مخاوف في اسرائيل اثر اعتقال بولندا عميلا للموساد مرتبطا باغتيال المبحوح

يثير اعتقال عميل للموساد في بولندا بطلب من ألمانيا، بشبهة مشاركته في عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح، تخوفات كبيرة في إسرائيل من تصاعد وتعميق ورطتها الدبلوماسية وتراجع علاقاتها مع دول غربية.
فيما قال قائد شرطة إمارة دبي، ضاحي خلفان إن السلطات في بلاده ستقوم بالتنسيق مع أي دولة تعتقل المطلوبين في عملية اغتيال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، محمود المبحوح، وذلك بعد الأنباء التي تحدثت عن اعتقال أحد المشتبه فيهم في بولندا.
وأضاف خلفان أن عميل الموساد الذي اعتقل في بولندا قبل أيام لم يكن مطلوباً بشكل مباشر لدى شرطة دبي، ولكن السلطات الأمنية الألمانية تقول إنه قام بتزوير جواز سفر ألماني ليستخدمه أحد أفراد المجموعة في عملية الاغتيال.
وطلب وزيران اسرائيليان الاحد من بولندا ان تعيد فورا مواطنا اسرائيليا اعتقل في وارسو بناء على طلب المانيا ويشتبه في انه عضو في جهاز الموساد الاسرائيلي.
وقال وزير النقل اسرائيل كاتز 'على اسرائيل ان تعارض تسليم اي مواطن اسرائيلي الى دولة ثالثة وان تقوم بكل ما في وسعها لاعادته الى وطنه'. وادلى الوزير المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بهذه التصريحات للصحافيين قبل بدء جلسة مجلس الوزراء.
من جهته، اكد وزير السياحة شتاس ميسيزنيكوف انه 'يتعين على بولندا ابلاغ المانيا انها ستعيد هذا الاسرائيلي وانه اذا كانت هناك شكوى ضده، فان لدينا نظاما قضائيا اثبت صدقيته حيال القانون الدولي'. واضاف ميسيزنيكوف عضو حزب 'اسرائيل بيتنا' المتشدد 'اود ان اذكركم بان بولندا ليست جزءا من المانيا وانها تتصرف بكل استقلالية. بولندا صديقة كبيرة لاسرائيل، وكذلك المانيا. ينبغي ان نتمكن من تسوية هذا المشكل'.
وذكرت صحف إسرائيلية امس الأحد أن إسرائيل تتخوف من أنه في أعقاب اعتقال عميل الموساد وبعدما طردت بريطانيا واستراليا مندوبي الموساد لديهما وطرد ضابط أمن السفارة الإسرائيلية في ايرلندا ستقدم ألمانيا وفرنسا على خطوات مشابهة وربما أشد منها. وأقرت إسرائيل باعتقال المواطن الإسرائيلي المشتبه بأنه عميل للموساد في العاصمة البولندية وارسو.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن القنصل في وارسو التقى مع الإسرائيلي المعتقل ويقدم له المساعدة المطلوبة 'مثلما تتم مساعدة أي إسرائيلي يواجه ضائقة في خارج البلاد'.
وتتابع وزارة الخارجية الإسرائيلية قضية اعتقال عميل الموساد بحساسية بالغة ويشارك في ذلك عدد قليل من كبار المسؤولين في الوزارة والسفير الإسرائيلي في وارسو تسفي ريفنر.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية فإن الدبلوماسيين الإسرائيليين في السفارة في العاصمة الألمانية برلين سمعوا بالموضوع من خلال وسائل الإعلام، حيث كشفت مجلة 'دير شبيغل' على موقعها الالكتروني السبت أمر الاعتقال.
وتفيد تفاصيل القضية بأن السلطات البولندية اعتقلت مؤخرا عميل الموساد الذي يحمل اسم 'أوري برودسكي' بموجب أمر اعتقال دولي أصدرته ألمانيا للاشتباه بأنه قدم مساعدة لوجيستية لأحد المشاركين في اغتيال المبحوج الذي استخدم جواز سفر ألمانياً باسم 'مايكل بودنهايمر'.
ولفتت صحيفة 'هآرتس' إلى أنه يسكن في إسرائيل ثلاثة أشخاص يحملون اسم 'أوري برودسكي' أو 'أوري برودتسكي'. وقال أوري برودسكي البالغ (23 عاما) ويسكن في مدينة رحوفوت بوسط إسرائيل لهآرتس إنه لا يعرف شيئا عن القضية وأنه 'اتصل بي عدد من الصحافيين لسؤالي حول الموضوع'، فيما قال الدكتور أوري برودسكي البالغ 38 عاما ويسكن في مدينة كريات أونو بوسط إسرائيل 'لا أعرف شيئا عن القضية وفوجئت لدى سماعي عن ذلك في نشرة الأخبار'.
من جانبها ذكرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أن أوري بوردتسكي 'الثالث' يسكن في مدينة كفار سابا بوسط إسرائيل وأن والده ميخائيل يقول إن ابنه ليس موجودا في إسرائيل منذ 6 سنوات، وانه موجود الآن في الولايات المتحدة.
ووفقا للصحيفة فإن ميخائيل تحدث مع ابنه أوري على مسمع مراسلها عبر برنامج 'سكايب' على الانترنت وأن الابن أبلغ والده بأنه بخير وأنه ليس خائفا وأن ثمة احتمالين لنشر اسمه وهما إما أن عميل الموساد 'سرق' هويته' أو أنه يحمل اسما مشابها لاسمه.
وفيما يتعلق ببودنهايمر قالت 'يديعوت أحرونوت' إن حاخاما يحمل هذا الاسم يسكن في مدينة بني براك في وسط إسرائيل وأنه ينفي اية علاقة له بالقضية.
وأفاد محلل الشؤون الاستخباراتية والإستراتيجية في 'هآرتس' يوسي ميلمان بأن إسرائيل تمارس ضغوطا على بولندا كي لا تسلم برودسكي إلى ألمانيا تحسبا من محاكمته أو ربما تسليمه إلى دبي، حيث اغتيل المبحوح في كانون الثاني (يناير) الماضي. ونقل ميلمان عن مصدر بولندي قوله إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن تسليم برودسكي لألمانيا.