرية الرأي لمكونات المجتمع الفلسطيني، وأنها لا تخشى المنافسة مع أحد.

وأضاف الحسن: تزداد الوكالة خبرة وتجربة يوما بعد يوم ويلمس الإعلامي والمواطن هذا التطور وسيلمس ذلك في الأيام والأشهر القلية القادمة ترجمة للإستراتيجية والرؤيا التي وضعت قيد التنفيذ وليس مجرد أفكار، ونحن في طور التحول إلى نظام الإعلام المتنوع الذي جمع بين الإذاعة والتلفزيون والصورة والتسويق. والمحور الآخر هو تحولها لبوابة إخبارية بأربع لغات العبرية والانجليزية والفرنسية والإسبانية، منوها إلى أن هذه الأبواب لن تكون مجرد ترجمة بل مخاطبة المجتمعات الأخرى بما يخدم وينقل الصورة عن فلسطين وما يحدث بها وما يهم المجتمعات الأخرى ووسائل الإعلام أن تعرفه.

ويبقى القول في النهاية إنه على الرغم من دخول أكثر من خمس وكالات فلسطينية خاصة في الضفة وغزة الميدان، إلا أن وكالة 'وفا' تتميز بالثقة العالية والإقبال الواضح من قبل النخبة والقيادة، والجمهور العام على حد سواء.