أبو علاء: القدس في ذكرى 'النكسة' تتعرض لأبشع حملة إسرائيلية

أبو علاء: القدس في ذكرى 'النكسة' تتعرض لأبشع حملة إسرائيلية
أكد أحمد قريع (أبو علاء) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة القدس فيها، أن القدس في الذكرى الثالثة والأربعين للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة عام 1967، تتعرض اليوم لأبشع وأشرس حملة إسرائيلية تهدف إلى تهويدها وتهجير سكانها.

وشدد أبو علاء على الحاجة إلى وقفة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية صادقة تجبر إسرائيل على وقف سياساتها وممارساتها وإجراءاتها التي تستهدف الحجر والبشر في المدينة المقدسة.

وأشار إلى 'أن الحملة الإسرائيلية التي تقودها الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال الإسرائيلي التي بدأت في عام 1967 بهدم حارة المغاربة وتهجير سكانها، وإصدار القوانين والتشريعات الاحتلالية لضم القدس وتوسيع حدودها، هذه الحملات ما زالت متواصلة على قدم وساق وبدون هوادة، وأن ما جرى في حي المغاربة عام 1967 وإزالة كل البناء فيه، يخطط له الآن، لأن يتم في داخل البلدة القديمة وفي حي الشيخ جراح، وفي حي البستان في سلوان وغيرها من المواقع الصامدة في المدينة المقدسة، وذلك ضمن المخطط الإسرائيلي الذي يركز على القدس لأسرلتها وتهويدها وضمها ضمن خطة وبرنامج بدأ تنفيذه منذ اليوم الأول للاحتلال'.

ونوه أبو علاء، في هذا الصدد، إلى استمرار وتصاعد سياسة سحب الهويات من المقدسيين، والملاحقات الضرائبية، وهدم المنازل، ومنع السكان من البناء، وتضييق سبل العيش أمامهم، وبناء جدار الفصل العنصري، وعزل الآلاف من الفلسطينيين عن مدينتهم، وفي نفس الوقت الاستمرار في سياسة التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي والعقارات العربية في المدينة.

وقال 'لقد صاغت وتبنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة العديد من القوانين وأصدرت العديد من الخطط والبرامج والقرارات التي كان الهدف منها هو ضم المدينة المقدسة وتغيير معالمها، وتطبيق سياسة التطهير العرقي للفلسطينيين منها'.

وذكر أنه بموازاة ذلك، تستمر الحفريات الإسرائيلية في محيط وأسفل المسجد الأقصى المبارك، وتزداد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد، في الوقت الذي يمنع الفلسطينيون من الصلاة فيه، وقال' لاحقا لهذه الحفريات فقد قاموا باختراع مقولة 'الحوض المقدس'التي تهدف أساساً البلدة القديمة وإحاطة المسجد الأقصى بالمواقع الاستيطانية والحدائق التوراتية، ضمن مخطط واضح يهدف في نهاية الأمر إلى السيطرة على المسجد الأقصى، ما يضع المسجد الأقصى في خطر ويضع القدس في خطر حقيقي كذلك'.

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تعمل ليل نهار على عزل القدس نهائيا عن الضفة الغربية، وإغلاقها من خلال الأحزمة الاستيطانية المحيطة بالمدينة، ومن خلال جدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني، وأشار إلى التوسع الاستيطاني في (معاليه ادوميم) و(جفعات زئيف) وأبو غنيم وغيرها من المستوطنات الاستعمارية، لإغلاق مداخل القدس من الشرق والشمال والجنوب.

وشدد على أنه 'في مواجهة كل ذلك فإن الفلسطينيين في المدينة كانوا وسيظلوا صامدين صابرين مؤمنين وبربهم وبمقدساتهم وبحقوقهم يدافعون عنها، وإن أعدادهم والحمد لله تزداد رغم كل عمليات التطهير العرقي ' غير انه أكد على 'أنه لا يمكن ترك الفلسطينيين المقدسيين وحيدين في هذه المعركة الشرسة'.

وشدد أبو علاء على أنه 'في مواجهة هذه الحملة الإسرائيلية فإنه مطلوب من الفلسطينيين الوحدة، وإنهاء الانقسام، ومطلوب أن يكون هناك تحرك عربي وإسلامي جاد، لوقف هذه الممارسات والجرائم الإسرائيلية التي تتم يوميا في المدينة'.

وقال' على المجتمع الدولي وتحديدا اللجنة الرباعية أن يثبتوا جديتهم ومصداقيتهم بوقف هذا العدوان وهذه الغطرسة الإسرائيلية، إذا كانوا جادين في السلام المنشود القائم على أساس الحق والعدالة والقانون الدولي'.

وأضاف أنه 'في هذه الذكرى الأليمة، ذكرى الخامس من حزيران عام 1967، واحتلال الأراضي العربية في سيناء والجولان وكل فلسطين، ظلت القدس هدف الاحتلال وتغيير معالمها الثقافية والتاريخية والحضارية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، هدف تعمل له إسرائيل ليل نهار ونرصد له كافة الإمكانيات البشرية والمالية والاقتصادية والقوة، ما يستدعي يقظة عربية إسلامية دولية، ووحدة فلسطينية حقيقية صادقة لتظل 'القدس أولاً' وتظل هي مفتاح الحل وعنوان السلام الذي لن يتحقق إلا بعودتها عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة، وسلاحنا في ذلك إيماننا وثباتنا على مواقفنا، وإرادتنا، وصمود شعبنا وتضحيات ووقوف لشعوب العربية والإسلامية معنا، ونريد التعاطف والتفهم الدولي لعدالة قضيتنا'.