الغربيون في فلسطين غاضبون على إسرائيل التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 12:24

الغربيون في فلسطين غاضبون على إسرائيل التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 12:24
--------------------------------------------------------------------------------


نابلس 5-6-2010وفا- جميل ضبابات

يسير شابان إيطاليان بخطى وئيدة نحو مركز مدينة نابلس في الضفة الغربية، وعلى مقربة من بناية حديثة وسط المدينة يرفرف علم لأحدى الدول الأوروبية المركزية التي اتخذت مواقف متباينة بعد الهجوم الإسرائيلي على قافلة كسر الحصار على غزة.

لكن كل من ساره وكلاوديو وهما في العشرينيات من عمرها ويسكنان في مدينة بريشيا شمال ايطاليا ليسا راضيين عن مستوى التدخل الأوروبي في الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام، خاصة بعد عملية القرصنة البحرية ضد أسطول الحرية الذي كان متوجها لقطاع غزة. وهما غاضبان على إسرائيل التي طالما تلقت دعما كبيرا من الغرب.

وأعربت دول الاتحاد الأوروبي بشكل ما عن رفضها للهجوم. وطالبت دول أخرى برفع الحصار فورا عن غزة، فيما طالبت دول أخرى بتشكيل لجنة تحقيق.

وارتفع مستوى الغضب العالمي، بعد تلك العملية التي استهدفت عدد من السفن التي كانت تحمل مساعدات للقطاع، وكان على ظهرها العشرات من النشطاء الأجانب الذي كانوا في طريقهم إلى غزة.

وبدت دولة محورية مثل تركيا تغلي على المستويين السياسي والشعبي.

وقالت سارة التي حبذت عدم نشر اسمها الثاني، وزارت الأراضي الفلسطينية فيما سبق لإجراء بحث حول ظاهرة العمليات التفجيرية إبان الانتفاضة الثانية،' هذه إشارة تحذيرية لتركيا بعدما دخلت على خط المشكلة النووية الإيرانية'.

وقتلت قوات كوماندوز إسرائيلية عدد من المتضامنين الأتراك، وهو ما وضع علاقات الدولة العبرية مع تركيا الغاضبة شعبيا ورسميا في مهب الريح.

وهددت تركيا بأنها ستعاقب إسرائيل على فعلتها.

وقال كلاوديو 'هذه الطغمة العسكرية تقتل النشطاء على ظهر السفن. الدولة الديمقراطية لا تفعل ذلك، يمكنهم أن يستخدموا البوليس أو ضربهم حتى. لقد جرى ما جرى في المياه الدولية، ولا احد توقع ذلك الهجوم الذي استخدموا فيه الطائرات العمودية وسالت الدماء خلاله'.

'الإسرائيليون هم هاجم أولا، وعندما يهاجمك احدهم يجب أن تدافع على نفسك '.

إلا أن سارة تساءلت لماذا يهاجم الإسرائيليون السفينة أصلا من البداية'.

وكان على متن السفن 6 إيطاليين، لكن كلا الشابين لا يعرفان احد من اؤلئك الإيطاليين، إلا إن الشابين لا يبديان حماسا لموقف ايطاليا الرسمي من الهجوم على السفن رغم أن أخبار ما جرى تصدر أخبار وسائل الإعلام الإيطالية.

' السياسة في بلدنا أمر غير سهل، اليسار هناك تحطم، لكن أزمة غزة صدمت الجميع لدرجة إن كل الصحف أخذت تكتب عنها'.

وتقول جهات دولية إنها ستعمل على نقل معونات لقطاع غزة مجددا.

وهناك سفينة الآن في طريقها إلى قطاع غزة، وتحمل اسم راشيل كوري ومتضامنة أجنية كانت سحلتها الجرافات الإسرائيلية في قطاع غزة قبل سنوات، لكن إسرائيل تقول انه لن تسمح لها بالدخول.

وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن 'السفينة 'راشيل كوري' تجاهلت أوامر الجيش الإسرائيلي بعدم مواصلة الإبحار إلى قطاع غزة وتواصل إبحارها غير مكترثة'.

وأضاف أن 'البحرية الإسرائيلية أبلغت السفينة بأنه يمكنها الوصول إلى ميناء اشدود ومن هناك يمكن إيصال المعونات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر المعابر البرية'.

وتابع: 'تجاهل ركاب السفينة نداءانا ونحن لن نسمح لها بالوصول إلى ميناء غزة'، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيستولي على السفينة إذا ما واصلت إبحارها باتجاه غزة.

وتقول جهات منظمة لهذه الحملات إنها تعمل على التجهيز لأسطول الحرية 2، الذي من المفترض أن يبحر نحو القطاع خلال الأسابيع القادمة.

ومن المتوقع أن تحمل تلك السفن متضامنين من جنسيات عربية وغربية بينهم اوروبين.

ويظهر غضب الاوروبين أكثر وضوحا في أوساط النخب والكتاب والفنانين، الذين تظاهروا في العواصم الأوروبية مثل لندن.

وقال كاتب سويدي معروف كان من بين المسافرين ضمن قافلة الحرية انه غير نادم على جذب انتباه العالم إلى معاناة غزة..

ومانكيل واحد من 11 سويديا شاركوا في الأسطول لكنه لم يكن على ظهر السفينة التي وقع عليها الهجوم.

وفي الأرض الفلسطينية برز دور الرعايا الاوروبين والأجانب جليا خلال المسيرات السلمية التي تنظم أسبوعيا في المناطق المهددة بالاستيطان، وفي نابلس ذاتها شارك الأجانب في المظاهرات الاحتجاجية التي جرت بعد الهجوم على الأسطول.

وقال سارة فيما كان يشير إلى الحركة النشطة في شارع رئيس في نابلس' الناس يتحركون ويمشون في الشوارع، يقطعون الحواجز ويتسوقون. أنت ترى الحياة طبيعية جدا لكنها في الواقع ليست كذلك'.

وقال كلاوديو' إسرائيل لا تعيش مع السلام وهي دولة عنصرية.إنهم يريدون السيطرة على المنطقة. ما حدث في عرض البحر لا يمكن تصديقه'.