في ذكرى 'النكسة': لقاء حميمي يجمع شقيقين بعد 43 عاما من الفراق التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 21:40

في ذكرى 'النكسة': لقاء حميمي يجمع شقيقين بعد 43 عاما من الفراق التاريخ : 5/6/2010 الوقت : 21:40
--------------------------------------------------------------------------------

جنين 5-6-2010 وفا ثائر أبو بكر

في ذكرى حرب حزيران 'النكسة' التي تصادف، اليوم، شاءت الأقدار والصدفة معا ان تجمع شقيقين لم يلتقيا منذ 43 عاما.

على أرض مدينة جنين بمقر قيادة قوات الأمن الوطني بالمقاطعة جمع القدر بين الشقيقين محمود عثمان عثمان ( 58 عاما) من قرية عبلين الجليلية داخل فلسطين 48، وحورية عثمان (59 عاما) من مخيم الشتات بعين الحلوة بلبنان، واللذان شتتا ورحلا من مدينتهم اللد على إثر 'النكسة' التي ألمت بالشعب العربي الفلسطيني.

بالدموع والبكاء تعانق الشقيقان.. وبالكوفية وعلى أنغام الزمار التي حملتها حورية وهي تعزف للوطن، وعلى أنغام النشيد الوطني لقوات الأمن احتضنت جنين، اليوم، وفدا من فلسطينيي الشتات من مخيمات لبنان وسوريا والأردن.

حورية عثمان، تحدثت لـ'وفا' عن مأساتها بعد ان هجرت قصرا من مسقط رأسها في اللد، مشيرة الى أنها اضطرت مع أفراد أسرتها النزوح إلى منزل جدتها فاطمة في عصيرة الشمالية بمحافظة نابلس، ومن ثم بعد الحرب مباشرة إلى الأردن.

'عشنا كلاجئين في معسكر الوحدات ونحن على حلم وأمل بالعودة إلى فلسطين' تقول حورية، وتضيف: ' مأساتنا تكررت بعد حرب أيلول، حيث اضطررنا إلى النزوح الى لبنان وعشنا في مدرسة إسعاد الطفولة لأبناء الشهداء في سوق الغرب'.

وتؤكد حورية ان حلم العودة لم يفارق مخيلتها وأفراد أسرتها، وان شقيقها عثمان وبعد حرب أيلول قام بالبحث عنهم، ولكنه لم يعثر عليهم.

وتابعت: 'هذا اليوم ورغم انف الاحتلال، احتضنت شقيقي، وارتشفت دموع الفرحة، ذلك انني لم أكن أتوقع العودة إلى أرض الوطن، غير ان حلمنا تحقق بفرحتين، فرحة عودتنا إلى أرض الوطن، وفرحة لقاءنا بشقيقي بعد غياب طال 43 عاما'.

وتحمل حورية رسالة من مخيمات الشتات في لبنان ومن الغربة إلى الاحبة، تتضمن الاستمرار ومواصلة النضال والتمسك بحق عودة للاجئين.

وفيما كانت الدموع 'تنهمر' من عينيه، قال محمود شقيق حورية لـ 'وفا ': لم أكن أتوقع أن أعانق وأحضن شقيقتي التي حرمني منها الاحتلال منذ سنين، ولم أشعر بنفسي حاليا، ولا استطيع التعبير عن مشاعري في هذه اللحظات الحميمية لأن عيناي اكتحلت برؤية شقيقتي مرة أخرى'.

وأضاف: 'أنني حرمت منذ الصغر من معانقتها ومجالستها، وها هو حلمي يتحقق مع ذكرى النكسة التي يحييها الشعب العرب الفلسطيني والأمة العربية، وأملي ان يعم السلام العادل والشامل ربوع المنطقة، وان يعود إلى أرض الوطن كافة اللاجئين والنازحين.

_