لماذا هي فوق القانون

لماذا هي فوق القانون
إذا أردنا أن نناقش تداعيت أسطول الحرية والذي انطلق من دولة تركيا بمهمة كسر الحصار عن غزة والذي كانت نتيجته هجوم الجيش الصهيوني عليه بدون أي اعتبار للعالم الذي يعتبر نفسه متحضرا وبدون أي اعتبار للشرعية الدولية التي تمنع القرصنة في البحار وبدون مراعاة للشعار الذي تتبجح به وتدعي من خلاله بأنها الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بالديمقراطية مع العلم بأن هذا الشعار لايطبق حتى على اليهود داخل فلسطين المحتلة لقد أ ظهرت الكثير من التقارير زيف ديمقراطية هذا الكيان حتى بين اليهود أنفسهم فهم يميزون بين القوميات التي يتشكل منه هذا الكيان في أكثر من مناسبة ويظهر يومياً في سياسة القمع والانتهاكات العسكرية وتعدي المستوطنون الصهاينة على المدن والقرى الفلسطينية إنه كيان نشأ أصلاً بواسطة العصابات التي ارتكبت مئات المجازر ضد العرب والفلسطينيين ليس غريبا عليه أن يعتدي على متضامنين من جنسيات مختلفة ومن دول مختلفة دون وازع من ضمير ومن غير أن تكترث للعالم ومؤسساته الدولية وغيرها وللإجابة على السؤال الأزلي لماذا هي فوق القانون
أولاً::لأن هذا الكيان نشأ بواسطة الحركة الصهيونية اليهودية والمسيحية وكانت هناك حركات صهيونية أخرى دعمت الحركة الصهيونية اليهودية تلك والصهيونية هي الوجه الأخر للعنصرية وهي تؤمن بالتفوق العرقي على باقي الشعوب التي تخالفها في الانتماء ولأن فكر الصهيونية ينسجم مع ما يعتنقه المتطرفون اليهود والذين يعتبرون أن (الغوييم) أى الشعوب الأخرى كائنات أدنى منهم لأنهم شعب الله المختار وبذلك يحق لهم أن يفعلوا بتلك الشعوب ما يريدون حسب ما ورد في كتبهم
ثانياً::إن التفوق العسكري وامتلاك هذا الكيان لأحدث الأسلحة في العالم بما في ذلك امتلاكها لأكثر من ثلاث مائة رأس نووي يضعها في مصاف الدول العظمى خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار ضعف دول المنطقة وخاصة الدول العربية عسكرياً وتفردها بالسلاح النووي في المنطقة يهدد منطقة الشرق الأوسط بكل بلدانها
ثالثاً::إن المصالح الصهيونية في منطقتنا العربية تتناسب بل وتندمج مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما أكده (موشي شاريت في قوله إن دولتنا لن تبقى متفوقة إلا إذا اندمجت سياستنا مع السياسة الأمريكية ويقول اليعازر ليفنيه لصحيفة هاأرتس بتاريخ /11/11/1973/ كلما تراجعت إسرائيل ضعفت قيمتها في نظر أمريكا وهذا يؤكد لنا لماذا دائماً يحاول هذا الكيان العنصري أن يظهر قوته وتفوقه العسكري إنه يحاول أن يثبت للإدارة الأمريكية بأنه مازال يمكن الاعتماد عليه ومن جهة أخرى يلوح للعرب لإخافتهم وإبعادهم عن التفكير بأي حرب ضدها لتحرير الأراضي المحتلة وللتأكيد على أن السياسة الصهيونية هي في خدمة السياسة الأمريكية بل إنها تندمج فيها هو ما يقوله( بيير روسي وهو شخصية فرنسية ديغولية يقول لم يكن أمام واشنطن لتنفيذ مخططاتها في الشرق الأوسط سوى إسرائيل لأنها حكومة عسكرية أكثر منها دولة وليس لها وطن تدافع عنه وهي أداة ممتازة للتسلط وهذا ما تقوم به المؤسسة العسكرية لهذا الكيان قي منطقتنا دون أن تجد من يردعها من العرب وكان ما حصل لأسطول الحرية يدخل ضمن ها الوصف الذي قدمته عن هذه الدولة إن هذا الكيان يعلم تماماً بل هو متأكد بأنه لن يحاسبه أحد على أفعاله العدوانية خصوصا وأنه يخلق ا لذرائع والحجج والمبررات الكاذبة والمكشوفة في أغلب الأحيان لأن أية محاسبة له تعتبر محاسبة لأمريكا ومن يجرؤ على محاسبة أمريكا إن ماحصل في المياه الدولية من تعدي على أسطول الحرية هو بالتأكيد لايزعج الولايات المتحدة الأمريكية ودليلنا على ذلك نتائج مجلس الأمن بشأن هذا الاعتداء مع العلم أن أسطول الحرية لم يكن في المياه الإقليمية لشواطئ غزة حتى ولو كان في المياه الإقليمية فليس من حق هذا الكيان أن يقوم بما قام به لأن هناك العديد من القوانين الدولية تمنع ذلك سيما وأن غزة تحت الاحتلال وهناك قانون دولي رقم (30103 ) يسمح بإدخال المساعدات وكل ما يلزم للدولة التي تقع تحت الاحتلال مع العلم أن شواطىءغزة هي شواطئ فلسطينية وحسب الاتفاقيات التي أبرمت بين منظمة التحرير وهذا الكيان :إذا يجب أن تكون السيادة على هذه الشواطئ للسلطة الفلسطينية وهي كانت كذلك حتى اندلاع الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى مع التنويه بأن شاطئ فلسطين كله شاطئ عربي يعاني الاحتلال الصهيوني وهنا نتساءل ماذا فعلت منظمة التحرير للدفاع عن شواطئ غزة وماذا فعلت السلطة الفلسطينية على اعتبار أن هذا الشاطئ يقع ضمن الأراضي التي تشرف عليها السلطة الفلسطينية
وبالعودة إلى العنوان لماذا هي فوق القانون أقول لأن أمريكا فوق القانون ومن كانت مصالحه مع أمريكا يمكنه أن يفعل مايريد من غيران يحاسبه أحد فالولايات المتحدة الأمريكية اعتدت على أفغانستان بدون أي وجه قانوني وهاجمت العراق أيضاً رامية عرض الحائط بكل القوانين الدولية ولم يحاسبها أحد فهي فوق القانون ألم يتحرك الأسطول السادس الأمريكي قبالة شواطئ لبنان إبان حرب حزيران ويتمترس هناك من أجل تقديم المساعدة للكيان الصهيوني وكان ذلك في /25أيار /1967/ وكأن من أعلن الحرب هي أمريكا وهذا ما صرح به الرئيس الأمريكي جونسون في واشنطن في 23/أيار/1967 /واعتبر هذا التصريح أن إغلاق خليج العقبة في وجه السفن الإسرائيلية أمر غير مشروع ويمكن أن يؤدي إلى موقف يهدد قضية السلام ولا أدرِ عن أي سلام يتكلم الرئيس الأمريكي وهناك وطن محتل من قبل من يدافع عنهم أليس هذا كافٍ لتكون دولة إسرائيل فوق القانون لأن الصهيونية لاتتمتع بنظام أخلاقي ينظم افعالهاوإنما هي جزء من النظام العالمي الإمبريالي الرأسمالي ومهمته خدمة هذا النظام إذاً هي فوق القانون وفي مقالة لجريدة معا ريف اليهودية عن مراسلها في واشنطن بتاريخ /19/2/1975/لخص فيها هذا الكيان على أنه بمثابة مخلوق أوجدته الإمبريالية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية ووضعته تحت حمايتها لذا فإن أي موقف معاد لأمريكا يعتبر موقفاً معادياً لإسرائيل والعكس صحيح أيضاً ولماذا هي فوق القانون لأنها وكما يقول الصحفي الإسرائيلي حجاي أيشد في وصفه لإسرائيل يقول إن إسرائيل هي كلب حراسة حاد الأسنان مربوط بسلسلة طرفيها بيد الولايات المتحدة تطلقه متى تشاء وعلى من تشاء لهذا كله هي فوق القانون : إن ما قاله الصحفي الإسرائيلي حجاي يذكرني بالمثل العربي المعروف كلب الأمير. أمير

بقلم كامل بشتاوي
5 /6/ 2010/حمص سورية